«المستقبل» تندّد بتهديدات نصرالله.. وعون يؤيّد التورّط في القلمون ويدعو إلى «العصيان»

تيار المستقبل

كتبت صحيفة ” المستقبل” تقول : بينما يُتوقع أن تبدأ موجة الحر الاستثنائية التي ضربت لبنان بالانحسار بعد تخطيها ظهر أمس حدود الأربعين درجة مئوية مخلّفةً سلسلة حرائق طبيعية، تتكثف الجهود الوطنية والعربية في سبيل تحصين الساحة الداخلية ومنعها من الانزلاق نحو مشاريع التورط في اللهيب المشتعل في المنطقة.

فعلى المستوى العربي تتواصل شحنات الهبات السعودية المقدمة إلى لبنان بالوصول تباعاً إلى البلد وآخرها أمس تسلّم اللواء اللوجستي في الجيش دفعة جديدة من الآليات العسكرية بموجب هبة المليار دولار الطارئة، أما على مستوى المساعي الوطنية الرامية إلى تنفيس الاحتقان الداخلي وإعلاء راية الدولة في مواجهة التحديات الراهنة والداهمة على الوطن فقد استأنف حوار “تيار المستقبل” و”حزب الله” جولاته أمس في عين التينة واستكمل البحث في جملة ملفات أمنية ومؤسساتية علمت “المستقبل” أنها شملت استعراض مستجدات الأوضاع “من جرود عرسال، مروراً بالوضع الحكومي، وصولاً حتى ملامسة حدود الملف الرئاسي”.
جولة الحوار الثانية عشرة التي وصفت أجواؤها بـ”الصريحة والجدّية من قبل الطرفين”، تطرقت بشكل مسهب وشامل لمروحة واسعة من المواضيع والاستحقاقات، برز من ضمنها ما أثاره وفد “المستقبل” حول التهديدات والتلميحات الأخيرة من قيادة “حزب الله” بتوسيع رقعة اشتباكاته في المناطق الجردية السورية لتبلغ جرود بلدة عرسال، مذكّراً في معرض الإعراب عن رفض هذه التهديدات والتنبيه من محاذيرها ومخاطرها على أمن المنطقة الحدودية اللبنانية بأنّ “تيار المستقبل” لطالما جهد على مدى أكثر من 8 أشهر في سبيل محاولة إقرار إنشاء مراكز إيواء للنازحين السوريين لضبط وقوننة تواجدهم في تلك المنطقة وإقفال الباب أمام محاولة تغلغل بعض المسلحين في صفوفهم، غير أنّ هذا الطرح كان يصطدم على الدوام برفض “حزب الله”.
وفي ختام جلسة الحوار مساءً، صدر عن مقرّ الرئاسة الثانية بيان مقتضب أوضح أنّ المتحاورين تباحثوا خلال الجلسة التي عقدت بحضور المعاون السياسي للرئيس نبيه بري الوزير علي حسن خليل “في التطورات الأمنية وعمل الحكومة، والتشجيع على متابعة الحوارات المفتوحة بين مختلف الأطراف لمعالجة القضايا كافة”.
.. و”المستقبل” تنبّه
وكانت كتلة “المستقبل” النيابية قد حذرت من “خطورة” ما تضمّنه الخطاب الأخير لأمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله لجهة “إعلانه أنه سيتولى مواجهة منطقة عرسال وجردها مباشرةً إذا لم يتولّ الجيش ذلك”، منبهةً في سياق متقاطع من مغبة توريط الدولة والجيش في “الرمال المتحركة” في المنطقة خدمةً للمشروع الإيراني بدليل “الكلام الخطير” الذي أدلى به مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي من بيروت بوصفه كلاماً “يؤجج نار الصراعات المذهبية ويأخذ الأمور إلى إذكاء نار التحريض والفتنة”. وجددت الكتلة إثر اجتماعها الدوري أمس برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة “مطالبة حزب الله بالانسحاب الفوري من سوريا ووقف مشاركته في معارك المنطقة التي تديرها إيران لحساب محاولاتها وطموحاتها بالتوسّع وفرض النفوذ والسيطرة على المنطقة العربية ودولها”.
عون يدعو إلى “العصيان”
في المقابل، برز على مستوى المواقف السياسية أمس سقف الخطاب الناري الذي رفعه رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون في وجه الحكومة سيما وأنه بلغ حدّ تحريض اللبنانيين على “عصيانها”، معتبراً أنها “تفقد دستوريتها وبات بإمكان المواطن أن يعصي قراراتها وألا يلتزم بها”. وذلك على خلفية عدم مبادرة مجلس الوزراء إلى الامتثال لطلب عون تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش خلفاً للعماد جان قهوجي.
وإذ جدد مطالبته في الملف الرئاسي بانتخاب رئيس للبلاد عبر آلية الاستفتاء الشعبي، داعياً إلى اعتماد الطرح الأخير الذي أطلقه بهذا المعنى بوصفه “دوحة لبنانية”، شنّ عون في ملف التعيينات العسكرية هجوماً لاذعاً على نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل متهماً إياه بأنه “لبس طربوش كل المخالفات في الجيش”.
وأوضحت مصادر “التغيير والإصلاح” لـ”المستقبل” أنّ وزراء التكتل يعتزمون إثارة ملف التعيينات في الحكومة هذا الأسبوع على قاعدة “إصرار العماد عون على ربط مصير ملف تعيين المدير العام لقوى الأمن الداخلي بمصير ملف تعيين قائد الجيش، ورفضه في المقابل اجتزاء أي حلول تفصل بين الملفين”.
على صعيد آخر متصل بالمعارك الدائرة في جرود القلمون السورية، لفت الانتباه من بين المواقف التي أطلقها عون بعد اجتماع التكتل في الرابية “تسليفه” موقفاً مبايعاً ومؤيداً بالإجمال لتورّط “حزب الله” في هذه المعارك، موجّهاً في هذا السياق “تحية لرجال المقاومة”، ومتهماً في المقابل الحكومة والجيش بالتخلّف عن واجباتهما في مساندة “حزب الله” في حربه على الفصائل السورية المسلحة في الجرود.
وأوحى عون من خلال مطالبته وزراء تكتله “بتحمّل مسؤولياتهم” في هذا الموضوع داخل مجلس الوزراء بأنّه أوعز إلى وزرائه بإشعال شرارة أزمة حكومية موازية لأزمة التعيينات العسكرية والأمنية، قائلاً: “نريد أن نعلم ماذا يوجد في جرود عرسال، وما هي خطة الحكومة وكيف سيقوم الجيش بترجمتها”.

السابق
التنسيق الأمني يسقط حفيد البغدادي وحبلص تقنيات حديثة للأجهزة لمواجهة الارهاب
التالي
حوار المستقبل حزب الله: مصارحة حول مخاطر التورط في جرودعرسال على الأمن وإذكاء الفتنة