الخميني وافق على تحريم قتال الكفّار نصرة لحاكم مسلم ظالم

الإمام الخميني
في نصّ المقال للشيخ حسن مشيمش، يشرح كيف يصبح الجهاد حرامًا عندما تكون السلطة التي تدافع عنها يحكمها حاكم مستبد ومتسلط وغير عادل... خصوصًا إذا كان المعتدي لن يهدف إلى المسّ بالمعتقدات الإسلامية بل هدفه التحكم بالثروات الطبيعية. ويستند الشيخ مشيمش في تحليله إلى أقوال الفقيه حسن الجواهري الذي يعتبر من أبرز فقهاء الشيعة خلال القرن العشرين.

إذا غزا واجتاح كافر حربي بلدًا من بلاد المسلمين، ولم يكن يستهدف باجتياحه وغزوه معتقداتهم وشعائرهم الدينية، وإنما كان يستهدف السيطرة على سلطتهم السياسية أو الهيمنة على قرارها السياسي، لكي يتحكم بأسعار ثرواتها الطبيعية ولكي يجعل سوقها الاستهلاكية سوقًا لمنتوجاته… وفي الوقت نفسه كان المسلمون في هذا البلد المُعتدى عليه، يعيشون في ظل سلطة سياسية ظالمة أو حاكم سياسي جائر مستبد لا يحكم بالعدل ومنتهكا حقوق الإنسان، الواضحة لدى عقلاء الأمم والشعوب كافة… حاكم مستأثر بالدولة وثرواتها لصالح أسرته وفريقه المعاون له، ومحتكر السلطة له ولذريته من بعده…

التضحية في وجه الكافر الغازي ليس إلاَّ تفريطا بالأرواح وتبذيرا للدماء وإتلافًا للأموال وتدميرا لمقومات المجتمع

في مثل هذه الحالة يُصبح الجهاد والتضحية في وجه الكافر الغازي ليس إلاَّ تفريطا بالأرواح وتبذيرا للدماء وإتلافًا للأموال وتدميرا لمقومات المجتمع.

لماذا؟

لأنه ينطبق على هذا الجهاد العنوان التالي : “إنه جهاد ضد حاكم ظالم غاز كافر دفاعًا عن حاكم مسلم جائر ظالم مثله، غاصبا للسلطة”، وذلك جهاد وتضحية بأغلى ما في الوجود وهي الروح من أجل غاية رخيصة سفيهة وتلك تضحية السفهاء.

نعم قد يُمْنَع وجوب الجهاد بل قد يُقَال بحرمته ضد الكفار الغزاة، لو أرادوا تملك بعض بلاد الإسلام أو جميعها

فمن هو الفقيه الذي تجرأ أن يقول هذا الكلام الفقهي وهذه الفتوى؟ إنّه الفقيه الشهير بـ”الجواهري” الذي يعتبر من أبرز فقهاء الشيعة في القرن العشرين، والذي أشاد بفقهه الإمام الخميني (رض) بقوله: “لم يذق طعم الفقه من لم يقرأ فقه الجواهري”.

اقرأ أيضاً: يوم فضّل الخميني المنفى الفرنسيّ على دمشق حافظ الأسد

وهذا نصّ الجواهري حرفيا : “نعم قد يُمْنَع وجوب الجهاد بل قد يُقَال بحرمته ضد الكفار الغزاة، لو أرادوا تملك بعض بلاد الإسلام أو جميعها لممارسة السلطة عليها، مع بقاء المسلمين على إقامة شعائر الإسلام من دون أن يتعرضوا لهم بوجه من الوجوه كما في هذه الأزمنة. وإن حرمة الجهاد في هذه الحال ناشئة من حرمة التغرير بالنفس، حيث إن الجهاد في هذه الحال هو في الحقيقة إعانة لدولة الباطل على مثلها”. انتهى كلامه رضوان الله عليه.

فلتذهب السلطة غير الشرعية وغير العادلة إلى الجحيم هي والطامع بها سواء كان مسلمًا ظالمًا أو كافرًا جائرًا

وقد ذهب جملة من الفقهاء مذهب الجواهري في هذه المسألة الحسّاسة والخطيرة، لأنّ الجهاد، بحسب اجتهادهم، متوقّف على شروط. وإن أبرز شرطه هو أن تكون الدولة التي يجب الدفاع عنها يحكمها رجال حقّ وعدل وقسط ورحمة ودين، لا رجال ظلم وباطل واستبداد وشدة وقساوة وغلظة.

اقرأ أيضاً: هل يتجرّع السيد حسن السمّ الذي تجرعه الإمام الخمينيّ؟

والشرط الآخر أن يكون الغازي مستهدفًا عقائد الإسلام وشرائعه، ويريد إخراج الناس من ديانة الإسلام إلى ديانة أخرى، لا أن يكون هدفه التحكم بأسعار الطاقة والثروات الطبيعية عندهم واستغلال اسواقهم الإستهلاكية والإستثمار فيها كما هو حال الكفار في عصرنا.

الإمام الخميني
وخلاصة القول إنّ وجود السلطة الشرعية العادلة المنتخبة بحرية من الشعب شرط لوجوب الدفاع عنها في وجه أيّ غازٍ وطامع بالسيطرة عليها، وفي غير هذه الحال فلتذهب السلطة غير الشرعيّة وغير العادلة إلى الجحيم هي والطامع بها، سواء أكان مسلمًا ظالمًا او كافرًا جائرًا. وسلّط الله الظالمين على الظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين.

السابق
صقر ادعى على سجناء وعسكريين في التحقيقات الأولية لاحداث روميه
التالي
عودة مارسيل خليفة إلى مهرجانات بيت الدين