حزب الله يعتذر من سلام بعد شغب “السرايا” أمام منزله

سارع مسؤولون في “حزب الله” وفق “الحياة” على رأسهم الوزير حسين الحاج حسن، الى الاتصال برئيس الحكومة تمام سلام بالنيابة عن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله والاعتذار منه عن الارتكابات التي قام بها عدد من المتظاهرين وبعضهم ينتمون الى “سرايا المقاومة” أمام منزله في المصيطبة من إفراغ النفايات من مستوعباتها وإضرام النار فيها مستخدمين قنابل مولوتوف يدوية تحوي مواد حارقة، إضافة الى توجيه علامات نابية وشتائم الى صاحب الدار، وغيرها من تجاوزات.
كما لفتت “السفير” إلى انه خلال اجتماع اللجنة الوزارية التي وافقت أمس الاول على تحديد المواقع، تبلّغ سلام ان مواكب من الدراجات النارية ترمي النفايات قرب منزله في المصيطبة وتهتف ضده. امتعض سلام، وقال للوزيرين علي حسن خليل وحسين الحاج حسن: أنا أعيش في منطقة المصيطبة المختلطة.. وإذا كان المطلوب أن أغادرها، فقد وصلتني الرسالة، ولا حاجة لكل هذه العراضات. انزعج الحاج حسن بشدة من هذا التحرك في الشارع، واجرى اتصالات هاتفية مع قيادة “حزب الله” عاد بعدها لينقل الى سلام محبة السيد حسن نصرالله وتقديره له، مؤكدا ان الحزب يدعم الحكومة، ولا علاقة له بما حصل. اقتنع سلام بتوضيحات خليل والحاج حسن، وقال لهما: في ما يتعلق بوضعي الشخصي، اعتبرا ان الامر بحكم المنتهي، فأنا لا يهمني المنصب ولا الاعتبار الشخصي.. ما يهمني اخراج لبنان من هذه الازمة.
وفي معلومات “الحياة” ان مجموعات من الشبان كانوا يستقلون دراجات نارية توزعوا فجأة على عدد من الأحياء الداخلية والشوارع الرئيسة في بيروت وقاموا بإحراق النفايات واستخدام المستوعبات لإقفال الطرقات أمام السيارات ومنع أصحابها من المرور. واستغلت هذه المجموعات وعلى رأسها عدد من أصحاب السوابق نقمة أهالي العاصمة واحتجاجهم على تراكم أكوام النفايات في شوارعها وأحيائها وعمدوا الى حرقها بالتزامن مع انعقاد اللجنة الوزارية برئاسة الرئيس سلام بحثاً عن حلول لجمع النفايات.
وقالت مصادر أمنية لـ”الحياة” ان هذه المجموعات عمدت في وقت واحد الى الإخلال بالأمن وخصوصاً في المصيطبة وحي اللجا الذي يقع في جوار منزل رئيس الحكومة وخندق الغميق وبشارة الخوري وزقاق البلاط والباشورة، كما قامت مجموعات أخرى تستقل الدراجات النارية بالتوجه الى أحياء الحمرا ورأس بيروت وحرق النفايات ومستوعباتها. وكشفت ان دوريات مؤللة للجيش، وبناء لأوامر صادرة عن قيادته، استقدمت تعزيزات مؤللة وراجلة ما ساعد على وضع حد للفلتان الأمني الذي تسببت به هذه المجموعات.
وكادت حالة الفلتان الأمني وفق “الحياة” تتوسع وتمتد الى شوارع وأحياء أخرى من العاصمة لو لم تتدخل وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي وتعمل على تفريق هذه المجموعات التي أثارت سخط المواطنين، حتى أنها اضطرت الى استخدام الآليات لإتلاف عدد من الدراجات النارية. إلا أن اعتذار “حزب الله” وإدانته هذه الممارسات ومبادرته الى لملمة الوضع وتأكيده تقديره للرئيس سلام، لم تبدد كما تقول مصادر وزارية القلق الذي خيم على أهالي بيروت لأن ما حصل لم يكن بمثابة رد فعل فردي وإنما ناجم عن إخلال مجموعات منظمة بالأمن، وإشاعة حال من الفوضى. ولم تستبعد ان تكون لهذا التصرف تداعيات سياسية ستترتب عليها ردود فعل سلبية، إضافة الى انه سيطرح في جلسة الحوار المقبلة بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” والمقررة في الخامس من شهر آب المقبل، خصوصاً ان “المستقبل” كان أثار في عدد من الجلسات الحوارية السابقة موضوع “سرايا المقاومة” على خلفية التجاوزات التي تقوم بها العناصر التابعة لها والتي تتوزع في صيدا وبيروت ومناطق أخرى من لبنان. وأملت المصادر بألا يكون ما حصل بمثابة “بروفة” ميدانية أو عينة على ما سيكون عليه الوضع في حال قرر سلام الاستقالة علماً أنه لم تكن لحركة “أمل” أية علاقة بما حصل ليل أول من أمس.
– استنكرت كتلة “المستقبل” النيابية بعد إجتماعها في “بيت الوسط” ما قام به ليل أول من أمس “بعض الملثّمين المنتمين إلى سرايا الفتنة في بعض أحياء بيروت ولاسيما في محيط منزل رئيس مجلس الوزراء، في مشهد يذكّر بمضمونه وشكله بمسرحية القمصان السود، في محاولة مكشوفة للتخريب، مطالبة القوى الامنية بـ”ملاحقة هؤلاء المخربين وتوقيفهم واحالتهم على القضاء المختص”، منددة بـ”اعتداءات بعض الغوغاء في شوارع بيروت واستهداف الوزير رشيد درباس ومرجعيات ومسؤولين”.

السابق
العراق ينقل رسائل أمريكية للأسد .. ويعتذر عن إرسال مزيد من المليشيات
التالي
الجيش : تفجير ذخائر في محيط بلدات جنوبية عدة