هل يدفع لافروف ثمن تراجع الدور الروسي في الشرق؟

سيرغي لافروف
وردت معلومات تفيد بأن موسكو بدأت بمراجعة شاملة لمواقفها من الشرق الأوسط. فهل يكون وزير الخارجية سيرغي لافروف كبش الفداء؟

تحدثت معلومات من العاصمة الروسية عن أن موسكو بدأت بمراجعة نقدية شاملة لموقفها من النزاع في الشرق الأوسط عموما وفي سوريا تحديدا، حيث بدأت هزائم النظام تتوالى من جهة، وحيث أصبح الرئيس السوري بشار الأسد واقعا تحت الهيمنة الايرانية الكاملة من جهة ثانية، والدور الروسي في ما آلت اليه الاوضاع في سوريا، لجهة انتشار تنظيم “داعش” وسائر التنظيمات الاصولية على حساب الجيش السوري الحر والمعارضات المدنية المعتدلة.

سياسة روسيا اسهمت في تسليم النظام السوري تنظيم داعش لمعظم الاراضي السورية

وبحسب المعلومات، خلصت المراجعة النقدية إلى تحميل وزير الخارجية سيرغي لافروف مسؤولية تدهور الاوضاع دراماتيكيا في سوريا، والى ان روسيا تتجه الى خسارة موقعها ونفوذها الاخير في الشرق الاوسط واستعداء مليار ومئتي مليون مسلم سني حول العلم، وانهيار النظام السوري، وما لهذا الامر من انعكاسات سلبية على الدور الروسي اولا، وعلى الجمهوريات الاسلامية في الجوار الروسي، في حال تم تقسيم سوريا الى دويلات طائفية علوية وسنة، مع اقتطاع هامش للاكراد.

روسيا

وأضافت المعلومات ان البحث في موسكو جار اليوم لدراسة سبل الحد من الخسائر التي سيتسبب بها انهيار نظام الاسد، فتخرج موسكو من روسيا ذليلة كما خرجت من ليبيا القذافي، في اعقاب المواقف الروسية الداعة لطاغية ليبيا الى حين سقوطه، وهذا ما حصل مع الاسد، حيث منعت روسيا المجتمع الدولي من اتخاذ اي قرار لانقاذ الشعب السوري من براثن الاسد وازلامه، وتركته يواجه مصيره منفردا، كما ان سياسة روسيا اسهمت في تسليم النظام السوري تنظيم داعش لمعظم الاراضي السورية وان النظام السوري متواطيء مع الايرانيين في عملية التسليم هذه التي بدت واضحة مؤخرا من خلال تسليم تدمر للتنظيم الارهابي.

خلصت المراجعة النقدية إلى تحميل وزير الخارجية سيرغي لافروف مسؤولية تدهور الاوضاع دراماتيكيا في سوريا

وأشارت المعلومات الى ان وزير الخارجية الروسي قد يكون اول ضحايا هذه السياسة، بالتزامن مع انتهاج سياسة انفتاح على العرب السنة خصوصا، والمسلمين السنة عموما، لتدارك ما يمكن تدراكه قبل انهيار الوضع السوري نهائيا، وتضيف ان الملك السعودي قد يقوم بزيارة دولة الروسيا مطلع الشهر القادم، تكون تتويجا لسياسة الانفاح الروسية الجديدة، وهذا ما يعكس ايضا تحولا في السياستين الروسية والسعودية، حيث اوفد العاهل السعودي وليـّا العهد الى الولايات المتحدة للقاء الرئيس الاميركي، وسيتوجه بزيارة دولة الى موسكو.

 

السابق
روسيا تبتعد عن دمشق: ترحيل أُسَر العسكريين والمستشارين الروس»
التالي
الحكومة وكلت الجيش بعرسال.. حزب الله خسر المعركة السياسية والإعلامية