الحريري وضع النقاط على الحروف

سعد الحريري

في غمرة هذه المواقف المتباعدة، وضع الحريري، وفق “اللواء”، النقاط على الحروف، وردّ بالأدلة القوية على ما أثير من اتهامات ومواقف، وما حصل من تطورات سياسية في مجلس الوزراء، وأمنية، سواء في سجن رومية، أو غيرها.

واعتبرت مصادر سياسية عبر “اللواء” ان الحريري أبقى أبواب المعالجات قائمة، سواء عبر الاتصالات أو الحوار، وأن لغة التهدئة التي اعتمدها وأشارت إليها “اللواء” في عدد السبت، تساهم في تبريد الأجواء والبحث بعيداً عن التوتر عن مخارج للأزمات القائمة، من دون التمسك بأحادية الطرح أو تنفيذ اجندات خارجية لا تخدم لبنان في هذه المرحلة.

ووصف مصدر في “8 آذار” لـ”اللواء” مواقف الحريري بأنها تفتح الباب امام التفاهم على سلّة متكاملة من المسائل الوطنية، بدءاً من فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وصولاً إلى ادراج القوانين الملحة والتي تطالب بها بعض الأطراف كقانون الانتخاب على جدول الأعمال، على ان يتركز الجهد على منع تعطيل الحكومة، وصولاً إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية في فترة لا تتعدّى العقد التشريعي العادي لمجلس النواب، مع الإشارة وفقاً للمصدر نفسه، إلى ان محطة Otv، تولت النقل المباشر لكلمة الرئيس الحريري في افطار “البيال”.

كتب صلاح سلام في “اللواء”: المفارقة بين الاعتدال والانتحار!

لا يحتاج اللبنانيون إلى جهد كبير ليكتشفوا أن ثمة فارقاً كبيراً بين خطاب رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري، أمس، وخطاب رئيس التيار الوطني الحر ميشال عون في الآونة الأخيرة. المفارقة بين الخطابين تتجاوز المقاييس الجغرافية التي تباعد بين الحريري وجمهوره قسراً، وتفرض عليهما الغياب عمداً، مع كل ما يَنتج عن مثل هذه الحالة من معاناة وإحباطات، إلى ما هو الأهم في العمل الوطني، والتمسك بالثوابت والمبادئ الوطنية التي تقوم عليها صيغة العيش والتفاهم بين اللبنانيين. في حين أن خطاب عون في الأسابيع الأخيرة، خرج عن الثوابت الوطنية، وراح بعيداً في لغة التهديد والتصعيد، ناقضاً كل مبادئ العيش المشترك بين اللبنانيين، شاهراً سيف الفيدرالية، وكأنها خشبة الخلاص وضمانة المستقبل للمسيحيين! وإذا حاولنا وضع عنوان موجز للفرق بين الخطابين، فليس أفضل من القول: المفارقة بين الاعتدال والانتحار! مُستهجَنَة هي اللهجة التي اعتمدها عون في خطابه السياسي، منذ لاحت أمامه صعوبات وصوله إلى قصر بعبدا، فبدا وكأنه عاد ربع قرن إلى الوراء، واسترجع خطاب التحريض والتقسيم، بهدف شد عصبية طائفية متوترة، اختلفت ظروف ومعطيات إثارتها اليوم، عمّا كانت عليه في نهاية الثمانينات، وأول التسعينات، والتي تجلّت يومها في معارك انتحارية مدمرة، خاضها عون عبر حربي التحرير والإلغاء، وصولاً إلى معركة 13 تشرين الأوّل التي أنهت التمرد العوني على الشرعية الوطنية والدستورية، وأخرجته من قصر بعبدا.. في المقابل، أطل رئيس تيّار المستقبل سعد الحريري على اللبنانيين، مساء أمس، بخطاب سياسي، واضح المعالم باعتداله، وكبير بمضمونه الوطني الشامل، مؤكداً أكثر من مرّة، على رفض أساليب الاستفزاز والتحريض، والتمسك بمبادئ وثيقة الوفاق الوطني، والحرص على قواعد الشراكة عبر المناصفة، واحترام المؤسسات الدستورية، بتفعيل إنتاجيتها، من خلال إعادة الحياة إلى المؤسسة التشريعية، ومراعاة أصول عمل مجلس الوزراء، وصلاحيات رئيس الحكومة..

السابق
الحريري يُصوّب البوصلة
التالي
الحريري يهادن عون ويحصر الخلاف بـ«حزب الله»