زيارة ظريف اختبار لـ «مفاعل» إيران الرئاسي؟

ستشهد الساحة الداخلية في الساعات المقبلة تركيزا على الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت ، ابتداء من مساء اليوم آتياً من دمشق  والتي تتسم باهمية نظرا الى انها تدخل الوسط الرسمي والسياسي اللبناني في آفاق الاتفاق النووي بين الدول الست الكبرى وايران وما يعني لبنان من آثاره الاقليمية المتوقعة..

الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبيروت والتي تستمر حتى مساء الاربعاء تتوقع مصادر أن تتخطّى آفاق الاتفاق النووي إذ ستتخذ دلالات أخرى من زاوية الملف الرئاسي وأزمة الشغور التي ستجد حتما مكانا لها في محادثات الوزير الايراني مع مروحة واسعة من المسؤولين الرسميين والسياسين من اتجاهات سياسية مختلفة.

فسيجتمع مساءً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بينما يلتقي رئيس الحكومة تمام سلام عند الثانية عشرة من ظهر الغد يليه وزير الخارجية جبران باسيل، فضلاً بطبيعة الحال عن اللقاء الذي سيجمعه بالأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، على أن يعقد مؤتمراً صحافياً يستعرض فيه أجواء زيارته اللبنانية معطوفة على التطورات الإقليمية في المنطقة، قبل أن يغادر إلى تركيا.

وعلى رغم أنّ الإطار العام لزيارة ظريف تمَّ تحديدُه بملفّين أساسيين: الاتفاق النووي، والمبادرة السياسية لحلّ الأزمة السورية، إلّا أنّ بعض الأوساط السياسية رأت في الزيارة مدخلاً لحلّ الأزمة اللبنانية من باب رئاسة الجمهورية، خصوصاً أنّها تتزامن مع انعقاد الجلسة النيابية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً.

وعشية الزيارة، لفتت مصادر ديبلوماسية لـ”المستقبل” إلى أنّ زيارة ظريف ستشكل عملياً فرصة “لاختبار توجهات إيران و”المفاعل” الرئاسي لاتفاقها النووي”، موضحةً أنه “سوف يتكشّف من خلال المحادثات التي سيجريها في بيروت ما إذا كان ثمة توجه إيراني جديد حيال الاستحقاقات الدستورية وأبرزها الاستحقاق الرئاسي خصوصاً في ضوء التحركات الفرنسية والأوروبية الأخيرة التي طالبت طهران بتسهيل عملية إنهاء الشغور في موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية

وقالت مصادرديبلوماسية أنّ هذه الزيارة للتأكيد أنّ نهجَ إيران تجاه سوريا والمقاومة اللبنانية لم يتغيّر، خِلافاً لاعتقاد البعض، كذلك إنّها تشَكّل رسالة واضحة مفادُها استمرار سياسة إيران في كلّ المجالات. أضافت المصادر أنّ للبنان والمقاومة مكاناً مهمّاً في السياسة الخارجية الإيرانية، بدليل أنّ إيران لم تتردّد في السنوات الأخيرة في تقديم أيّ دعم للبنان، وسيَبحث ظريف أيضاً في مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً أنّ إيران حقّقَت في السنوات الأخيرة، على رغم العقوبات الغربية، تقدّماً كبيراً في مجال إنتاج الطاقة الكهربائية. وفي هذا المجال، يمكن لبنان وإيران أن يتعاونا على هذا الصعيد.

وقالت “الأخبار” أنه على عكس ما تروّج له أوساط في “14 آذار” عن أن زيارة ظريف تحمل مفاجآت على صعيد رئاسة الجمهورية، أكّدت مصادر مطلّعة أن “الوزير الإيراني لا يحمل أي مبادرة، وسيبلغ اللبنانيين ثبات موقف الجمهورية الإسلامية كما قبل الاتفاق النووي”.

السابق
كي لا تبقى زيارة ظريف.. مجرّد ابتسامة
التالي
اعتصام امام مكتب الاونروا في الشمال رفضا لتقليص الخدمات