حلفاء حزب الله في صيدا ومخيماتها يرفضون القتال في سورية

انصار الله
يبدو أنّ انغماس حزب الله في الحرب الأهلية الدائرة في سورية ترك آثارا سلبية على علاقته ببعض حلفائه الداخليين الذين يعارضون الحزب في تدخله العسكري الى جانب النظام في سورية ضدّ شعبه.

قبل أيام أعلن الأمين العام لتنظيم أنصار الله جمال سليمان تنحيه عن موقعه من خلال بيان أصدره تضمّن آراء عامة تجعل المراقبين يجهدون في تفسير أسباب التنحي.

 

وأنصار الله تنظيم فلسطيني محلي أنشأه سليمان تحت شعار استمرار المقاومة وبنى تحالفًا واسعًا مع حزب الله. وسليمان نفسه كان من القيادات الأساسية لحركة فتح التي شاركت في عمليات عسكرية عديدة ضدّ الإسرائيليين خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.

 

ويضمّ أنصار الله نحو 150 مقاتلاً فلسطينيا يتمركزون في منطقة مخيم “الميّة وميّة” الواقع شرق مدينة صيدا ويسيطرون عليه. فقبل نحو عام اقدم التنظيم على تصفية مجموعة محمد رشيد في المخيم المذكور، ليبسط سيطرته التامة عليه. وبعدها شكل التنظيم الركن الأساسي للقوة الأمنية التي شكّلت في مخيم المية ومية.

 

بعد دخول حزب الله الحرب الى جانب النظام السوري أصدر التنظيم بيانًا أكد فيه على وجود مسافة بينه وبين حزب الله وعارض تدخله آنذاك، إلاً أن المسؤول العسكري للتنظيم ماهر عويد وأحد قيادييه ابراهيم السمك استطاعا احتواء الموقف وإعادة العلاقة الوثيقة مع حزب الله.

انصار الله

إلا أن أحد المصادر الفلسطينية قال لـ «جنوبية» إنّ “الكيل قد طفح مؤخرًا أن حزب الله بدأ بالضغط لإجبار حلفائه على التدخل الى جانبه في سوريا، إلا أن سليمان رفض الضغوط ما دفعه مؤخرًا للخروج من موقعه على أن يسلم بإرسال عناصر فلسطينية للقتال الى جانب حزب الله في سورية”.

 

ويضيف المصدر: “خطوة سليمان تظهر أن حزب الله بات يسيطر بدوره على تنظيم أنصار الله من خلال عويد والسمك اللذين يمسكان بعناصر التنظيم ويديران علاقة وثيقة مع حزب الله.

ويواجه حزب الله مشاكل جمّة مع حلفائه في سرايا المقاومة التي يرفض معظم عناصرها دعواتهم إلى القتال في سورية مع الأسد، ما دفعه إلى التحقيق مع بعض عناصرها لمعرفة أسباب رفض المشاركة.

ويعطي مصدر صيداوي مثالاً عن ذلك قائلاً: “قبل رمضان طلب حزب الله من سرايا المقاومة في صيدا المشاركة للقتال في سورية إلاّ أنّ الموافقة اقتصرت على ارسال نحو عشرة عناصر ينتمي معظمهم إلى الطائفة الشيعية”.

 

ويقول مصدر متابع في صيدا: “عند اندلاع معركة الزبداني، اضطر حزب الله إلى سحب عناصره المقاتلة والمدرّبة جيّدا من جنوب لبنان واستبدالها بعناصر تعبئة متطوعة من تنظيمه، لتغطي ولو شكلا الوجود العسكري للحزب في الجنوب”.

السابق
بالفيديو: شرب 24 عبوة من مشروب طاقة، والنتيجة…
التالي
سلام ونواب بيروت يبحثون في ملف النفايات غدا