هل يخرج القطار من الصور ويسير ما بين مار مخايل والبرلمان؟

في ساحة بلدية رياق – حوش حالا، كان الياس بطرس معلوف، يوزع ذكريات سكك الحديد في لبنان، صورًا فوتوغرافية مطبوعة على ألواح، تحمل كل واحدة منها، تحت عنوان “هل كنت تعلم؟”، معلومة عن ماضي القطار وسكك الحديد وعن دراسات حول جدوى إعادة تسييره. سرعان ما أيقظت في اذهان اهالي رياق قصصًا عن علاقة بلدتهم بالقطار، راحوا يتبادلونها بعد مشاهدتهم الفيلم الوثائقي “عالسكة يا تران” للمخرجة زينة ج. حداد.

 

رياق كانت محطة اخرى من محطات المعرض المتجول لجمعية “تران تران”، بصوره الفوتوغرافية، وفيلمه “الكزدورة على سكة القطار”، التي كانت تمتد على 400 وكيلومترين يتنقل القطار ما بين اكثر من 52 محطة في لبنان. وتنتقل الجمعية بمعرضها لمناسبة يوبيل 120 سنة لسكك الحديد في لبنان، بين المناطق والبلدات اللبنانية “لاحياء الذكرى وخلق قاعدة شعبية” لقضية اعادة احياء سكك الحديد.
في رياق، العام 2005 كانت اولى خطوات الحراك المدني لإعادة احياء سكك الحديد، يوم انتظر مؤسس جمعية “تران تران” الياس بطرس معلوف انسحاب الجيش السوري، من محطة قطار رياق التي كان يتخذها قاعدة عسكرية له، وهرع الى المحطة التي كان يتصاعد من انحائها دخان ما احرقه الجنود السوريون قبل رحيلهم. ولغاية اليوم وهو يناضل مع اعضاء الجمعية التي توسّعت قاعدتها، من اجل الحفاظ على محطات القطار في لبنان، وعلى ذاكرتها بالمحافظة على ما تحويه من قطار وعربات ومعدات، ومنها ما لم يعد موجودا الا في لبنان، ومن اجل اعادة تسيير القطار، متحدثا بالارقام عن الجدوى الاقتصادية لتسيير خط بترون – جبيل السياحي، وإعادة تشغيل القطار ما بين بيروت والبقاع عبر نفق في ضهر البيدر، مستشهدا بدراسات علمية صينية ويابانية وايطالية.
بسبعة صور انطلق ارشيف “جمعية تران تران” الغني اليوم بـ 3500 صورة. واحدة من تلك الصور المطبوعة على ألواح، بدعم من السفارة الالمانية، حملت عبارة “الرجال يبنون القطار، والقطار يبني المدن”. ليس افضل من رياق، التي اقيم النشاط برعاية بلديتها، مثالا عن بلدة ازدهرت مع صفير القطار، وضمرت عندما تحولت محطتها ومحترفاتها وقطاراتها الى “بورة خردة” صدئة غزاها الغاب. يأسف معلوف لهذا الاهمال لمحطة مركزية بحجم محطة رياق، ولتحويل محطات اخرى الى ملاهٍ ومقاهٍ مع ما تحدثه من تشويه في المحطات وقطاراتها، ولبيع ممتلكات لمحطات خردة، والتغاضي عن تعديات، فيما لم يعط المجتمع المدني ممثلا بجمعية “تران تران” اذنا لاقامة نشاطها في محطات القطار.
لكن القطار على ذمة معلوف سيسير قريبا من مار مخايل الى البرلمان، شارحا بانه يتم تصنيع عربة قطار في محطة مار مخايل، سيتم دفعها الى البرلمان، في مسيرة تحيي ذكرى انطلاق القطار في لبنان، وعنوانها اذا كنتم انتم غير قادرين ان تسيّروا القطار فنحن قادرون، بالاشارة الى المشروعات المقدمة للدولة لتسييره. ويتوقف معلوف عند النقطة الأعزّ على قلبه بأن لبنان، كان يصنّع ذات يوم عربات القطار في رياق، ولا يمشي فقط على السكة متل تران.

(زحلة – “النهار”)

السابق
3,3 ملايين شخص محتاج في لبنان والزيادة بلغت 61 %
التالي
هل تشعر بالدوار في شهر الصيام.. اتبع هذه الخطوات!