ماذا يعني اعلان نصرالله بدء المعركة مع «داعش»؟

فجأة تغيّرت قواعد اللعبة في القلمون، لم يعد المشهد مقتصراً على “جيش الفتح” وضمنه “جبهة النصرة” بل دخل “داعش” إطار الصورة، بعد الهجوم الذي شنّه على مواقع “حزب الله” من ناحية القاع اللبنانية. الهجوم غير المتوقّع دفع الأمين العام للحزب حسن نصر الله الى اعلان بدء المعركة على التنظيم، ما يطرح أسئلة من مثيل: هل أربك الهجوم الحزب فدفعه الى ذلك الاعلان؟ ألَيْس “داعش” من الجماعات التكفيرية التي أعلن نصر الله مرارًا وتكرارًا حربه عليها؟ ولماذا انتظر حتى الامس لإعلان بدء معركته عليه؟ وهل سيرد التنظيم على صد هجومه الأخير واعلان نصرالله بدء المعركة معه؟ وهل يقتصر الردّ على الحدود وداخل الأراضي السورية ام سيكون للبنان نصيب منها؟

 

اعلان الامس بحسب العميد المتقاعد امين حطيط “يعني بدء المعركة مع داعش في منطقة معينة، لكن في اي مكان كان يتواجد فيه الحزب والتنظيم كانت تتم المواجهة”، في حين اعتبر خبير الجماعات الاسلامية مروان شحادة في حديث لـ”النهار” ان هذا الاعلان يشير الى “وجود استعدادات لمرحلة جديدة، بعد ان سيطر داعش على 80 % من آبار النفط في الداخل السوري وعلى مساحات تقترب من ثلث مساحة سوريا، وخوف الحزب من بدء تحرّك التنظيم نحو الساحل السوري، كما يمكن القول ان تحذير حزب الله من داعش وإعلان معركته عليه يصبّان في إطار الحرب الدعائية”.

 
قرار وليس صدفة
بعد ان اعتاد الجميع على تروّي “حزب الله” في قراراته ودراسة خطاباته، فاجَأ أمينه العام الجماهير باعلانه بدء المعركة مع التنظيم بعد مرور ساعات على هجوم التنظيم على مواقع الحزب، ما دفع البعض الى التساؤل حولَ ما اذا كان اتخذ القرار مسبقاً ام ارتجله نصر الله وما هي أبعاده. حطيط رأى أن “الاعلان كان نتيجة قرار حتى ظرف الاعلان بحد ذاته كان غير متناسب مع المناسبة، ومن خارج السياق كونها مناسبة فكرية فقهية ولا حديث في السياسة فيها، ما يعني ان القرار مأخوذ ومخطط له وليس صدفة. كما لا يمكن ان يُعتبر هذا الاعلان بيانًا “رقم واحد” كما حاول البعض اظهاره، فالبيان رقم واحد لِتدخّل “حزب الله” في سوريا كان في العام 2013 في معركة القصير”، بحسب حطيط الذي أوضح أن “السيد نصر الله لم يعلن بدء حرب بل بدء معركة في منطقة معينة. الحرب على داعش معلنة منذ 2013 تاريخ دخول الحزب الى سوريا، وهذا الاعلان ينسجم مع سياق إعلان الحرب على الارهاب التي اعلنها السيد نصر الله”.

 
ظروف الاعلان
ظرفان فرضا الاعلان في الأمس “أولاً، ظروف الحرب الاعلامية والنفسية التي شنّها الفريق الخصم للحزب متهمًا اياه بأنّه لا يقاتل داعش، وان الاخير مرتبط بالنظام السوري. ثانياً، فرضه هجوم داعش على مواقع الحزب، وكان لا بد من استثمار الخسائر الفادحة التي أوقعها الحزب على التنظيم في الحرب النفسية المضادة”. وأضاف ان “الامر الاخير هو المسألة المعنوية لاستثمار الانجازات الكبرى التي تحقّقت في القلمون، فغيّرت المشهد الميداني بشكلٍ كليٍّ لصالح حزب الله”. في حين اعتبر شحادة أن “نصر الله بإعلانه هذا يريد ان يؤكد للعالم انه لا يزال قادرًا على محاربة التكفيريين من داعش الى النصرة وغيرهما من الفصائل في العمق السوري”.

 

لماذا “داعش”؟
الاعلان لن يؤثّر على سير المعارك انما يشكل جرعة معنوية اضافية الى جمهور الحزب بأن المعركة بدأت، لكن لماذا أعلن نصر الله الحرب على “داعش” ولم يعلنها على “النصرة” عند بدء القتال معها؟ أجاب حطيط “عندما بدأ الحزب قتاله مع النصرة كان يفترض ألا يعلن ذلك لتحقيق المفاجأة الميدانية، بينما اليوم ليس هناك مفاجأة طالما الحرب بدأت، واعلان الحرب على التنظيم كان بعد المواجهة وليس قبلها”. واضاف “حتى الحرب مع النصرة اعلنت بعد يومين او ثلاثة من الانجازات الكبرى”. في المقابل رأى شحادة أن “نصر الله والنظام السوري يتّخذان من داعش ذريعة كي يثيرا تعاطف المجتمع الدولي في انهما يحاربان الارهاب وقادران على مواجهة تنظيم داعش”.

 

الرد بالأفعال
لا يتوقع حطيط أي رد فعل لـ”داعش” بعد هذا الاعلان اذ “ليس جديدًا على التنظيم محاربة الحزب له وهو لا ينتظر غير ذلك، فهو يعلم ان “حزب الله” عدو للإرهاب الذي يمثله، وبالتالي يعتبره التنظيم عدوه قبل الاعلان وبعده”، كذلك لا يتوقع شحادة ذلك “فداعش يخطط استراتيجيًّا للتعامل مع حزب الله والنظام السوري، والرد لن يكون بالأقوال لكن بالافعال”.

حطيط الذي توقع سابقاً ان تنتهي معركة الجرود خلال شهر ونصف كحد اقصى مرّ منها ثلاثة اسابيع وبقي ثلاث. وعن علامات الاستفهام التي طرحها البعض عما اذا كان الحزب سيحارب داعش أينما كان، أجاب “حيث تمكنه قدراته من الوجود ومتى فرضت المهمة عليه، سيكون الحزب موجودًا لقتال التنظيم وغيره من المنظمات التكفيرية”.

(النهار)

السابق
هل تثق واشنطن بسرية المفاوضات حول النووي الإيراني؟
التالي
امرأة تعنّف رجلًا شبه عار في شوارع لبنان ولا أحد يتدخّل