عون حزب الله: نستقيل أو نبقى معاً

ميشال عون والسيد حسن نصرالله

نقل رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي تنقل بين عين التينة والسراي الكبير، ان كلا الرئيسين نبيه برّي وسلام حريص على عدم تعطيل الحكومة وعلى الميثاقية.
ووفقاً للخازن، فإن الرئيس سلام يتجه إلى ان يستمر على صبره قبل الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، على ان تتخذ القرارات بأكثرية الثلثين، من دون ان يشعر أحد بأنه مستفز، أو يسمح لأحد بالمضي في عرقلة عمل الحكومة.
وإذا كان من المستبعد ان يدعو الرئيس سلام إلى جلسة قريبة للحكومة، كما انه من المستبعد ان يمتنع عن دعوة الحكومة إلى عقد جلسة خلال شهر رمضان، كما شاع في بعض الأوساط، فإن الجديد ما أبلغه “حزب الله” “للتيار الوطني الحر” من ان وزراءه سيلتزمون موقف التيار، فإذا حضروا حضر وإذا غابوا غاب.
ويأتي هذا الموقف بعدما أبلغ أحد النواب العونيين من التقاهم ان كلمة السر تقضي بامتناع هؤلاء عن المشاركة في أي جلسة لا يكون على جدول أعمالها تعيين القادة الأمنيين بدءاً من رئيس الأركان اللواء وليد سلمان الذي سيحال على التقاعد في 8 آب المقبل.

 

وكشف مصدر ان موقف حزب الله مرده إلى عتب التيار العوني على ما وصفه بحلفائه، حيث تقول اوساطه انه لو كان هؤلاء أبدوا موقفاً أكثر حزماً لما تمّ التمديد للواء إبراهيم بصبوص.
وقال المصدر ان “حزب الله” أبلغ التيار العوني انه ليس بوسعه ان “يمون” على الرئيس برّي الذي وحده يُحدّد موقفه، فيما النائب سليمان فرنجية، رئيس تيّار “المردة”، هو وكتلته أعضاء في تكتل “الاصلاح والتغيير”.

 
اما في المواقف، فقد حاول التكتل في اجتماعه الدوري أمس الهروب إلى الامام عندما دعا الرئيس سلام إلى عقد جلسة على جدول أعمالها تعيين القادة الأمنيين، غامزاً من قناة بعض الوزراء (الوزيران مقبل ونهاد المشنوق) معتبراً أن المواجهة مفتوحة، وملوحاً بالذهاب إلى الشارع في وقت ليس ببعيد.
وكشف مصدر عوني أن البيان جاء بمثابة البيان رقم 1 الذي يربط ما بين النزول إلى الشارع ودعوة وزراء عون إلى الاستقالة إذا استمر الرئيس سلام محيّدا الحكومة عن أزمة بنيوية يرغب التيار العوني بالوصول إليها.
ولاحظ أن اللقاء الذي جمع الرئيس سلام بالوزيرين جبران باسيل ومحمّد فنيش أول من أمس لم يصل إلى تفاهم في شأن معالجة ملف التعيينات، لكنهما خرجا بانطباع أن الرئيس سلام يتريّث في الدعوة لانعقاد مجلس الوزراء على الرغم من أصوات وزراء آخرين تدعوه إلى عقد الجلسة.

 
وأبلغ النائب في تكتل التغيير والإصلاح سليم سلهب “اللواء” أن موقف التكتل لم يتغيّر ولا يزال على إصراره بشأن حضور وزيري التيار مجلس الوزراء الذي يجب أن يناقش ملف التعيينات الأمنية كبند أول، لافتاً إلى أن هناك مسؤولين أمنيين تنتهي مُـدّة خدمتهم في أوائل شهر آب المقبل، وبالتالي لا بدّ من بحث هذا الملف باكراً كي لا نصل إلى خيار التمديد.
وكشف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”اللواء” أن الوزيرين باسيل وفنيش طالبا الرئيس سلام بإعلان موقف من موضوع التعيينات كبند أول على جدول الأعمال، فأجابهما بأنه مثلما يأخذ موقفهما بعين الاعتبار، فإن عليه أيضاً أن يأخذ بالاعتبار مواقف الآخرين.

 
واستبعد درباس أن تأخذ الحكومة إجازة طيلة شهر رمضان، مرجحاً أن يعمد الرئيس سلام إلى الدعوة لعقد مجلس الوزراء قريباً، مع أن ثمة احتمالاً لأن لا تنعقد الجلسة، مؤكداً أنه لا يملك أي سيناريو محتمل إنما ذلك مجرّد تكهنات، لافتاً إلى أن الرئيس سلام لا يستطيع أن يؤجل الدعوة لجلسة طويلاً، وإلا فإن ذلك يصبح نوعاً من الرضوخ.
أما وزير الإعلام رمزي جريج فوصف في تصريح لـ”اللواء” ما يُحكى عن دخول الحكومة في إجازة طيلة شهر رمضان بغير الدقيق، لافتاً إلى أن الرئيس سلام قد يدعو مجلس الوزراء إلى الانعقاد خلال شهر رمضان، وأنه ليس بالضرورة أن ينقضي هذا الشهر الفضيل من دون التئام المجلس، معلناً أنه تمنى على الرئيس سلام دعوة الحكومة الى الانعقاد كي لا يظهر أن تعطيل مجلس الوزراء أصبح أمراً طبيعياً.

 
حوار “المستقبل” – “حزب الله”
وغداة انفضاض الجلسة الثالثة عشرة للحوار بين تيّار “المستقبل” و”حزب الله” من دون حدوث اختراق ما في مجال تخفيف التشنج السياسي بين الفريقين، كان لافتاً للانتباه أن كتلة “المستقبل” النيابية التي اجتمعت أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، حمّلت “حزب الله” مسؤولية الحالة الخطيرة التي أصبح عليها الاقتصاد اللبناني بسبب استمراره تأمين الغطاء السياسي لتكتل “الاصلاح والتغيير” الذي يربط مصير البلاد ومصير العيش المشترك الإسلامي – المسيحي بمصالح شخصية وعائلية ضيّقة ومحصورة، كما اتهمت الحزب بتشجيع استمرار تعطيل المجلس النيابي والعمل الحكومي بعد تعطيل وخطف رئاسة الجمهورية.
وكشف نائب عضو في الكتلة، أن عضو وفد “المستقبل” إلى الحوار مع الحزب النائب سمير الجسر عرض للكتلة تفاصيل الجولة 13، لافتاً إلى أن كل ما قيل وجرى تداولة لا يستأهل البناء عليه، حيث جدد الفريقان مواقفهما المعروفة من كل المواضيع المثارة، من دون حدوث اختراق ما في أي ملف من الملفات السياسية والأمنية التي جرى طرحها.
غير أن النائب الجسر أبلغ “اللواء” أن جو الجلسة كان هادئاً جداً، وأن النقاش اتسم بالصراحة المتناهية.
وقال: صحيح أننا لم نصل إلى تفاهم، لكننا في النهاية لسنا متوهمين بأن الحوار سيحل كل المشاكل بين يوم وآخر، إذ أن الهدف الأساسي من استمرار الحوار هو خلق مساحة من التفاهم والثقة بين الطرفين، وهذا الأمر يتطلب وقتاً، كما يتطلب توفير جو من الاسترخاء السياسي الذي لم يتأمن بعد.

واستدرك: يجب ألا ننسى أن الحوار أنجز ترتيبات أمنية معينة على الأرض، لكن العواصف الحاصلة في المنطقة ودول الجوار تركت تداعيات سريعة على الوضع في لبنان، انعكست على الحوار، وأثرت من دون شك على أجواء النقاشات، إنما استطعنا بالإدارة السياسية أن تكون اجتماعات عين التينة تتم في أجواء غير تلك السائدة في الخارج من احتقان وتشنج.

 
وأوضح أن فريق “المستقبل” أعاد التركيز على العنوانين الرئيسيين للحوار وهما تخفيف الاحتقان ورئاسة الجمهورية، مشيراً إلى أن الهدف الأول لم يتحقق بسبب مواقف وأفعال فريق حزب الله، ومثله الهدف الثاني، حيث انعكس استمرار الشغور الرئاسي على الوضعين النيابي والحكومي، وهو أمر بات يستلزم البحث عن مخارج، على الرغم من أن الرئيس سلام يتعاطى مع موضوع تعطيل الحكومة بحكمة ومرونة.
وكشف أخيراً أن موعد الجلسة الرابعة عشرة تحدد يوم الأربعاء في الأول من تموز المقبل.
وبحسب المعلومات، فإنه أثير موضوع تهدئة الخطاب الإعلامي، كما أثير موضوع مطالبة العماد ميشال عون بتعيين قائد للجيش، فرد حزب الله بأنه يجب إرضاء عون في مكان معين، وليكن ذلك في تعيين قائد الجيش، إلا أن “المستقبل” أجاب بأن الأولوية لديه هي انتخاب رئيس الجمهورية، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة.

 
القلمون
ميدانياً، أفادت وسائل اعلام “حزب الله” ان الجيش التابع للنظام السوري ومقاتلي الحزب سيطروا على تلة رأس الكوش وقرنة رأس الصعبة في جرد الجراجير في القلمون، وأن مدفعية الحزب استهدفت تحركات لمسلحي “داعش” في جرود رأس بعلبك في منطقة الزويتية ما أسفر عن اصابات في صفوف المسلحين.
إلى ذلك، تحدثت معلومات صحافية عن مقتل أمير القلمون في “داعش” أبو بلقيس البغدادي في وادي حميد شرقي عرسال، في ظروف غامضة. كما أكدت معطيات ان المسؤول العسكري أبو بكر والمفتي الشرعي السابق أبو الوليد المقدسي اللذين اتيا من الرقة، قضيا أيضاً، فيما لا يزال حياً أبو موفق أبو السوس وهو من القصير، وهو المسؤول العسكري الذي قاد الهجوم ضد “حزب الله” في جرود رأس بعلبك.

 
إلاَّ ان ناشطين تريثوا في تأكيد الخبر، لأن لا دلائل على ما حصل سوى معلومات ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة إلى ان سبب مقتل هؤلاء في حال تأكد، هو الصراع داخل التنظيم، خصوصاً بعد انشقاق أبو الوليد المقدسي عن “داعش” منذ فترة قريبة.
تجدر الإشارة إلى ان أهالي العسكريين التسعة المخطوفين لدى “داعش” عادوا أمس إلى الشارع وقطعوا اوتوستراد بيروت – طرابلس في بلدة القلمون لحوالى أربع ساعات، مطالبين بمعرفة مصير ابنائهم الذين لا يعرفون عنهم شيئاً منذ ستة أشهر.
وأعلن نظام مغيط شقيق العسكري المخطوف إبراهيم مغيط ان الأهالي بصدد التحضير لخطوات تصعيدية من دون الكشف عنها، من شأنها ان تحرق المسؤولين.

(اللواء)

السابق
سلام يُقابل السيسي اليوم: تصدير الإنتاج وتأجيل المشاركة بالقوة العربية
التالي
الحل : يطرح التعيين الامني في مجلس الوزراء فيسقط وتتوقف المقاطعة