«النصر إلالهي» الآتي من القلمون!

القلمون
يتحضّر حزب الله والنظام السوري إلى معركة حاسمة في القلمون ضدّ المعارضة السورية، هذه المعركة التي سيكون لها آثاراً سلبية ليس فقط على الشعب السوري بل على لبنان وتحديداً على الطائفة الشيعية التي تقدّم شبابها في معركة على أرض دولة أخرى بعد غسل عقولهم من قبل حزب الله، وذلك من أجل مصالح إيران فقط وحفظاً لكرامتها وتكريساً لنفوذها.

 

بعد انتهاء حرب تموز 2006 خرج السيد حسن نصرالله بانتصار إلالهي تحت عنوان “لو كنت أعلم”، أما اليوم في عام 2015 ها هو السيد يتحضر لانتصار إلالهي جديد داخل القلمون!

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن معلومات عبر وسائل إعلام لبنانية ومواقع التواصل الاجتماعي، عن قرب بداية رفع الستارة لمسرحية حقيقية عنوانها معركة القلمون التي وصفت بالمصيرية والحاسمة، من خلال تحضيرات وحشود متبادلة يعدّ لها كل من “حزب الله” والنظام السوري من جهة، ضد المعارضة السورية بكافة فصائلها العسكرية من جهة أخرى.

وتزامناً مع هذه الحشود والتحضيرات، ومع الموقع الجغرافي للقلمون المحاذية تماماً لحدود لبنان في البقاع الشمالي، نجد الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها العسكرية في الجيش اللبناني تقف في موقع المتفرج فقط، ولكن من زاوية الحيطة والحذر قام الجيش بتزويد وتعزيز مواقعه العسكرية المتقدمة بالعناصر البشرية والسلاح، إحترازيا من أي إعتداء أو تسلل للدواعش الإرهابية إلى داخل الأراضي اللبنانية واتجاه مراكزه العسكرية.

لبنان الذي يعاني من وجع الفراغ في الرئاسة الأولى للجمهورية، يقوم “حزب الله” باستغلال هذا الوجع من طيش عسكري وجهل سياسي بسبب عدم إدراكه وإنتباهه للتغيرات السياسية والعسكرية التي تعصف في المنطقة، وتحديداً على الساحتين اليمنية والسورية.

ففي اليمن جاءت «عاصفة الحزم» وكسرت النفوذ الإيران ولجمت تدخلاتها في الشأن اليمني، وفي الساحة السورية مكاسب عسكرية تحققها كافة فصائل المعارضة السورية المسلحة، وبخاصة بعد استيلائهم على كامل مدينة أدلب وجسر الشغور، أضف إلى ذلك تسجيل بعض الخروقات العسكرية لصالح المعارضة أيضا بعدما أصبحت على مشارف ساحل اللاذقية وريفها، والتي تعتبر المعقل والمحمية للرئيس السوري بشار الأسد ولعائلته الحاكمة في سورية.

من وجهة نظري، الإنتصار في معركة القلمون السورية التي يعدّ لها “حزب الله” مستحيل، والسبب يعود بقلب الموازين العسكرية لصالح فصائل المعارضة السورية المسلحة في إدلب وجسر الشغور، وبعد وصولهم إلى خطوط التماس المباشرة على جبهات ساحل اللاذقية معقل النظام. كما أنّ الغارات الجوية التي قامت بها إسرائيل مؤخراً على مواقع الحزب وتدمير سلاحه النوعي الذي كان سيستفيد منه على أرض المعركة قد دمر كلياً. ناهيك عن التحول العسكري الكبير في القدرات القتالية التي أصبحت تتمتع بها المعارضة السورية المسلحة في منطقة القلمون، والسبب يعود لدور بعض الدول العربية وغير العربية من تقديم دعم كامل من ناحية التدريب والتخطيط والتجهيز اللوجستي والعسكري لهم.

ومن وجهة نظري أيضا، تكرار غباء “حزب الله” بالتدخل في الشأن السوري الذي لم يجلب إلا الويلات والكره والمذهبية والهزيمة للطائفة الشيعية، لا يزال يكرره الآن عبر استعداداته لمعركة القلمون الخاسرة سلفاً وذلك إكراماً لاسترجاع كرامة طهران السياسية والعسكرية. كذلك لتعزيز دورها الرئيسي عبر الإمساك أكثر بالملف السوري من أجل الإستمرار بالضغط السياسي والأمني والعسكري، وذلك تعويضاً ورداً لاعتبارها بسبب هزيمتها وخسارتها لنفوذها على الساحة اليمنية بعد جلدها بكرباج “عاصفة الحزم”، وشعورها ببداية فقدان الملف السوري من يدها.

معركة القلمون هذه في حال حصلت وانتصر فيها الحزب أو لم ينتصر، بكلا الحالتين هو الخاسر الأكبر فيها، وستكون بمثابة كارثة ومصيبة على لبنان واللبنانيين وبالأخص على الطائفة الشيعية، بما سيحل عليها من أهوال ومصائب. كما أنّ هذه المعركة المشؤومة والمسدودة الآفاق فيها ستترك آثاراً سلبية مؤلمة على الحزب بعد أن مني بأعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ما سيسبب لاحقا في إثارة الألم لهؤلاء الأهالي على أبنائهم، خصوصاً بعد عودتهم من أرض المعركة جثثاً محملين داخل صناديق خشبية، كالمعادلة الخشبية الذي يتباهى بها دائماً الحزب بعد أن أصبحت تلك المعادلة كمسمار نعش مغروز داخل قلب الطائفة الشيعية المغلوبة على أمرها.

ناهيك أيضا عن معادلة ثقافة الموت التي تحقن في عقول الشباب المراهقين وحتى البالغين تحت تأثير أفيون التكاليف الشرعية القادمة من طهران كذباً وعهراً ونفاقاً.

السابق
الجيش: توقيف مطلوب في صبرا بالضاحية الجنوبية
التالي
جنبلاط في المحكمة: يسبح ويلهو بين جثث خصومه في النهر