الحكومة كلفت الجيش «اتخاذ اللازم» في عرسال تشاؤم سياسي حول الرئاسة…

الجيش اللبناني في عرسال

كتبت صحيفة “الشرق” تقول : “بعد مناقشات مستفيضة للأوضاع المأساوية في بلدة عرسال، الناجمة عن تواجد المسلحين في جرودها وتركز اعداد هائلة من النازحين السوريين داخلها وفي الجوار…” وبعد سلسلة مشاورات واتصالات، فقد حسم مجلس الوزراء أمره ونجح في جلسته التي عقدها قبل ظهر أمس، في السراي الحكومي في تفكيك صاعق من اثنين يتهددان عمل الحكومة… فنزع فتيل صاعق قضية عرسال عبر تكليف الجيش اللبناني “اتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لاعادة سيطرته وانتشاره داخل بلدة عرسال وحمايتها من الاعتداءات والمخاطر التي تتهددها من المسلحين الارهابيين وضبط الأمن فيها…” و”تكليفه اجراء التقييم الأمثل للوضع الميداني واتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة لمعالجة أي وضع داخل البلدة ومحيطها…” مؤكداً “عدم وجود قيود من أي نوع أمام الخطوات التي قد يتخذها الجيش لتحرير جرود عرسال وابعاد خطر المسلحين الارهابيين عنها…” إلا ان “لغم” التعيينات الأمنية والعسكرية بقي في دائرة المراوحة ولم يصل الى خاتمة مجمع عليها… حيث كشف وزير العدل (اللواء) اشرف ريفي ان وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق اقترح تعيين العميد عماد عثمان خلفاً للواء ابراهيم بصبوص على رأس المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، إلا ان هذا الاقتراح لم يحظ بتوافق…”.

 
باسيل يتحفظ
وسليمان لاستدعاء الاحتياط
إلا ان ما صدر عن مجلس الوزراء، لم يحظ بموافقة وزراء “تكتل التغيير والاصلاح”، حيث لفت وزير الخارجية جبران باسيل الى “اننا تحفظنا على صيغة البيان ونريد قراراً لا بياناً، والاسبوع المقبل سنرى اذا طبق…”؟!
وفي السياق، جدد الرئيس (العماد) ميشال سليمان، خلال اجتماعه بـ”كتلته الوزارية” أمس، اقتراحه “استدعاء الاحتياط في الجيش اللبناني، وفقاً للآلية التي تحددها قيادة الجيش، ما يحول دون نشوء حالات مسلحة تؤدي الي ردات فعل مضادة…” داعياً الى وجوب “اتخاذ التدابير القانونية والادارية لمنع الشغور في ما تبقى من مؤسسات، بعد مضي سنة على الشغور في سدة الرئاسة…”.

 
المشنوق يمدد لبصبوص
وفي هذا، وإذ وقع وزير الداخلية نهاد المشنوق قراراً بالتمديد سنتين للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، فقد اعتبر هذا الأخير في “ندوة حوارية” عن “الأمن القومي” ان “المتغيرات الاقليمية أثرت على لبنان سياسياً واقتصادياً وأمنياً…” داعياً “جميع المسؤولين الى التحلي بروح الحكمة لتجاوز المرحلة بأقل خسائر ممكنة”. و”ابقاء قوى الأمن خارج اطار التجاذبات السياسية وعدم اضفاء أي صبغة طائفية او حزبية عليها واختيار الضباط وفق معايير متجردة مبنية على الكفاءة والنزاهة”.
وإذ وقع وزير الداخلية نهاد المشنوق قراراً بالتمديد سنتين للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، فقد اعتبر هذا الأخير

 
يأس سياسي
من انجاز الاستحقاق الرئاسي
أما على مستوى الاستحقاق الرئاسي، فقد كان لافتاً، وبوضوح، وصول القيادات السياسية الى حالة من اليأس، وباتت على قناعة بأن “انجاز هذا الاستححقاق ليس في المدى المنظور… وليس في الافق أي ملامح لانتخاب رئيس للجمهورية”. على ما جاء في “تغريدة” لرئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، على “تويتر”… لافتاً الى “أنه لن يقوم بعد اليوم بأي مبادرة، لأن البعض من الأقطاب السياسيين قرر الدخول في مرحلة الشلل الجزئي او الكامل نتيجة حسابات ضيقة والنار تحيط بنا من كل حدب وصوب…”.

 
وإذ دخل لبنان يومه السابع والسبعين بعد الثلاثماية على التوالي ولبنان من دون رئيس للجمهورية، فقد كرر رئيس الحكومة تمام سلام، وكما في كل جلسة لمجلس الوزراء، المطالبة بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بعدما استمر الشغور الرئاسي فترة طويلة، وانعكس ذلك على عمل سائر المؤسسات الدستورية، باعتبار ان رئيس الجمهورية هو رأس الدولة ورمز الوحدة الوطنية وحامي الدستور…

 
وعلى الرغم من الحالة التشاؤمية التي عبر عنها النائب وليد جنبلاط في “تغريدته” فلم يقطع التواصل مع الرئيس نبيه بري، وفي السياق فقد أوفد الوزير وائل ابو فاعور، الى عين التينة والنائب غازي العريضي الى الرابية للقاء الجنرال عون في “سياق التشاور الدائم بين بري وجنبلاط” حيث جرى بحث في “ما يحيط بنا من مخاطر… والأفكار السياسية التي كان طرحها جنبلاط… والتي يبدو أنها حتى اللحظة لم تلقَ التجاوب المطلوب”. على ما قال ابو فاعور الذي لفت الى ان جنبلاط “ربما يستهول الأمور أكثر من القوى الأخرى…” مؤكداً “الثقة بحكمة الرئيس نبيه بري في ادارة الأمور وفي استكمال الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” لتفادي الأسوأ والشرور في المرحلة المقبلة…”.

 
الراعي: الفراغ يزعزع الوحدة
وفي الاطار عينه، فقد حضر الاستحقاق الرئاسي في كلمة للبطريرك الراعي في احتفال جامعة الحكمة بيوبيل 140 عاماً على تأسيسها… ورأى ان “لبنان في حاجة الى رجال سياسة ودولة يحترمون الدستور والميثاق الوطني، ويأبون، من أجل حماية كرامتهم وبحكم مسؤوليتهم، التمادي في عدم انتخاب رئيس للجمهورية بعد أربعة عشر شهراً، وسنة كاملة من فراغ سدة الرئاسة…” لافتاً الى “ان عدم انتخاب الرئيس يعني استباحة الدستور وزعزعة الوحدة الداخلية، والامعان في الانقسامات الداخلية…”.

 
مواجهات جرود عرسال
أمنياً، فقد استمرت المواجهات يوم أمس بين “حزب الله” وجيش “الفتح” في القلمون لجهة جرود عرسال… وأفاد اعلام الحزب عن سيطرته على وادي ومعبر الدرب جنوب غرب جرود عرسال وعلى حاجز الرهوة التابع لـ”جبهة النصرة” في موازاة تقدمه في اتجاه سهل الرهوة… وبعد ظهر أمس اشتدت حدة الاشتباكات بين عناصر “حزب الله” والجماعات المسلحة على السلسلة الشرقية المشرفة على جرود عرسال…
من جهتها قصفت راجمات الصواريخ التابعة للجيش اللبناني مواقع المسلحين في جرود راس بعلبك…
وفي شأن ما يجري في جرود عرسال، رأى عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي “ان الخطأ الكبير الذي قام به “حزب الله” هو دعوة العشائر والعائلات للزحف الى عرسال، وهذا الموضوع أدى الى احتقان كبير فاضحت حدود عرسال خارج عرسال في منطقة البقاع…” متمنياً على الجيش اللبناني “ان يدافع عن الحدود الشرقية للبنان وتحديداً في عرسال بسبب طابع معين”.؟!
وفي السياق فقد أكد رئيس بلدية عرسال علي الحجيري، بعد اجتماع طارئ مع عدد من المخاتير والفاعليات، ان عرسال وأهلها ملتزمون بالجيش اللبناني والشرعية اللبنانية وغير معنيين بتشكيل ميليشيات وما شابه ذلك”.

السابق
معادلة عون تروّع الحلفاء والخصوم: روكز أو الشارع! تكليف الجيش «تحرير جرود عرسال».. والتمديد سنتين لبصبوص
التالي
جيرو في بيروت للمساعدة