الحريري يهادن عون ويحصر الخلاف بـ«حزب الله»

حسن نصرالله وسعد الحريري

رأت “السفير” أنه عشية ذكرى حرب تموز، وانعقاد جلسة الحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” المقررة في عين التينة مساء اليوم، أتت الإطلالة الرمضانية للحريري، عبر الأقمار الصناعية، خالية من أي مبادرة أو أفكار محددة للخروج من المـأزق الحالي، بل هي شكلت في جانب منها امتداداً لبنانياً للصراع الإقليمي، كما تبين من رد الحريري الحاد على نعي الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله “عاصفة الحزم”. وكان لافتاً ل أن بعض القيادات والشخصيات السياسية المعنية في “8 آذار” فضّلت ملاحقة آخر مستجدات المفاوضات النووية على الاستماع إلى خطاب الحريري، منطلقة من قاعدة أنك إذا أردت أن تعرف ماذا سيجري في بيروت، فعليك أولاً أن تعرف ماذا يجري في فيينا.

وقالت “السفير” أنه فيما كان البعض ينتظر رداً قوياً من الحريري على العماد ميشال عون، لا سيما بعد انتفاضة الشارع البرتقالي في 9 تموز، بدا واضحاً أن الحريري تعمد عدم تصعيد نبرته ضد “الجنرال” والاشتباك المباشر معه، مفترضاً أنه بذلك يحول دون أن تتخذ الأزمة الحالية بعداً سنِّياً- مسيحياً، وبالتالي يخفف من قدرة زعيم “التيار الوطني الحر” على مواصلة الاستقطاب وشد العصب المسيحي من حوله، بعدما نجح مؤخراً في تعبئة جمهوره ضد “المستقبل”.

في الوقت ذاته، تجنب الحريري، بحسب “السفير” أن يعطي عون شيئاً في رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب والتعيينات الأمنية، بل حافظ في الجوهر على “لاءاته”، وإن يكن قد غلفها من حيث الشكل بقشرة من المرونة اللفظية، كقوله إنه لا يضع “فيتو” على أي مرشح لرئاسة الجمهورية، شرط أن يتم التوافق عليه. كما أن الحريري الساعي إلى تبرئة نفسه من تهمة “الاستئثار المذهبي” وتهميش “حقوق المسيحيين”، استعان بأكثر من “صديق” و”مسؤول” لنفي ضلوعه في قطع الطريق على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش، مستشهداً بمواقف غالبية القوى في الحكومة ورئيس المجلس ووزير الدفاع لتبرير المسار الذي يسلكه ملف التعيينات الأمنية.. نحو التمديد.

وفي مقابل محاولته عدم الانزلاق الى مواجهة “طائفية” مع عون، في المكان والزمان اللذين يختارهما “الجنرال”، تجنباً لتحريك العصبية المسيحية ضد “المستقبل”، نجح الحريري، وفق “السفير” مجدداً في شد عصب تياره وبيئته من خلال التصويب في العديد من مفاصل كلمته على “حزب الله”، مخصصاً جزءاً لا بأس به من مساحتها للرد على خطاب أمينه العام في “يوم القدس العالمي”، ما دفع أحد السياسيين الظرفاء إلى القول: “ماذا كان سيفعل الحريري، لولا خطاب نصرالله الأخير”؟ وبلغ الحريري في حملته على الحزب حد اتهامه بتحريض “التيار الحر” على “المستقبل”، الأمر الذي ردت عليه أوساط في “8 آذار” بالتساؤل: “من وعد ونكث؟ أليس الحريري هو الذي وعد عون بالتجاوب مع طروحاته في ملفي رئاسة الجمهورية وتعيين قائد الجيش، ثم تراجع تباعاً، فأين مسؤولية “حزب الله” هنا”؟ كما اعتبر زعيم “المستقبل” أن الحزب يحمل “الرقم القياسي في الخروج على الإجماع الوطني منذ قيام دولة لبنان”.

وبرغم الافتراق الحاد في الخيارات بين الحريري و”حزب الله”، إلا أنه كان لافتاً لانتباه “السفير” تسليمه بمبدأ الحرب الاستباقية ضد الإرهاب، وإن اختلف مع الحزب حول طريقة خوضها. وقالت مصادر في “التيار الحر” إنها لم تلمس أي جديد في كلمة الحريري، مشيرة إلى أن الطابع الدفاعي طغى عليها، وأن خلاصتها تؤكد أن الحريري ليس جاهزاً بعد لتقديم تنازلات أو تسهيلات لمعالجة القضايا الخلافية المتصلة بحقوق المسيحيين.

السابق
الحريري وضع النقاط على الحروف
التالي
الحريري .. مكانك راوح