المعارضة السورية تتقدّم في إدلب وحلب

مقاتل سوري معارض

كتبت صحيفة “العربي الجديد ” تقول : تحاول قوات نظام بشار الأسد، عبر حليفها حزب الله اللبناني، تحقيق انتصار في منطقة القلمون في ريف دمشق الغربي، تحفظ به ماء وجهها، وسط تقدّم قوات المعارضة على هذه القوات في محافظة إدلب، وعلى تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في محافظة حلب.

يأتي ذلك فيما يعمل “داعش” على استغلال انهيار معنويات النظام وتراجع قوته في معظم المناطق لقطع خطوط الإمداد عن محافظة دير الزور والتوغل نحو مشارف مدينة تدمر الأثرية من جهة ريف حمص الشرقي، في محاولة لحصار كل من ريفي حمص وحماة من الشرق والشمال الشرقي ناحية سلمية، بهدف تحقيق نصر يعوض فيه خساراته أمام قوات المعارضة في محافظة حلب.
وبعد سيطرته على حاجز الفنار في محافظة إدلب، أكبر حواجز النظام في جبل الأربعين المطل على مدينة أريحا جنوب مدينة إدلب، ثم سيطرته على قرية مصيبين، التي تعدّ خط الدفاع الأول عن معسكر المسطومة، أكبر ثكنات النظام العسكرية في المحافظة، يستعد “جيش الفتح” لشنّ هجوم مزدوج على كل من معسكر المسطومة ومدينة أريحا، التي أصبحت قواته على أبوابها بعد السيطرة على الحواجز المحيطة بها. وتشكل السيطرة على أريحا حصاراً تاماً لمعسكر المسطومة، ما يسهل من عملية السيطرة عليه تالياً.
وتشير أنباء إلى أنّ عملية جديدة لـ”جيش الفتح” قد بدأت في مستشفى جسر الشغور الذي يتحصن فيه أكثر من 250 عنصراً من قوات النظام بالإضافة إلى مسؤولي المحافظة وضباط برتب عالية، إذ أكدت مصادر من غرفة عمليات “جيش الفتح” لـ”العربي الجديد” أن موضوع السيطرة عليه مسألة وقت.
وفي حال نجاح “جيش الفتح” في السيطرة على كل من أريحا ومعسكر المسطومة وما تبقى من مستشفى جسر الشغور، تصبح محافظة إدلب بالكامل تحت سيطرة المعارضة، باستثناء معسكر أبو الظهور المحاصر من قبل “جبهة النصرة” والموضوع خارج الخدمة منذ شهور، وبلدتي الفوعة وكفريا المواليتين والمحاصرتين من جميع الجهات بفصائل المعارضة واللتين تحولتا إلى ثكنتين عسكريتين تحتويان على كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، بالإضافة إلى راجمات صواريخ ودبابات وعناصر من الحرس الثوري الإيراني.
ولم يعلن “جيش الفتح” معركة للسيطرة على البلدتين بسبب حساسية وضعهما الطائفي كونهما البلدتين الشيعيتين الوحيدتين في المحافظة. وعلى ما يبدو، فأن وضع الفوعة وكفريا قد يسوى ضمن اتفاق دولي مع فصائل المعارضة أو قد يبقيا في حالة حصار كبلدتي نبل والزهراء، وتنقل إليهما المعونات من خلال إلقائها بالطائرات، على أن تستخدمهما المعارضة كورقة ضغط في المفاوضات السياسية.
ومن المرجح بعد سيطرة المعارضة على كامل محافظة إدلب أن تتجه الأمور نحو أحد السيناريوهين التاليين: إما أن تتوقف المعارك على حدود الساحل، من أجل دخول المعارضة في العملية السياسية بأوراق قوة تجبر النظام على القبول بمقررات جنيف1 ، وإما أن تستجمع المعارضة قواها وتشكل غرفة عمليات لـ”جيش فتح” لمنطقة الساحل لتكون عامل ضغط على النظام والدول الغربية التي ما تزال غير متعجلة بموضوع رحيل الأسد.

معارك القلمون
وفي منطقة القلمون في ريف دمشق الغربي، عزّزت قوات حزب الله من سيطرتها على تلة موسى في منطقة القلمون الغربي، والتي تطل على مجموعة قرى في المنطقة، ما يسمح لها بالتقدم والسيطرة على جرود عسال الورد والجبة والمعرة التي ينتشر فيها مقاتلو “جيش الفتح”، والتي قاموا انطلاقاً منها بشنّ هجمات استباقية على عناصر حزب الله وكبدوه خسائر كبيرة بالعناصر والعتاد كما تمكنوا من قتل عدد من قادته الميدانيين.
ويأتي تصريح مصادر في “جيش الفتح” في القلمون عن سقوط تلة موسى الإستراتيجية بيد حزب الله، وإقراره بأن ذلك يسمح بـ”سقوط جرود عسال الورد والجبة والمعرة”، كتأكيد على الاستراتيجية التي أعلن عنها “جيش الفتح” في معركته في القلمون التي تقوم على حرب العصابات أكثر منها حرب سيطرة ميدانية على مناطق معينة، بحيث يكون الهدف منها استنزاف قوات النظام وحزب الله.
ويضم “جيش الفتح في القلمون” كلاً من “جبهة النصرة”، وتجمع “واعتصموا” (المؤلف من لواء الغرباء ولواء نسور دمشق وكتائب السيف العمري، وكتيبة رجال القلمون) وجيش القلمون (المؤلف من مجموعات الجيش الحر في المنطقة)، بالإضافة إلى حركة “أحرار الشام” الإسلامية.
وفي ريف حمص الشرقي، استغل تنظيم “داعش” انشغال قوات النظام في معارك إدلب، وتمكن من السيطرة على مدينة السخنة ومساكن الضبّاط في محيطها، كما سيطر على قرية العامرية بالقرب منها، بالإضافة إلى أحد حواجز منطقة جزل، قبل أن يتجه نحو قطع كل خطوط إمداد النظام عن قواته في محافظة دير الزور، ويتقدّم في الوقت نفسه باتجاه مناطق استراتيجية بريف حمص الشرقي تبدأ بمدينة تدمر الأثرية، قبل أن يكمل حصاره على ريفي حمص وحماة الشرقيين من خلال محوري تدمر في الشرق، ومن خلال قواته المتواجدة على أطراف سلمية في شمال شرق المدينة.
ويشير توجّه تنظيم “داعش” نحو تحقيق نصر على حساب قوات النظام، إلى أن التنظيم بدأ يتلمس قوة المعارضة وقدرتها على التصدي له ودحره في مختلف المناطق، في مقابل ضعف النظام الذي يبدو أن التنظيم يخوض معارك ضدّه كتعويض عن خسائره المتلاحقة.

السابق
قضية سماحة تستنفر 14 آذار وترقّب لموقف عون اليوم
التالي
حوار «الأوباش» و «المجوس»