قصة مأسوية…راما تدفع ثمن تقصير المستشفى

رموا بوالدتها ثلاث عشرة ساعة قبل ان يؤمّنوا لها سريرًا في غرفة الولادة، فجاءت راما الى الحياة مصابة بنقص في الاوكسجين والسكر، ولا تستطيع تحريك يدها اليسرى، راقدة في المستشفى بعيدة عن حضن والدتها، ينتظر اهلها نتائج الفحوصات والصور لمعرفة اي مستقبل ينتظر ابنتهم.
وضع الطفلة سيّئ، والسبب بحسب خالها زياد علي خليل يعود كالعادة الى تقصير مستشفيات لبنان، التي اصبح الدخول اليها يحتاج الى وساطة. وشرح “شعرت شقيقتي ايمان بمخاض الولادة يوم السبت الماضي، فأسرعنا بها الى مستشفى في زحلة، حيث كنا قد اخذنا موافقة مسبقة من الضمان للدخول اليها. وبعد ان اجروا لها الفحوصات، اخبرونا انه لا يوجد أمكنة فارغة لديهم، وانهم اجروا اتصالات مع أحد المستشفيات وعلينا نقلها الى هناك”.
وصلت ايمان الى مستشفى آخر لتصدم ثانية بعدم القدرة على استقبالها لعدم وجود اسرة فارغة، وشرح زياد “هدّدتهم بالاتصال بوزارة الصحّة وفعلاً فعلت، وبعد تواصل الوزارة مع ادارة المستشفى تم تأمين سرير لشقيقتي كي تضع مولودها، لكن الامر استغرق من الساعة الثانية والنصف منتصف الليل الى الواحدة والنصف ظهرًا حتى أمّنوا غرفة لتوليدها”.

طفلة راما

 

صرخة وجع
صرخت راما، معلنة خروجها الى الحياة، لكنها ” كانت صرخة وجع، فلون جسدها كان أزرق نتيجة نقص الاوكسجين، كما تبيّن انها تعاني من نقص في السكر، اما يدها اليسرى فلا تحركها”. واضاف زياد ان” كل ذلك بسبب تأخير ولادة شقيقتي، نحن في بلد لا يحترم المواطن، اذا كان لدينا ضمان ويرفضون استقبالنا، فكيف بمن ليس لديه مال ولا ضمان، وماذا سيحلّ به؟ بالتأكيد سيتم طرده من الباب، لو لم تتجاوب وزارة الصحة معنا، كيف وأين كانت ستلد شقيقتي وهل كانت راما بهذه الحالة ام أسوء “.
واضاف “لم يخطر في بالنا ابدا ان نواجه مثل هكذا موقف، لا بل ان يرفض استقبالنا في مستشفى في زحلة احملها المسؤولية الكبرى للوضع الذي نحن فيه اليوم، فلو وضعت اختي طفلتها عند وصولها إلى المستشفى لكنا بالتأكيد في المنزل اليوم، نفرح بولادة راما من دون أن تعاني شيئًا، لكن رفضهم لاستقبالها اوصلنا الى ما نحن عليه اليوم”.

 

اهمال
خرجت ايمان من المستشفى بعد ولادتها طبيعيا وقلبها على طفلتها، تنتظر اللحظات كي تعود بها معافاة من اي مرض الى منزلهم في منطقة العين – بعلبك، فهي طفلتها الثانية التي ستزين حياتها، لكن الى اليوم لا تعلم العائلة مما تعاني راما بشكل دقيق. وقال زياد “نتوسل اليهم كي يقوموا بفحوصات وصور اشعة لها، لكن المعاملة جد سيئة والاهمال كبير. يكفي ان الاستخفاف بحياة المواطن يبدأ قبل السماح له بالدخول الى المستشفى، وما أدراك ماذا يجري بعد دخوله”.

 

متابعة من الوزارة
طبيب الطفلة رفض الحديث، وكل ما قاله “ان وضعها مستقر”، أما وزارة الصحة فقد طلبت من زياد اعداد تقرير وارساله لها كي تتابع الموضوع، وبذلك سينضم المستشفيين الى غيرهم من المستشفيات التي سُلّطت الاضواء عليها في المدة الاخيرة نتيجة التقصير والاهمال، في حين لم ينس اللبنانيون بعد قصة ايلا ابنة التسعة أشهر التي بترت اطرافها نتيجة اهمال طبي.
امل ولكن!
اليوم راما في العناية داخل المستشفى، لكنها بحاجة الى عناية إلهية ترعاها وتشد بيدها كي تتمكن من البقاء على قيد الحياة وتتمكن من تحريك يدها اليسرى، والا تظهر صور الاشعة اية امراض مخبأة، “املنا بالله كبير وان كنا على اعصابنا، اللحظات تمرّ كالساعات”. وختم “الآن كل ما نتمناه ان تتعافى راما وتخرج من المستشفى بخير”

السابق
محاكمة طفل يشتبه بمحاولته التحضير لاعتداء في النمسا
التالي
صور كاميرات مراقبة وتفاصيل لم تنشر من قبل حول جريمة مقتل سارة الأمين