«ولعت» بين الرئيسين

في بداية شهر رمضان، عندما اسكتت البرامج الفضائحية عبر اثير التلفزيونات احتراماً لمشاعر الصائمين وتخفيف غلواء الفضائح التي تثير الغرائز، وارتاح اللبنانيون من ذاك الضجيج المفتعل، برز كلام لا يرقى الى موقع اصحابه. انه حديث بين رئيسين، وقد اجاد فيه الرئيس الاسبق اميل لحود عندما كال لخلفه الرئيس ميشال سليمان وابلاً من الاهانات، بما يؤكد وجود “قلوب مليانة”.

 

فقد كانت تنقص البلاد تلك الاهانات المتبادلة ما بين رئيسين سابقين للجمهورية، ميشال سليمان واميل لحود، فالثاني قال عبر قناة “المنار” التي تستضيفه باستمرار مع شقيقتها “او تي في”، ان سليمان عندما كان قائدا للجيش لم يعلم بأحداث الضنيه الا من اتصال لحود به، ولم ينكر سليمان ذلك، لكنه أوضح نقاطاً اخرى موجها الى لحود السؤال الآتي “هل أتت روايته وتعزيته بالشهداء قبل استشهادهم بثلاثة أيام من باب التضليل المتعمد أم من باب فقدان الذاكرة، وكيف أكمل “رئيس البلاد” سهرة رأس السنة فيما لو سقط من جيشه 11 شهيدا؟؟ .
وامس رد لحود ولا ضرورة للتعليق. تكفي القراءة فقط:
“ان جميع اللبنانيين يعرفون كيف اتى اتفاق الدوحة المشؤوم بهذا القائد “القوي” رئيسا للجمهورية، فاسقط على الموقع بمظلة عبرت الدستور والاعراف في اخطر تجاوز لهما، ما جعل الشعب اللبناني جاهزا نفسيا للصدمات التي لحقت به وبالوطن والجيش والمقاومة من جراء اسوأ ممارسة رئاسية في تاريخ لبنان الحديث…

وجد الرئيس ميشال سليمان ورقة التين التي تغطي عورته المتمثلة في التردد والتملق والتلون والجحود والضعف في ما اسماه “اعلان بعبدا”، وهو كناية عن صك استسلام وغدر بحق الشعب والجيش والمقاومة وانكار للانتصارات والانجازات، كل ذلك تحت شعار النأي بالنفس، الذي هو في احسن الاحوال نأي بنفسه عن موقعه ومسؤولياته الوطنية والشجاعة التي يفترض ان تتوافر في كل رئيس وقائد، تلك الشجاعة التي لم نعهدها فيه يوما….
يستطيع هذا الرجل أن يقدم على تزوير جوازات سفر الا انه لن يستطيع يوما ان يزور التاريخ الذي اقفل الباب عليه كي لا يلجه متسترا كالعادة. ان ماضي هذا الرجل وحاضره ومستقبله يشبهونه، وان التاريخ كتب ويكتب بأحرف من عار عنه، ولن نزيد”.
ونحن ايضا لن نزيد، لان لا حاجة للزيادة امام هذا الواقع الاليم، فما هكذا يتخاطب الرؤساء.

(النهار)

السابق
الطقس غدا غائم جزئيا مع ارتفاع في درجات الحرارة
التالي
بالفيديو: هكذا كانت ردة فعل الحيوانات أمام المرآة