قاسم سليماني يريد الفلوجة… لتهديد السعودية بصواريخ زلزال

قاسم سليماني
لماذا حضر الجنرال قاسم سليماني الى العراق فجأة بصحبة مئات من صواريخ زلزال المشابهة لصواريخ سكود الروسية الطويلة المدى؟ ولماذا أمر الحشد الشعبي بتغيير وجهة الهجوم الذي كان يحضّر باتجاه الرمادي لاسترجاعها من "داعش" وتحويل هذا الهجوم نحو مدينة الفلوجة؟

بعد سقوط مدينة الرمادي في العراق قبل شهرين تقريباً في أيدي تنظيم داعش الإرهابي، إستنفرت جميع أجهزة الدولة العسكرية والمدنية والادارية من أجل محاولة التحشيد لاسترجاع عاصمة محافظة الأنبار وتخليصها من المصير الأسود الذي آلت إليه، وقد قاد حملة التحشيد لاسترجاع المدينة وتحريرها رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي الذي أكّد في كل مناسبة اقتراب تنفيذ الهجوم المعاكس.

لكن مفاجأة حدثت قبل أسبوع قلبت المعطيات رأسا على عقب، اذ بدأت قوات الحشد الشعبي والجيش العراقي بالتوجّه نحو مدينة الفلوجة التي كان سيطر عليها داعش منذ أكثر من عامين، ثم أعلنت المصادر العسكرية عن بدء معركة تحرير الفلوجة، وذلك بدون أيّ مقدمات أو أحاديث إعلامية مسبقة رسمية أو خاصة.

قناة “العالم” الايرانية نشرت على صفحتها في موقع “تويتر” أمس صورا لقائد “فيلق القدس” اللواء قاسم سليماني على أطراف الفلوجة برفقة قوات من “الحشد الشعبي”.وقالت إن هذه القوات تتأهب لتنفيذ عمليات عسكرية واسعة تمهيداً لدخول المدينة.

استراتيجية ايران باتت معروفة في بلادنا العربية التي استباحتها، وهي إنشاء ميليشيات موالية لها، إضعاف الدول المركزية ثم جرّها إلى الحروب

الفلوجة التي تبعد 40 كيلومترا فقط غرب العاصمة العراقية بغداد، تعتبر بؤرة للمعارضة السنية المسلحة للحكومة العراقية، حتّى قبل ان يستولي داعش على معظم المناطق السنية في العراق في حزيران من العام الماضي .

اقرأ أيضاً: قاسم سليماني جنرال حرب أم رجل استعراضات؟

وقاد هجوم نفذ الاحد على الفلوجة، مقاتلون من كتائب “حزب الله” التي تنتمي الى قوات “الحشد الشعبي”. وكانت أفادت مصادر صحافية عراقية مقرّبة من ايران في الأول من شهر حزيران الماضي، عن عودة قاسم سليماني ومعه صواريخ “زلزال” الإيرانية الثقيلة والطويلة المدى ليطمئن المليشيات الموالية لطهران إلى المساهمة في عمليات استعادة الرمادي، وذلك نتيجة لتوافق مسبق بين وزير الدفاع الإيراني وكبار المسؤولين العراقيين، على حدّ قول تلك المصادر الاعلامية.

وبحسب موقع “عصر خبر” فإن سليماني هو من يشرف على عمليات الأنبار التي تنفذها ميليشيات الحشد الشعبي والجيش العراقي ضد داعش.

ونشر الموقع صوراً لقائد فيلق القدس المختص بالعمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني، وهو يقف الى جانب هادي العامري القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي المقرب من إيران.

وبحسب المصادر الإيرانية فإن تواجد سليماني في العراق – ومعه منظومة صواريخ – للإشراف على عمليات الرمادي ضد تنظيم “داعش” في محافظة الأنبار، جاء بعد اجتماعه بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قبل أكثر من أسبوع، لتكليفه تنفيذ مهمة استراتيجية وهي الاقتراب من حدود المملكة العربية السعودية، عبر مناطق عراقية توجد فيها قوى شيعية ناشطة، تحيط بالمملكة من الشمال والجنوب والشرق.

اقرأ أيضاً: قاسم سليماني «إله».. من رمل وطحين

إفشال جهود الحكومة العراقية وإظهار رئيسها العبادي ضعيفا وفاقداً للمبادرة، وأنّ المبادرة هي بيد الجنرال الايراني سليماني وحشده الشعبي الذي يشرف عليه ويموله ويسلّحه هو هدف ايراني أكيد، وذلك ثأراً لعجزهم عن تحرير مدينة تكريت قبل أشهر دون تدخّل من سلاح الجو الاميركي الذي حسم المعركة على حساب هيبة قائد فيلق القدس وحشده.

تواجد سليماني في العراق للإشراف على عمليات الرمادي ضد تنظيم “داعش”، كلفة من المرشد علي خامنئي للاقتراب من حدود المملكة العربية السعودية

والهدف الثاني للهجوم على الفلوجة، الأقرب الى الحدود السعودية، هو استعجال الوصول الى حدود المملكة لتهديدها عسكريا بصواريخ “زلزال” التي ستنصب على حدودها لمحاولة الضغط عليها من أجل وقف حربها على الحوثيين في اليمن، وربما قام عدد من التنظيمات الشيعية الموالية لإيران، المنضوية تحت أمرة الحشد الشعبي العراقي، بهجمات على المملكة السعودية تتبرّأ منها ايران كما عودتنا بوقاحتها المعهودة.

قاسم سليمان في الرمادي

استراتيجية ايران باتت معروفة في بلادنا العربية التي قدر لها استباحتها، وهي إنشاء ميليشيات موالية لها في تلك الدول، وإضعاف الدول المركزية، ثم جرّها الى حروب وصراعات وفتن لا يستطيع التحكم بها سوى قادة طهران، وذلك لتأمين الهيمنة على المنطقة وتقاسم مغانمها مع الخصم الاميركي الذي ارتضى ان تصبح إيران لاعبا إقليميا تتقاطع معه المصالح لتحصيل المكاسب المشتركة في أكثر من موقع في منطقة الشرق الاوسط على حساب الشعوب المغلوب على أمرها .

السابق
المهرجانات تسابق التقجير هذا الصيف في لبنان
التالي
في فيينا: الإيراني يستجدي الاتفاق النووي مع الغرب