كيف ترد المعارضة على هجوم «حزب الله» والنظام على الزبداني؟

“هدوء شبه تام” في جرود القلمون. المعركة مؤجلة هناك، وبدأت أصوات البراميل المتفجرة وصواريخ الـ”غراد” تسمع من الزبداني الملاصقة للحدود اللبنانية والتي تعتبر امتداداً لجرود القلمون وصلة وصل بين لبنان ودمشق، فهي تبعد نحو 45 كلم عن العاصمة السورية. هناك بدأ “حزب الله” والنظام السوري بعملية اقتحام المدينة المحاصرة.

لم يستطع “حزب الله” دخول المدينة المحاصرة من كل الجهات، ويحاول اقتحامها يومياً من أطرافها من “ثلاثة محاور: الجبل الغربي وقلعة الزهراء والسلطاني”، ونفى الناشط الاعلامي علاء التيناوي أن يكون الحزب قد دخل المدينة، مشيراً إلى أن “أقوى المعارك تدور عند محور الجبل الغربي، واليوم الاثنين تم استهداف “حزب الله” هناك بكمين عند قلعة التل في الجبل الغربي، ما أدى إلى مقتل 8 من عناصره وتدمير عربة “بي أم بي”، كما تم قتل العقيد علي يوسف والعقيد كامل يوسف من جبلة في عملية نوعية”.

 

التقدم الذي استطاع “حزب الله” أن يحزره منذ بدء المعركة، “اقتصر على سيطرته على قلعة التل وعدد من الأبنية في منطقة جمعية 8 آذار”، بحسب التناوي الذي توقف عند ما نشرته قناة “المنار” بالأمس عن الدخول إلى البلدة، موضحاً أن “حزب الله وصل إلى منطقة تدعى “الجمعية 8 آذار”، وهي على أطراف الزبداني من جهة الجبل الغربية، وهي أول منطقة يمكن الوصول إليها بعد النزول من الجبل، ومنها يمكن الوصول إلى المدينة التي تبعد بضعة كيلومترات عن الجمعية”، وأكد أن “الحزب سيطر على عدد من الأبنية في هذه المنطقة، وكان سبق لقوات المعارضة أن حررت بعض النقاط فيها وطردت النظام (ثكنة وحاجز الخزان)، واليوم استعادها حزب الله لكنه لم يسيطر على كامل البلدة بل على أبنية فقط، وهذا أمر لن يؤثر على مسار المعركة”.

هذه البلدة التي كان يسكنها أكثر من 60 ألف نسمة قبل الثورة، “فيها اليوم نحو 20 عائلة (مدنيين) و1300 مقاتل من حركة أحرار الشام الاسلامية”، ويشدد التناوي على ان “لا وجود لداعش في المدينة، ولا مهاجرين أجانب، بل جميع المقاتلين من ابناء المدينة”. وبفعل البراميل المتفجرة وصواريخ الارض – أرض، بات 80% من الزبداني مدمراً، ولم تهدأ سماؤها من طيران النظام السوري، وبالنسبة إلى التناوي “لا مجال لانسحاب المقاتلين، فهم محاصرون وليس أمام المقاتلين سوى الموت أو القتال لتحرير المدينة”، نافياً “حصول اي مفاوضات لاخراج المقاتلين”.
وبحسب التيناوي “سقط أكثر من 30 قتيلاً لحزب الله بينهم قياديون ونحو 39 قتيلاً للنظام السوري”، واضاف: “في الامس دمر مقاتلو أحرار الشام دبابتين للنظام عند حاجزي قصر السعودي والحورات بصواريخ مضادة للدروع، كما تمّ تدمير سيارة لحزب الله محملة بالعناصر في قلعة الزهراء وقتل كل من كان فيها”. وكان ردّ النظام السوري خلال الايام الثلاثة الماضية: “أكثر من 150 برميلاً متفجراً، نحو 60 صاروخاً فراغياً، و20 صاروخ أرض – أرض، وأكثر من 60 صاروخاً من نوع غراد”.

 

وكانت المعارك انطلقت منذ ثمانية ايام، وفي الوقت الذي كان يحشد فيه النظام السوري و”حزب الله” قواتهما لاقتحام المدينة، أطلقت حركة أحرار الشام معركة استباقية أسمتها “البركان الثائر”، اقتحموا فيها منطقة الشلاح – شرقي الزبداني وسيطروا على الحاجز الرئيسي هناك وحاجز القناطر ومعمل الثلج وسناك التنور واستهدفوا حاجز مشفى غادة واستراحة الوزراء، ويشير التيناوي إلى أن “حزب الله سقط له منذ يومين 15 قتيلاً في عملية واحدة استهدفت الفندق الأزرق في بلودان، وهو المكان الذي يجتمع فيه قياديو الحزب في شكل مستمر”.
يريد “حزب الله” من هذه المعركة “السيطرة على الزبداني لحماية طريق امداده (اوتوستراد بيروت – دمشق)، وليحكم قبضته على محور القلمون، إضافة لحماية معسكراته في الاراضي اللبنانية في منطقتي حام والنبي شيت، فضلاً عن تأمين نصر إعلامي أمام ما يجري من خسائر للنظام في سوريا”.

(النهار)

السابق
الزبداني…داريّا ثانية…«مارون الراس» الثورة السورية
التالي
شركاء الأسد في «دولة الساحل» !