بهية الحريري: نتألم لعدم انتخاب رئيس لكن ثقتنا كبيرة بأن اللبنانيين سيتجاوزون المحنة

أعربت عضو كتلة “المستقبل” النائبة بهية الحريري، عن الألم “لعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن وانتظام الحياة السياسية”، إلا أنها أعربت عن ثقتها الكبيرة “بأن اللبنانيين سيتجاوزون هذه المحنة، وسيعود لبنان دولة مستقلة فاعلة ومؤسسة للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية، ومساهمة في صياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان”.

الحريري كانت تتحدث، خلال رعايتها في دارة مجدليون، حفل توزيع جوائز برنامج “نموذج جامعة الدول العربية الرابع”، الذي نظمته الجامعة اللبنانية الأميركية( LAU) ومؤسسة “الحريري للتنمية البشرية المستدامة”، وشارك فيه هذا العام، اكثر من 700 طالب وطالبة، من 66 ثانوية رسمية وخاصة من مختلف المناطق اللبنانية.

وحضر الحفل: ممثلة رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزيف جبرا نائبته الدكتورة ايليز سالم ومساعدها لشؤون التواصل الخارجي والالتزام المدني البرفسور ايلي سميا، مدير قسم التدريب في مصرف لبنان الدكتور محمد جبري، المديرة التنفيذية لمؤسسة الحريري روبينا ابو زينب، اعضاء سكرتاريا الأمانة العامة لنموذج جامعة الدول العربية الرابع، فريق عمل جامعة LAU ومؤسسة الحريري، الطلاب المشاركون وذووهم.

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيب من الامين العام ل”نموذج جامعة الدول العربية” الطالب باريك محادين، قال فيها: “نجتمع اليوم، لنقدم لكل منكم باقة ورد وشكر وامتنان، فقد قدمتم للبرنامج الكثير من العكطاء والعمل، فكان عطاؤكم صادقا ومسؤولا ومن القلب”.

الحريري

ثم تحدثت الحريري، فقالت: “إن لبنان كان دائما، ولا يزال كبيرا، بأبنائه وطموحاتهم وإرادتهم الصلبة، في أن يكون بلدهم في مصاف الدول المتقدمة، وهم كذلك على مدى عقود طويلة، قاوموا الجهل بالعلم، واليأس بالأمل، والضيق بالانتشار، فكانوا سفراء لوطنهم الحبيب، وطن الوحدة الوطنية والعيش المشترك، وطن العائلة الواحدة في مواجهة كل الصعاب. ورغم كل ما وقع على أرض لبنان من حروب وويلات، استطاع بنات وأبناء لبنان أن ينهضوا بوطنهم ويعيدوا إعماره، وكانوا دائما، رسل خير ومحبة، فملأوا الدنيا نجاحا وتفوقا، وكانوا خير من يمثل لبنان المطبعة، لبنان الكتاب، لبنان المعرفة، ولبنان الانفتاح على العلوم والثقافات حتى في أحلك الظروف”.

أضافت “ليس غريبا أن يكون طالبات وطلاب لبنان، هم أول من يفهم العالم ومنظماته الدولية، وهم أول من يفهم محيطهم العربي وجامعة الدول العربية، لأنهم الأكثر انتشارا وحضورا في كل قطر عربي، والأكثر احتضانا لأشقائهم العرب، حيث كان لبنان ولا يزال الوطن الثاني لأشقائه العرب من المحيط إلى الخليج”.

وخاطبت الطلاب “إننا إذ نعتز بنجاحكم وتفوقكم. نعلق الآمال الكبار عليكم، لكي تحفظوا وطنكم ورسالته في الانفتاح والتنوع داخل الوحدة الوطنية والعائلة اللبنانية الكبيرة. وإننا في الأيام القادمة سنحتفل بالذكرى الخامسة والتسعين لإعلان دولة لبنان الكبير، جمهورية العلم والتربية والثقافة والأخوة والصداقة، جمهورية التجربة الوطنية العريقة. رغم كل التحديات والمعوقات”.

وقالت: “وإننا إذ نتألم معكم لعدم انتخاب رئيس للجمهورية حتى الآن، وانتظام الحياة السياسية، بما يضمن استقرار دولتكم ومستقبلكم الآمن والمزدهر. إلا أن ثقتنا كبيرة بأن اللبنانيين سيتجاوزون هذه المحنة، وسيعود لبنان دولة مستقلة فاعلة، ومؤسسة للأمم المتحدة، ولجامعة الدول العربية، ومساهمة في صياغة الشرعة العالمية لحقوق الإنسان”.

وتوجهت بالشكر والتقدير “للجامعة اللبنانية الأميركية، ورئيسها الدكتور جوزيف جبرا”، منوهة ب”تفاني الدكتور إيلي سميا في رعايته هذا البرنامج، ومتابعته في أدق التفاصيل”، لافتة “لقد خرجنا جميعا من لقاء تخرجكم الأخير، وكلنا فخر واعتزاز لما سمعناه منكم، وشعرنا بالطمأنينة على مستقبل لبنان بعلمكم واجتهادكم وثقافتكم الواسعة. وإننا في مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، نعتز بهذه الشراكة مع برنامج نموذج جامعة الدول العربية”.

وختمت “أرحب بكم جميعا في بيتكم، بيت الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي لم يسعده شيء في الحياة، لا موقع ولا مال، قدر ما أسعده قوافل المتخرجات والمتخرجين من المعاهد والجامعات من أجل لبنان السيد الحر المستقل”.

سميا

ثم نوه سميا في كلمته ب”التعاون والشراكة القائمة بين جامعة LAU ومؤسسة الحريري”، وقال: “لقد استوحيت من لقائنا اليوم ثلاثة أمور: كان هناك قول مأثور دائما يقال: مصر تؤلف، لبنان يطبع والعراق يقرأ. اريد ان ازيد عليه واقول: والاردن ينظم ويخطب”.

أضاف “عندما مات رحمه الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، كنت اشاهد التلفاز، لم اكن اعرفه شخصيا، ولكن لا اعلم لماذا شعرت كاستاذ في العلوم السياسية، اننا تيتمنا في لبنان، وان هناك رؤيويا كبيرا وهناك حالما كبيرا وان هناك انسانا يستطيع ان يطفئ حرائق، وانسان ذهب الى جون ميجرز ابان عدوان عناقيد الغضب، وبحث معه في وقف العدوان. كنت اشاهد بشكل مأساوي كبير لأننا شعرنا انه تيتمنا، وحدث ان تيار الرئيس الشهيد من مختلف الطوائف اجتمعوا وانشدوا النشيد الوطني اللبناني. تأثرت جدا وقلت ان لبنان بدأ يكون بالف خير، وربما دم رفيق الحريري ادى الى هذه الصحوة اللبنانية، ومن ثم وجدتها ليست صحوة ظرفية، اصبح هناك: لبنان اولا”.

وتابع “وتعرفنا على السيدة بهية الحريري، وصرنا نتحدث، ودعتنا الى احتفال منذ سنتين بولادة لبنان الكبير. لذلك لا احد يزايد على كل اللبنانيين الموجودين هنا، من مختلف المناطق، من مختلف الطوائف والمذاهب على لبنانيتكم. كلنا لبنانيون، وكلنا نحب لبنان”.

وأكد أنه “على ثقافتنا ان تكون ثقافة دستورية. والمادة 7 والمادة 12 في الدستور تقول: علينا ان نلغي الطائفية، وعلينا ان نعين كل الاشخاص حسب مبدأ الكفاءة، ولكن بشكل مؤقت. وما كان مؤقتا 1926، اصبح مرسخا بالعادات، وهذه عادات سقيمة. ولكن عندما تكون هناك جامعة مثل الجامعة اللبنانية- الاميركية، تجمع في بوتقتها كل الاشخاص من مختلف المناطق، وعندما تكون هناك شراكة حقيقية مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، الذين يقولون لنا دائما نشد على اياديكم، ونؤمن باختياراتكم. عندما نختار حسب مبدأ الكفاءة والجدارة، طالما اننا نختار حسب هذه المبادئ هذا امر جدا مهم”.

وحيا الطلاب، قائلا: “لقد كان اختيار طلاب الجامعة اللبنانية- الاميركية، حسب مبدأ الجدارة والكفاءة. هذا مبدأ الدستور اللبناني، لم نحد عنه”، موجها كلامه إلى المعنيين في الدولة: “ارجو واتوسل واناشد ضمير الدولة اللبنانية، هل تجرؤين ايتها الدولة ان تنتقي حسب معايير الجدارة والكفاءة؟ ان لم تنتقي، فمجتمعنا المدني ومدارسنا ونقاباتنا ومعاهدنا سوف تكون متفوقة، اما الدولة فسوف يعتريها بعض الهشاشة”.

وفي الختام وزعت الحريري وسالم وسميا الجوائز على الطلاب المشاركين في “نموذج جامعة الدول العربية”، أعقب ذلك مأدبة غداء تكريمية.

(الوطنية)

السابق
روحاني: من الممكن تمديد المحادثات النووية إذا طرح الطرف الآخر قضايا جديدة
التالي
خفايا حياة خامنئي (1): الوجه الآخر للزعيم الزاهد