سلام في اليرزة اليوم: كل الدعم للجيش وقيادته برّي يبلغ الرابية رفضه تعطيل الحكومة

كتبت صحيفة “اللواء” تقول : الحدث اليوم في وزارة الدفاع: الرئيس تمام سلام يزور اليرزة ويعقد اجتماعاً مع وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والهدف من الزيارة التي وصفتها مصادر مقربة من الرئيس سلام بأنها “غير عادية”، هو التضامن مع الجيش اللبناني وقيادته، وتأكيد الثقة الكاملة بالمؤسسة العسكرية والقوات المسلحة اللبنانية، التي عبّر عنها بيان مجلس الوزراء الأخير، مجدداً تكليف الجيش حماية عرسال ومحيطها وضبط الأمن فيها.

 

وتأتي الزيارة في ظل الوقائع التالية:
1- تأجيل جلسة مجلس الوزراء العادية التي كان من المفترض أن تعقد اليوم، والتي أطاح بها إصرار وزراء التيار العوني بدعم من حلفائه على رفض بحث أي نقطة على جدول الأعمال ما لم يبتّ موضوع تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.
ونفت المصادر المقربة من الرئيس سلام أن تكون للزيارة أية علاقة بالأزمة المتصلة بتعيين قائد الجيش، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يحتاج إلى زيارة، وبالتالي فإن التضامن هو مع الجيش وليس مع شخص بعينه.

 

2- ومع ذلك، فإن الزيارة تأتي في وقت كثر فيه البحث عن مخارج وتكهنات بمخارج للتعيينات بعضها يتصل بوضعية العماد قهوجي، والبعض الآخر يتعلق بوضعية العميد روكز قبل إحالته على التقاعد بدوره في تشرين.

ويجري تداول معلومات عن أن العميد روكز الذي يصرّ عون على تعيينه قائداً للجيش، ولا تشاطره الموقف نفسه غالبية الكتل الوزارية، بما في ذلك كتلة الرئيس نبيه برّي الذي تساءل عن الحكمة من تعيين قائد للجيش قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولاية القائد الحالي، يدرس تأجيل تسريحه، استناداً إلى قانون الدفاع، ومن الوجهة التي دخل منها وزير الداخلية نهاد المشنوق بتأجيل تسريح المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص سنتين، إذ أن إحدى المواد القانونية في قانون الدفاع تسمح بإبقاء العميد في الخدمة 40 عاماً حتى ولو بلغ الثامنة والخمسين من عمره، وهو ما ينطبق على مدير المخابرات العميد إدمون فاضل الذي أمضى 40 عاماً، أما العماد فيمكن تأجيل تسريحه سنتين وفقاً للقانون، فيكون قد خدم 42 عاماً، وهو ما ينطبق على العماد قهوجي.

والإشكالية هنا وفقاً للمعلومات أن هذا التدبير لا يمكن أن يقتصر على العميد روكز، بل يتعيّن أن يجري تأخير تسريح 30 ضابطاً بمثل وضعيته من ناحية قانونية واعتبارية، وعلى هذا الأساس ثمة من يقترح أن يعيّن روكز مديراً للمخابرات فيصبح بإمكانه أن يخدم سنتين إضافيتين، وعندها يحتفظ بحقه بالأقدمية وبقيادة الجيش.

 

3- وكان لافتاً أن تعلن قيادة الجيش عن الزيارة، بعد ساعات من تنفيذ الجيش اللبناني رماية تجريبية، أمس، بصواريخ أميركية من طراز “تاو II” في بعلبك في حضور السفير الأميركي المنتهية ولايته ديفيد هيل الذي أعلن أن بلاده تقف إلى جانب لبنان وجيشه لهزيمة الإرهابيين والدفاع عن حدوده، مشيراً إلى وصول أكثر من 200 صاروخ “تاو II” والعشرات من القاذفات إلى الجيش وتبلغ قيمتها أكثر من عشرة ملايين دولار بتمويل مشترك بين المملكة العربية السعودية والحكومة الأميركية.

 

4- ومن الوقائع المتزامنة مع الزيارة أيضاً، ما أعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، من بدء المعركة مع “داعش” في المناطق اللبنانية الحدودية السورية متعهداً بمواصلة المعركة “لإنهاء الوجود الارهابي التكفيري الخبيث عند حدودنا مهما بلغت التضحيات”.
على أن الأهم من كل ذلك وفق مصدر وزاري أن زيارة سلام هي رسالة سياسية واضحة بأن الحكومة متضامنة مع العماد قهوجي بوصفه قائداً للجيش الذي تواجهه مهمات جسيمة، سواء عند الحدود الجنوبية، أو الشرقية أو الشمالية، والزيارة تعني أن القرار الرسمي واضح لهذه الجهة.
وقال المصدر لـ”اللواء” إن الرئيس سلام سيجول في غرفة العمليات برفقة الوزير مقبل والعماد قهوجي، وستكون له كلمة مرتجلة تتناول الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد والرهان الدائم على الجيش اللبناني لتعزيز الاستقرار.
ورأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج لـ”اللواء” أن الجيش يحتاج إلى دعم معنوي، واصفاً زيارة سلام بالجيدة.

 

المأزق الحكومي
أما على صعيد معالجات المأزق الحكومي، فقد رحّبت مصادر نيابية بتجاوب الرئيس سلام مع طلب كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط تأجيل جلسة اليوم، وابداء الاستعداد لتأجيل الجلسة المقبلة الخميس المقبل أيضاً، لسحب أية ذرائع عونية جديدة، وتحويل السراي الكبير إلى منصة لتبادل الاتهامات والتصريحات التي يمكن أن تنعكس سلباً على الأجواء، في ظل التدهور العسكري والميداني الحاصل عند الحدود، والتغييرات العسكرية الدراماتيكية في سوريا بعد السيطرة على اللواء 52 في درعا والمخاوف من انتقال الاشتباكات إلى منطقة السويداء.
وتركزت اتصالات الرئيس برّي على إقناع الفريق العوني بأن لا مصلحة له بالاستمرار في تعطيل الحكومة بعد تعطيل المجلس والانتخابات الرئاسية، وانه المهم الان البحث عن مخرج من دون أن يشعر العماد عون بأنه خسر فرصة تعيين العميد روكز قائداً للجيش.

 
وأكد برّي في لقاء الأربعاء النيابي ان البلد لا يتحمل المزيد من التعطيل، وهذا سينعكس على مصلحة لبنان وسمعته أيضاً في الخارج وشل الدولة.
وأوضح زوّار عين التينة ان الرئيس برّي الذي يجري اتصالات على أكثر من خط في الداخل والخارج من أجل تذليل العقد أشاد بصبر وحكمة رئيس الحكومة تمام سلام وترويه وحسن الاسلوب الذي يتبعه في معالجة الأزمة الحكومية. واستغرب إصرار البعض على تعيين قائد للجيش قبل ثلاثة أشهر على الاستحقاق.

 
ونقل نواب “التغيير والاصلاح” انه عند طرح موضوع التعيينات وخصوصاً ما يتعلق بقائد الجيش، سأل عن جدوى تسريع الأمور وأن الوقت ما زال متاحاً، من جهة، وانه يجب اللجوء إلى إجراء أو تخريجة سياسية، تحفظ ماء الوجه، وأن النواب تحدثوا عن أكثر من سابقة لجهة تعيين قائد للجيش، مقابل وضع القائد الحالي في تصرف وزير الدفاع.
إلا أن هذا الطرح قوبل برفض حكومي، وقال الوزير دو فريج لـ”اللــواء” تعليقاً على اقتراح وضع قائد الجيش الحالي بتصرف القيادة: “اذا أرادوا افتعال أزمة لتعطيل البد فليبحثوا عن أمر آخر غير الجيش اللبناني.

 
وزاد انه إذا كانت هناك من تعليمات لإحداث شلل في الحكومة بهدف خلق أزمة سياسية في البلد، فلا يفترض أن يكون الجيش وسيلة لذلك.
وسأل: لماذا يجب افتعال هذه الأزمة ويكون الجيش عنوانها، مؤكداً أن الجيش موضع ثقة من الفريق الذي يطالب بتبديل قائده.
وبالنسبة للوضع الحكومي، أوضحت مصادر حكومية أن الأمور لا تزال على حالها، ولم يطرأ أي جديد يسمح بتوقع عقد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل، لكنها أشارت إلى ان الرئيس سلام أعطى مهلة للاتصالات السياسية للتفاهم على مخرج من “الفيتو” الذي وضعه “التيار الوطني الحر” بالنسبة لاشتراط تعيين قائد جديد للجيش، قبل أي نقاش في مجلس الوزراء، مؤكدة انه لن يترك البلد من دون عمل حكومي من أجل مصالح المواطنين، وخصوصاً انه في الامكان عقد جلسات للحكومة طالما انها لا تزال محافظة على ميثاقيتها.
وكشفت بأنه في إمكان الرئيس سلام دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد قبل يوم واحد من موعدها، طالما ان جدول الأعمال سبق أن وزّع سابقاً، وهو ما يزال قائماً.

 

وفد المستقبل
في غضون ذلك، استكمل وفد نواب كتلة “المستقبل” أمس، جولته على القيادات بزيارة الرئيس سلام في السراي والنائب جنبلاط في كليمنصو وقائد الجيش في اليرزة، من دون أن تكون له اليوم مواعيد جديدة، بانتظار الاتصالات.
ولاحظ عضو الوفد النائب زياد القادري لـ”اللواء” أن الرئيس سلام يلعب دوراً مفصلياً في هذه المرحلة الحسّاسة، ونحن دائماً نتكل على حكمته ودرايته للأمور وحسه الوطني العالي.

 
وقال إن الرئيس سلام متمسك بصلاحياته كرئيس للحكومة ومتمسك بأن يكون هناك عمل طبيعي لمؤسسة مجلس الوزراء، لكنه أعطى مجالاً لمزيد من التشاور، حتى عودة الأمور إلى ما كانت عليه، وبما يراعي دقة المرحلة ومصالح النّاس.
وأضاف أن الوفد لمس أن الرئيس سلام سيعطي المشاورات مجالاً، لكن بالتأكيد في نهاية الأمر ،لا أحد يستطيع أن يعطّل البلد تحت أسباب وحجج غير منطقية وغير واقعية.

 
وبالنسبة إلى عرسال، لفت القادري إلى أن الحكومة اتخذت قراراً في آخر جلسة يؤمّن الغطاء الكافي للقوى العسكرية من أجل حماية لبنان والحدود الشرقية، بما في ذلك عرسال، وهذا الأمر متروك للقيادة العسكرية الموجودة على الأرض.
ونقل القادري عن قائد الجيش العماد قهوجي أنه مطمئن للجهوزية والقدرة والمعنويات لدى العسكريين لحماية البلد، وأنه اتخذ كل الاحتياطات اللازمة للدفاع عن الحدود اللبنانية وعرسال، والتي أكد الوفد أن حمايتها يجب أن تعود للقوى الشرعية اللبنانية فقط لا غير.
ولفت العماد قهوجي، حسب ما نقل عنه القادري، أن المعارك الجارية في جرود رأس بعلبك والقاع تدور في مناطق متداخلة مع الجبهة السورية، ويمكن القول أنها تدور داخل الأراضي السورية.

 
وأوضح القادري أن جولة الوفد، والتي يمكن أن تشمل في مرحلة لاحقة قيادات في الفريق الآخر، أوجدت تقاطعاً مشتركاً حول مسألتين: الأولى ضرورة عودة الحكومة إلى العمل لاستئناف سير عجلة الدولة بشكل طبيعي، من دون تعطيل أو خلق أعراف جديدة، والثانية أن الأمن يجب أن يكون فقط في عهدة القوى الشرعية.

السابق
«نقزة» لدى فرنجية من تقارب عون جعجع
التالي
نصرالله: هزمنا «النصرة» وبدأت المعركة مع «داعش»