قيادة «حزب الله»: «ويكيليكس السعودية» لا أساس له من الصحّة !

بالتعاون مع منظمة «ويكيليكس» نشرت جريدة «الأخبار» بعددها يوم السبت 20 حزيران برقيات سرية من السفارات السعودية حول العالم. هذه الوثائق روّجت لها جريدة «الأخبار» بأنها ستفضح «المستور» وستكشف «الأسرار». في حين أنّها لم تكشف إلا فضائح لها علاقة بحزب الله، الذي نفت قيادته صحّة هذه الوثائق.

تحت عنوان «حق التشهير بـ”زوار السفارة” كتبت جريدة «الأخبار» عن إنجازها بفضح المدعومين مالياً من السعودية عبر نشر وثائق «ويكيليكس»، معتبرة أنها «انتزعت حقاً، صحيح أن هامشه لا يزال ضيقاً، لكنه صار حقاً مكتسباً في عقل الرافضين قبل الراغبين. وهو حق التشهير بمن يخالف أصول الحياة، وبمن يقتل ويسرق ويعتدي وكأنه يفعل ذلك في ليل لا يراه أحد».

في كل الوثائق التي نشرتها الجريدة لم يتبين أي معلومات تدلّ على تمويل السعودية لأطراف حزبية أو سياسية او اعلامية من أجل القيام بأعمال إرهابية أو تسليح أو تنفيذ مخططات مشبوهة، بل كان واضحاً أنّ اغلبية تلك الوثائق تتضمّن الدعم المالي من أجل استمرار هذه الأحزاب والمؤسسات التي تعاني من أزمات مالية.

فعند تصفّح ما نشرته جريدة «الأخبار» من وثائق «سرية» لمراسلات بين السفارة السعودية في بيروت والخارجية السعودية، يتبين أنّ كل ما جاء فيها هو معروف ومكشوف لعموم اللبنانيين مع اختلاف انتماءاتهم، حتّى أنّ الأحزاب والشخصيات السياسية اللبنانية التي ذكرت في الوثائق لم تنكر يوماً بأنّها تتلقى دعماً من المملكة.

حتّى أنّ السفارة السعودية في بيروت لا تتلقى الشكاوى وطلبات المساعدة المالية من أصدقاء المملكة فقط، بل إنّ وثيقة سرية بين السفارة السعودية في بيروت والخاجية السعودية، تكشف طلب نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، وهو يتوسّط لدى السفارة السعودية في بيروت لرفع قرار منع سفر شقيقه هاني قاسم إلى المملكة “لأنّه يدير حملة حجّ”، حفاظاً على مدخوله المالي.

تحت هذه العناوين كشفت «الأخبار» عن وثائقها «جعجع: انا مفلس… ومستعد للقيام بما تطلبه المملكة | العسيري: فلنعطه مالاً»، و«mtv قصة التمويل والملايين»، و«نقيب الصحافة للملك: رفضتُ إغراء إيران… أنا مديون!»، و«السفارة: لا تمويل إضافياً لشرارة»، و«مي شدياق تطلب تمويل معهدها الإعلامي»، و«الحريري وداوود الشريان»…

أغلب ما جاء في «حقّ التشهير» هو الدعم المالي إن لمؤسسات إعلامية أو لأحزاب وشخصيات سياسية. لكنّ السؤال: ما الجديد الذي كشفته الأخبار؟ فالكل يعلم أنّ قوى الرابع عشر من آذار مدعومة من المملكة العربية السعودية، وأنّ المملكة تقدم الدعم المالي للبنان في العلن والسرّ. فهي لم تخفي دعمها يوماً للبنان ومؤسساته العامة، كالجيش اللبناني… ولعدد من الأحزاب الموالية لها وأبرزها «تيار المستقبل».

لكن هل الدعم الخارجي يقتصر على قوى 14 آذار؟ فأيضاً وباعتراف قوى الثامن من آذار وخصوصاً حزب الله الذي يصرح علناً وعلى لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله أنّ الحزب يتلقى الدعم المالي والإمداد بالسلاح من إيران، كما باقي قوى الثامن من آذار.

وكما الأحزاب، المؤسسات الإعلامية في لبنان، دون استثناء تتلقى دعماً مالياً من أطراف خارجية، كلٌ مؤسسة يأتي دعمها بحسب السياسة التي تنتهجها، ومن بين هذه الوسائل الإعلامية جريدة «الأخبار» التي تدعي «العفة» اليوم وتنشر وثائق «لإدانة» مؤسسات إعلامية أخرى، متجاهلة أنّ تمويلها ليس من «عرق الجبين» بل من سفارة خارجية هي السفارة الإيرانية.

الطريف أنّ “ضرب مصداقية” هذه الوثائق صدر عن قيادة “حزب الله”، التي أصدرت بياناً نفى ما ورد في إحدى الوثائق، من أنّ “مصدراً في حزب الله اعتبر النائب في حركة أمل علي بزّي اختراقاً من الاستخبارات الأميركية لحركة أمل وعبرها حزب الله”، وقال التالي بيان صادر عن حزب الله بعد ساعات من خروج الوثائق إلى العلن:

“تعليقاً على ما ورد على لسان السفير السعودي في لبنان نقلاً عما أسماه مصدر مطلع قريب من حزب الله ومنشور في الويكيليكس يتعلق بإتهامات تجاه النائب علي بزي، يهمّ العلاقات الإعلامية في حزب الله أن تؤكد أن ما ورد على لسان المصدر المذكور لا يمت بصلة إلى حزب الله بأي شكلٍ من الأشكال، وما ذكر على لسان ذلك المصدر المجهول وغير المعروف لدينا لم يُنقل على لسان أي مسؤول في حزب الله، كما أن مضمونه لا أساس له من الصحة، ولذلك فإننا ننفيه نفياً قاطعاً”.

إذا “حزب الله” كذّب هذه الوثائق، وضرب مصداقيتها. وهذا يكفي.

السابق
مرجع أمني لجنوبية: سنسجن معتدي «فيديو رومية» في الزنزانة نفسها
التالي
قائد القوة البرية بالجيش الايراني: جهوزيتنا منعت العدو من العدوان على ايران