منذ بدء أزمة النفايات في لبنان أي منذ 17 تموز الماضي، ومع انتشار الزبالة في شوارع بيروت والعديد من المناطق اللبنانية. برزت حملة «طلعت ريحتكم» التي دعت بداية لإقامة تحركات في الشارع للضغط على وزير البيئة محمد المشنوق والحكومة اللبنانية، من أجل حلّ مشكلة النفايات بطرق علمية وصحية وبأسرع وقت ممكن، كما طالبت بالبدء بعملية الفرز ورفضت مبدأ المطامر.
إقرأ أيضاً: #طلعت_ريحتكم: نحن معكم فتقبّلوا النقد.. ولا تحرقوا المراحل
ولكن سرعان ما تحولت مطالب حملة «طلعت ريحتكم» والجمعيات البيئية والمجتمع المدني الذي ساندها، من مطالب بيئية محقة إلى شعارات كبيرة تجلّت بالمطالبة بإسقاط النظام، ثم الدعوة إلى استقالة الحكومة تطرح حولها علامات استفهام كبيرة، و تنشر قلقا أوسع. فإلى أين سيذهب لبنان إذا استقالت الحكومة في ظل الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى والتعطيل في المجلس النيابي؟ وأي نظام يريد المتظاهرون إسقاطه؟ وهل من بديل؟
كذلك كان لافتًا خلال التحركات، مشاركة وجوه فنية وسياسية مقربة من قوى الثامن من آذار. ممّا يطرح أيضًا عدة أسئلة حول ازدواجية التحرك الذي يعلن أنّه ضدّ الطبقة السياسية كلّها، وفي الوقت نفسه يقبل بوجود شخصيات مقربة من قوى الثامن من آذار في مظاهراته، وداعمة للنظام السوري ضد شعبه، في حين تدعي دعم المتظاهرين ضد النظام اللبناني.
وهنا أبرز الوجوه السياسية والفنية التي طالما جاهر أفرادها في كل المحافل بحيادهم وبعدهم عن اي انتماء سياسي، وهم مقربون من قوى الثامن من آذار وبعضهم أصدقاء للرئيس بشار الأسد.
الأمين العام لرابطة الشغيلة زاهر الخطيب الذي رأى أثناء مشاركته في التحرك: “أننا أمام أوضاع متفجرة أكثر من أنها نفايات متفجرة”.
وأضاف:”أمام هذه الحالة ينبغي وضع ميثاق تاسيسي للإنطلاق بعقد إجتماعي جديد، يأخذ بالاعتبار بأن لبنان لا يمكن أن ينهض إلاّ من خلال الشعب وبإجراء إنتخابات نيابية وإلاّ هذه الأزمات بدون حل راديكالي جذري لها ستكون فقط محاولة تخدير”. هكذا يدعو إلى مؤتمر تأسيسي هو مطلب حزب الله.
رئيس حركة الشعب نجاح واكيم: “يجب أن يعمل القيمون على هذا التحرك لاستقطاب المزيد من الناس، ويجب ألا يأخذنا خطأ ما الى الدوس على لغم وتنفجر الامور”، معتبراً أن “المسيرة صعبة لكن لا خيار أمام لبنان إلا من خلال متابعة هذه المسيرة”.
الوزير السابق والعضو السابق في تكتل التغيير والإصلاح شربل نحّاس الذي شارك في الاعتصام أكّد أن “السلطة تتخبط، وتتبادل التهم”. وطالب بخطة واضحة المعالم في التحرك يوم السبت المقبل.
أمين العام الحزب الشيوعي اللبناني خالد حدادة قال في حديث صحافي بعد مشاركته في التحرك: “الحل بأن ينزل الناس ويضعوا يدهم على الجرح ويحملوا المسؤولية للحكومة وللنظام السياسي الموجود في البلد ولقوى الطوائف، وتقوم انتفاضات شبيه ومطورة للانتفاضة التي قام بها أهالي الاقليم وبرجا، والتي اسميها “عامية فعلية” وتعميم هذه العاميات للضغط من اجل انشاء هيئة مستقلة خارج سيطرة الحكومة وزعامات الطوائف لحل هذه المشكلة”.
إقرأ أيضاً: طلعت ريحتكم: نحو تحديد واضح للأهداف
الفنان معين شريف قال في حديث تلفزيوني أثناء مشاركته في التحرك: “هذه الطبقة المستبدة الظالمة المستكبرة لها يوم ، وإذا تابوا ممكن نغفر لهم… هذه الثورة ثورة حق على الباطل، ثورة خير على الشر”. وطالب الحكومة في حديث تلفزيوني آخر أن “تشرف على انتخابات نيابية، ضمن قانون انتخابي يرضي جميع الأطراف اللبنانية”.
الفنان زين العمر في اعتصام “طلعت ريحتكم” صرح لوسائل الاعلام أنّ “هذه حكومة فساد أدعو كل مواطن الى النزول الى الشارع، وكل وزير لديه شرف عليه أن يستقيل من حكومة الذل والعار”. ورفض زين العمر ان يجيب على سؤال مراسلة الجديد ان كان من مؤيدي ميشال عون والتيار الوطني الحر، حيث قال “انا أؤيد المؤسّسه العسكرية وأنا مع أن تدعم وتسلح كي تحكم البلد”.
