كارثة بيئيّة محقّقة بعد 17 تموز: لبنان يغرق بنفاياته ويتحوّل كلّه مكبّاً

مطمر الناعمة

كتبت صحيفة “النهار” تقول : اليوم 17 حزيران، وبعد شهر تماما أي في17 تموز، ستغرق بيروت والمناطق في النفايات، اذ ان الموعد المقرر لاقفال مطمر الناعمة، يوافق مع انتهاء المدة الممددة لعمل شركة سوكلين. فقد فشلت عملية تلزيم جمع النفايات ومعالجتها، بعدما تبين من عملية فضّ العروض في مجلس الانماء والاعمار ان ثلاثة عروض فقط قُدمت لمنطقة جبيل وكسروان والمتن، ولم يتقدم احد في بيروت، وتقدم عارض واحد في باقي المناطق، مما حكم على عملية التلزيم بالفشل، لأنها تحتاج قانوناً الى ثلاثة عارضين على الاقل.
ومع تأكيد وزير الإقتصاد والتجارة آلان حكيم أمس أنه لن يُسمح بإعادة إطلاق المناقصة في ملف النفايات الصلبة إلا بقرار يتخذ في مجلس الوزارء، المعطل عن العمل حاليا، أبلغ مصدر متابع للملف “النهار” أن “البلد سيكون أمام أزمة نفايات كبيرة يصعب احتواؤها في 17 تموز موعد إقفال مطمر الناعمة، فقد وصلنا إلى نقطة الصفر في ما يخصّ هذا الموضوع”. وتكمن المشكلة الأساسيّة كما قال المصدر، “في إيجاد مواقع للمطامر، فقد حدّدت الدولة في دفتر الشروط أن على المتعهد الذي يشارك في المناقصة أن يجد موقعا للمطمر، ولكن كيف للمتعهّد أن يجد مطمراً ويفرضه على الأهالي إذا كانت الدولة عاجزة عن ذلك”. وأضاف: “إن أياً من الشركات لم تتقدّم للمناقصة في منطقة بيروت لعدم قدرتها على إيجاد موقع للمطمر. تمّ طرح منطقة كوستا برافا غير أن القوى السياسية في بيروت والضاحية الجنوبية رفضت ذلك، فوجدت الشركات نفسها أمام مشكلة فلم تتقدم بعروضها”.

 
وأفاد أن “النقاش يدور حول المرحلة الثانية من العملية وهي الطمر، فيما لم يتحدّث أحد عن المرحلة الأولى أي الكنس والجمع”. وسئل هل تستمر شركة سوكلين بكنس النفايات وجمعها بعد 17 تموز، فأجاب أنه “وفقاً لدفتر الشروط الجديد، شركة سوكلين ملزمة الإستمرار في أداء مهماتها لمدّة ستّة أشهر الى أن تصير الشركات الاخرى جاهزة لتسلم وظيفتها، لكن المشكلة التي تؤخرها هي عدم وجود مطمر، فما من مكان يستوعب النفايات”. وشدد على أن “المشكلة أن الحكومة ومجلس الإنماء والاعمار أضاعا الوقت طوال خمسة أشهر وما من أحد يفكّر في حل جدي، وإذا ما بقي النائب وليد جنبلاط وأهالي الناعمة مصرّين على إقفال المطمر في 17 تموز فسوف نكون أمام كارثة بكل ما للكلمة من معنى”.

 
مجمع “أ ب ث”
في المقابل، وفي خطوة تؤكد ريادة القطاع الخاص في لبنان، أطلقت ABC امس مشروعها البيئي الأول والأضخم من نوعه في لبنان والعالم العربي الذي يقدّم حلاً لتقليص الأضرار البيئية والتخطيط لمستقبل يعتمد على الطاقة الكهروضوئية كمصدر أساسي لتوليد الكهرباء.
وشرح النائب روبير فاضل أهمية المشروع الذي يمتد على نحو 4000 متر مربع وتم تركيبه على السقوف المسطّحة للمجمع وعلى القبة الخاصة التي تميّز ABC في الأشرفية. وقال فاضل إن هدف هذا المشروع الرائد دعم القضايا البيئية ونشر التوعية حول الطاقة البديلة وأهميتها للإقتصاد وللبيئة.
ويوفر المشروع 0,45 ميغاوات أي ما يعادل ما يحتاج اليه أكثر من 500 منزل من الطاقة الكهربائية، ويؤمن الطاقة البديلة للمجمع على امتداد 20 سنة.

 
مجلس الوزراء
أما على الصعيد السياسي، فراوح مكانك، الرئيس تمام سلام يسافر اليوم الى القاهرة على وقع تصعيد سياسي استمر امس. فكتلة “المستقبل” أسفت “ان يكون دور حزب الله وأعوانه في لبنان ينحصر بالجوانب السلبية عبر تشجيع استمرار تعطيل مجلس النواب والعمل الحكومي. فبعد خطف رئاسة الجمهورية، ينتقل التعطيل والابتزاز إلى عمل مجلس الوزراء، المؤسسة الوحيدة التي يمكنها حالياً أن تحقق بعض المعالجة للحالة الناتجة من استمرار الشغور في رئاسة الجمهورية، وتسهم في حماية المواطنين والحفاظ على مصالحهم. وهذا يدل على ازدياد غربة حزب الله عن الشعب اللبناني وابتعاده عن تلبية مصالح المواطنين العليا وحاجاتهم الملحة”.

 
بينما رأى تكتل “التغيير والاصلاح” ان “الرئاسة مصادرة من قراصنة يتنكرون لمن يمثل المكون المسيحي أوزن تمثيل بمعايير الديموقراطية والتمثيل الشعبي، حيث يتم اقصاؤه بصورة متكررة كي لا يستقيم الحكم بعد الطائف ويستمر الانقلاب عليه بأبشع صوره ومخالفة الميثاق والدستور. أما مجلس الوزراء فمن يطالب باجتماعه هو نحن لتصحيح الخلل والمسار المخالف للدستور والقانون”. وطالب التكتل الرئيس سلام بالدعوة الى جلسة لمجلس الوزراء، علمت “النهار” أن رئيس الوزراء كان أبلغ المتصلين به أمس أنه في صدد توجيه الدعوة الى عقد جلسة الخميس المقبل بعد غياب استمر أسبوعين متتاليين. وقالت مصادر سلام أنه سيتابع غداً بعد عودته من القاهرة مشاوراته مع القوى السياسية بحثاً عن اتفاق يفضي الى عودة جلسات مجلس الوزراء للانعقاد، مع حرصه على ألا يؤدي ذلك الى صدام أو كسر لفريق في وجه آخر.

 
وفي هذا الاطار، صرّح وزير العمل سجعان قزي لـ”النهار” بأن الرئيس سلام “تلقى دعما من الدول الكبرى والعربية ومعظم القوى السياسية والوزراء فماذا ينتظر لكي يدعو الحكومة الى الإنعقاد؟”. ولاحظ أنه “إذا كان في التأني السلامة فإن في التردد ضرراً”.

 
إلا أن بعض أوساط الثامن من آذار تتحدّث عن عطلة حكومية قد تمتدّ أقلّه الى ما بعد رمضان، وتلمح الى أن الحكومة تعطّلت، في انتظار تبيان ما إذا كانت المشاورات ستؤدي الى تحقيق مطلب “التيار الوطني الحر” في التعيينات الأمنية قبل أي بند آخر. وبما أن آلية عمل الحكومة هي التوافق فإن الشرط والشرط المضاد قد عطّل الجلسات.
وبات واضحاً أن وزراء “حزب الله” و”المردة” و”الطاشناق” يقفون الى جانب التيار. وفي اتصال معه، أكد وزير الثقافة روني عريجي لـ”النهار” تضامن “المردة” مع “التيار” الى أن يتحقّق مطلبه.

 
وقال الوزير محمد المشنوق: “اذا احتاج الامر أن تستمرّ المشاورات الى ما بعد رمضان فليكن، لأن الهدف ليس الكسر ولا الصدّ. وليس هناك من لحاف ليشده كل طرف صوبه، فالبلد كله مكشوف”. وذكّر بأنه “ليس لدينا سوى هذه الحكومة وهي حكومة ائتلافية ولم تتبدّل”.

 
لذا لا يستبعد بعض المصادر المطلعة أن تؤدي الاتصالات الناشطة على أعلى المستويات الى تسوية داخلية موقتة تعيد تفعيل الحكومة في موازاة فتح دورة استثنائية لمجلس النواب، وذلك في انتظار أن يحين وقت التسوية الكبرى التي تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. وهذه المعادلة لمح اليها بيان حوار عين التينة بحديثه عن “ايجاد المناخات الملائمة لعمل المؤسسات الدستورية”.

السابق
السفارة الأميركية في لبنان تحيي ذكرى الاستقلال الـ239
التالي
الصواريخ الفرنسية للجيش.. «غير مطابقة»!