الحكومة أمام أزمة «الاولويات» و«الآلية» اليوم

كتبت صحيفة “الشرق” تقول: لبنان من دون رئيس للجمهورية، لليوم الخامس والعشرين بعد الاربعماية، والاستحقاق يدور في حلقة مفرغة، ولا بصيص أمل واحداً، في ملء هذا الشغور في المدى المنظور، على رغم التطورات الاقليمية الأخيرة، والمخاطر الجادة التي تحيط بلبنان… والافرقاء المعنيون يرمون كرة التعطيل، كل في ملعب “التوافقات الخارجية” (دولية – اقليمية – عربية) التي لم تبصر النور بعد…
وفي هذا، أشار وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في لقاء مع اعلاميين في باريس الى ان “لبنان في المرتبة الثالثة على الأجندة الدولية بعد ملفي اليمن وسوريا والعراق…”.
وإذ يعاني سكان العاصمة بيروت والضاحيتين الشرقية والجنوبية وغالبية منطقة جبل لبنان، كارثة بيئية، لم تكن “في البال ولا على الخاطر” تهددهم في صحتهم وحياتهم جراء اقفال مطمر الناعمة، وانسداد أفق الحلول البديلة، والنفايات تملأ الطرقات والمناطق المكتظة بالسكان، و”اولياء الأمر” حائرون من أين يبدأ الحل وكيف ومتى؟ وهذا يرمي المسؤولية على ذاك، وذاك يرمي المسؤولية على ذلك… وآخرون يديرون ظهورهم لهذه الأزمة الخانقة، ويغسلون أياديهم، بحجة “أنها مسؤولية وزارة البيئة، فلتتحمل مسؤوليتها…”؟!

نواب بيروت من السراي: لا للفيتوات
إلى ذلك، شهد السراي الحكومي أمس، حركة لافتة مكثفة عشية انعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، وحضر ملف النفايات بقوة للبحث عن حلول للتوصل الى نتيجة لحل هذه الأزمة، بالتوازي مع تصعيد في المواقف على خلفيات سياسية ورفض “فيدرالية النفايات” و”لامركزية المطامر…”.
وفي هذا الاطار استقبل رئيس الحكومة تمام سلام صباحاً وفداً من نواب بيروت، وبعد اللقاء قدم النائب محمد قباني عرضاً للمشكلة خلص فيه الى القول ان “هناك حلولا موضوعة ومقررة، ولكن القضية هي الفيتوات التي نسمعها من هنا وهناك وهنالك، ومع الأسف من أصوات ومناطق لم نكن نتوقعها…”.
بدوره وزير السياحة ميشال فرعون، حمّل الحكومة مسؤولية التأخير في المعالجة… لافتاً الى “ان هذا الموضوع لا يحمل مزايدات إضافية، وعلينا ايجاد حل لأزمة النفايات بعد تأخرنا لثلاث سنوات… وهو موضوع في الحقيقة يسقط حكومات، ولكن المشكلة الأكبر ان تسقط هذه الحكومة او ان تتوقف عن عملها…”.
سليمان يحذر من مضاعفة المشكلة
من جانبه اسف الرئيس ميشال سليمان لـ”الحال التي وصلت اليها البلاد على أبواب الموسم السياحي الموعود، لتنتشر النفايات على الطرق، بدلاً من لافتات الترحيب بالوافدين الى لبنان”.
واعتبر سليمان في اتصال هاتفي مع الرئيس سلام، ان محاولة رمي “القنبلة البيئية” من منطقة الى أخرى، ومن مطمر الى آخر ستضاعف المشكلة…”.
من جهتها رأت الأمانة العامة لقوى 14 آذار، ان “موضوع النفايات وطني بامتياز”… وطالبت الحكومة، خصوصا وزير البيئة بتدبير حلول سريعة لهذه المشكلة المتفاقمة…” وأكدت ان الحل يبدأ بحكومة فاعلة لا تحول شروط كيفية دون اجتماعها ولا عوائق أمام انتاجيتها ولا ترتبط بمصالح ضيقة”.
الجميل… وحملة على سوكلين
وفي الاطار عينه، فقد كانت لافتة الحملة المفتوحة التي شنها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل على شركة “سوكلين” وقال: “لقد تم التمديد لسوكلين أكثر من مرة لسنة 2015 وحان وقت المحاسبة الشعبية لهذه الشركة التي تأخذ لبنان رهينة منذ أكثر من 20 عاماً”.
الرئاسة في زيارة فابيوس لايران
وسط هذه الأجواء، فقد غاب “يوم لقاء الاربعاء النيابي” الاسبوعي عن عين التينة، أمس، لوجود الرئيس نبيه بري خارج لبنان، في اطار عطلة عيد الفطر، على ان يعود الى بيروت نهاية الاسبوع، “اذا لم يطرأ طارئ”.
وفي غياب أية معطيات جديدة متصلة بالاستحقاق الرئاسي، فقد توقعت “مصادر سياسية مطلعة” ان يحضر هذا الاستحقاق في زيارة وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس الى طهران في 29 الجاري على رأس وفد من كبار معاونيه… وفي هذا، قال رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، أنه “ينبغي انتظار ماذا سيطلب الجانب الايراني في المقابل، فإذا كان هناك حسن نية ايراني سيسهل الأمور التي تتعلق بالرئاسة في لبنان بمرشح توافقي…”.
“القوات” مستمرة بالوساطة
بين سلام وعون
وفي الاطار الرئاسي، أكد عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب فادي كرم، ان زيارة رئيس “القوات” سمير جعجع الى السعودية لم تقتصر فقط على الملف الرئاسي، بل في تسهيل استمرار السلطة في لبنان وحماية السيادة… واعتبر ان “لبننة الاستحقاق من قبل “حزب الله” يساعد على حله وبأسرع وقت ممكن…” لافتاً الى ان “القوات مستمرة في وساطتها بين عون والرئيس سلام”.
رعد: التعطيل يجر التعطيل
بدوره دعا رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “الشركاء في الوطن الى ان يتنبهوا لمخاطر الخيارات التي هم عليها”. وتساءل: “لماذا يعطلون المجلس النيابي ألا يرون ان هذا التعطيل يرتد عكساً على تعطيل رئاسة الجمهورية حين يجيء اوان انتخاب رئيسها؟ ألا يفكرون في ان هذا التعطيل للمجلس النيابي سوف يعطل، بل يشل الحكومة حتى لو لم تستقل؟!
من جهته أكد وزير الاتصالات بطرس حرب، خلال مؤتمر “مكافحة التطرف” في معراب أمس، أنه “عبر انتخاب رئيس للجمهورية يمكننا ان نصل الى حكومة جديدة ننظر الى كل الأمور التي تؤثر علينا سلباً ومن خلالها يمكننا ان نصل الى انتخابات نيابية جديدة لكي نتمكن من العمل جديا في السياسة وحلحلة الأمور في لبنان”.
المفتون: لانتخاب رئيس
وفي السياق عينه، دعا مجلس المفتين بعد اجتماعه الدوري أمس، برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، “لاعادة المؤسسات الدستورية الى عملها وفعاليتها بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، واطلاق العمل في مجلس النواب، وفي حكومة المصلحة الوطنية، بعيداً عن الاستهداف والمنازعات والتعطيل”.

السابق
السعودية بعد الاتفاق النووي: لا تسوية في لبنان
التالي
درباس لـ«الشرق»: الاستقالة واردة