بلاتر وقطر تحت وطأة القلق والخوف بانتظار الأسوأ

رسم كاركاتيري عن اوضاع العمال الاجانب في التحضير لمونديال قطر

تحت عنوان»وطأة القلق والخوف بانتظار الأسوأ»، يعيش رئيس «الاتحاد الدولي لكرة القدم» السويسري جوزف بلاتر وقطر مستضيفة «مونديال 2022»، حالة من عدم الاستقرار حول الآتي القريب من نتائج تحقيقات الـ «إف بي آي» الأميركي والقضاء السويسري.
فعندما أعلن بلاتر مطلع الشهر الفائت وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية للـ «فيفا»، قال بوضوح إنه ينتظر الأسوأ من قضايا الفساد في المنظمة الدولية الأهم في العالم، وها هو يغيب عن حضور نهائي إحدى مسابقات «الاتحاد الدولي» وتسليم كأس البطولة للمرة الأولى منذ وصوله إلى سدة الرئاسة عشية «مونديال فرنسا 1998».
فقد أعلن المحامي الأميركي ريشارد كالن، وهو صاحب احد اكبر مكاتب المحاماة في الولايات المتحدة، وتولى مؤخرا مهمة الدفاع عن بلاتر في ظل تهم الفساد والرشى الموجهة إلى الـ «فيفا» والعديد من مسؤوليه الكبار، أن غياب بلاتر حضور نهائي «مونديال السيدات» الذي يقام الأحد المقبل في مدينة فانكوفر الكندية، هو لأسباب شخصية.
وكان بلاتر (79 سنة)، الذي ينوي السفر إلى فانكوفر لحضور المباراة قد تلقى استشارة قانونية من كالن تقضي بعدم سفره، علماً بأن الأمين العام للـ «فيفا» أمينه العام الفرنسي جيروم فالك كان قد عاد عن قرار عدم حضوره المباراة الافتتاحية.
وجاء الإعلان عن غياب بلاتر الذي لا يزال الغموض يحيط بموقفه بشأن الاستقالة من رئاسة الـ « فيفا»، مع قول كالن بان نائب رئيس الـ «فيفا» ورئيس «الاتحاد الأفريقي» الكاميروني عيسى حياتو سيحضر النهائي عوضا عنه ليسلم الكأس إلى قائد المنتخب الفائز.
وسبق لبلاتر أن انسحب أيضا من حضور نهائي كأس العالم للشباب تحت الـ 20 سنة في وقت سابق من الشهر الحالي في نيوزيلندا.

الخوف من الاستدعاء أو التوقيف
ومع تبرير كالن غياب بلاتر بالأسباب الشخصية، تشير الوقائع إلى أن بلاتر خائف من صدور أي قرار قضائي «أميركي أو سويسري» باستدعائه للتحقيق أو للتوقيف وهو في فانكوفر ما سيزيد من حراجة موقفه، مع الإشارة إلى أن معظم دول العالم باتت لا ترغب في زيارة بلاتر لها.
يذكر ان بلاتر كشف قبل يومين في مقابلة مع صحيفة «فاليزر بوتي» السويسرية بأنه ليس مرشحا لرئاسة الـ «فيفا» بل انه الرئيس المنتخب، وأجاب عن سؤال حول إمكانية ترشحه للمنصب الذي يشغله منذ 1998 خلال الجمعية العمومية الانتخابية المقبلة: «لست مرشحا، بل انأ الرئيس المنتخب».
كذلك، قال بلاتر في حديث مع صحيفة «بليك» السويسرية بأنه لم يستقل من منصبه: «لم استقل. لقد وضعت ولايتي بتصرف الجمعية العمومية غير العادية للـ «فيفا».
وكان بلاتر قد أعرب الشهر الماضي عن نيته بترك منصبه بعد أيام على إعادة انتخابه لولاية خامسة من أربع سنوات، في ظل فضيحة فساد تاريخية تضرب المنظمة الدولية اثر اتهامات صادرة عن القضاء الأميركي، وقال حينها: «قررت أن اسلم ولايتي في الجمعية العمومية الانتخابية المقبلة. سأتابع مهامي كرئيس للاتحاد الدولي حتى إجراء الانتخابات. بما أني لن أترشح، وانأ حر الآن من القيود التي تفرضها الانتخابات، سأكون قادرا على التركيز لقيادة بعيدة الأمد، والإصلاحات الرئيسة التي تتجاوز جهودنا السابقة».
ومن المقرر أن تعقد اللجنة التنفيذية اجتماعا استثنائيا في 20 تموز الحالي في زيوريخ من اجل تحديد موعد لانتخابات رئاسية جديدة بين نهاية 2015 ومطلع 2016، مع توقع مطالبة معظم أعضاء اللجنة لبلاتر بحسم تقديم استقالته ليصار إلى تحديد أقرب موعد لانتخاب البديل.

القلق القطري
في المقابل، ترتفع وتيرة القلق القطري رغم الصمت المعتمد من قبل مسؤوليها، مع توقع بروز معطيات جديدة قد تثبت بشكل قاطع تورطها الرسمي بتقديم الرشى إلى بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للتصويت لها لاستضافة «مونديال 2022».
كذلك، فإن قطر قلقة جداً من التقارير المتواصلة التي تنشر في الصحافة الأجنبية حول ممارسات غير إنسانية ترتكب بحق آلاف العمال الذين يعملون في منشآت «مونديال 2022»، ونتيجة لذلك، أقرت قطر أن عليها «القيام بمزيد من الجهود» في مجال إصلاح قانون العمل بعد انتقادات جديدة لتأخر إقرار التعديلات المطلوبة لتحسين أوضاع العمال الأجانب، علماً أنه سبق لتقارير عدة الإشارة إلى أن عشرات العمال يلقون حتفهم بسبب سوء أوضاعهم خصوصاً في أيام الصيف التي تتجاوز فيها الحرارة في قطر الخمسين درجة.
وقال بيان صادر عن الجهات القطرية في وقت سابق: «كما قلنا دائما فان شعب قطر ممتن جدا لمن جاؤوا من الخارج لمساعدتنا على بناء وطننا، ويجب وسيتم احترام حقوقهم بموجب قانون العمل وحقوق الإنسان».
وجاء ذلك، بعد أن أثيرت شكوك جديدة بشأن التزام قطر بإصلاح قوانين العمل بعد تدخل مجلس الشورى.
وقال المجلس الذي يراجع التشريعات، انه لا يمكن طرح مسودة قانون بشأن نظام «الكفالة» الذي يحد من حق العمال الأجانب في الحركة، حيث انه لا يزال قيد الدرس.
ويهدف المجلس من الإبقاء على المنع لمدة عامين لإصدار أوراق جديدة للعمال الأجانب الذين يغادرون قطر بعد انتهاء تأشيراتهم، إلى معاقبة العمال الذين يتعمدون بالتسبب بمشكلات لمن يشغلونهم.
وتصاعد انتقاد المنظمات الحقوقية لهذا النظام منذ حصلت قطر على حق استضافة «مونديال 2022»، لان قوانين العمل في البلاد تتعرض لمراقبة منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان. («السفير» و أ ف ب)

… لست فاسداً (…)؟!
أكد بلاتر أنه ليس متورطاً بالفساد، وقال في مقال له في مجلة «بونتي» الألمانية نشر أمس حول اتهامه بالفساد: «هل تعرفون فعلاً معنى هذه الكلمة التي تستعملونها؟ كل مَن يتهمني بالفساد يجب عليه أولاً أن يثبت ذلك، فلا يمكن لأحد اتهامي لأنني لست فاسداً. أتقبّل بطيب خاطر الانتقادات الصحيحة والبناءة، ولكن عندما نقول إن بلاتر فاسد لأن الـ «فيفا فاسد»، أقول لا، وكل من يطلق هذه التصريحات من دون أدلة يجب أن يرسَل إلى السجن».

السابق
«داعش» يستثمر انتشار الوهابية.. و«ارهاب الإسلام»
التالي
عصير البرتقال قاتل؟