إقفال أبواب التفجير في عين الحلوة

أثار مشهد مخيّم اليرموك في دمشق وفق “الجمهورية” مخاوف أمنية فلسطينية – لبنانية من ان ينسحب على مخيّمات لبنان وتحديداً مخيّم عين الحلوة القابل للاشتعال في أيّ لحظة. من هنا ركّزَ الاجتماع بين وفد من الفصائل الفلسطينية والقوّة المشتركة في المخيم والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي عقد الاجتماع في مكتبه أمس، على اتّخاذ كلّ التدابير وإقفال كلّ الأبواب أمام احتمال أيّ تفجير في عين الحلوة.

وكشفَت مصادر فلسطينية إسلامية بارزة لـ”الجمهورية” أنّ اللواء ابراهيم أبدى حِرصه الشديد على مخيم عين الحلوة كونه عاصمة الشَتات وأكبر المخيمات الفلسطينية، ودعا القوة الفلسطينية الى المحافظة على المخيّم كي لا يتحول الى يرموك جديد في لبنان.

–          أعتبرُ أنّ أمن المخيّم هو جزء من الامن اللبناني ومن الامن العربي، فالامن العربي – الفلسطيني متداخل على مرّ السنين، حافِظوا على المخيم وكلُّ مشاكلِكم قابلة للحلّ، لكن إذا ضاع المخيم ضعتم وضاعت القضية، وتكونون بذلك قد شرّعتم الابواب لمؤامرة كبيرة عليكم واستُدرِجتم لفتنة بهدف شطب حقّكم في العودة وإفساح المجال للقوى التكفيرية بأن تصبحَ رائدةَ المخيمات الفلسطينية، وتتحوّل قضيتكم من قضية حق إلى قضية إرهاب، تماماً كما حصل في مخيم اليرموك.

–          قال: هناك مؤامرة عليكم وعلى القضية الفلسطينية لجعلِها في المراكز الدنيا من الاهتمام، وبدأنا نسمع كلاماً عن صراع فلسطيني – إسرائيلي وليس عربي – إسرائيلي، في محاولة لدفعِ العرب الى التخَلّي عن أدوارهم وسَلخ القضية الفلسطينية عن القضايا العربية.

–          حذّرَ الفصائل الفلسطينية من انّ جريمة قتل مروان عيسى كان هدفها جرّ المخيم الى ردّة فعل واستدراجه للدخول في توتّرات امنية كبيرة تهيّئ لمناخ يَسمح للقوى التكفيرية بالسيطرة عليه، وتفجّر الاوضاع في محيطه.

–          وعَد بدرس كلّ طلبات الوفد مع المسؤولين في الدولة اللبنانية، طالباً منهم عدمَ التعاطي بسلبية مع “الاونروا”، لأنّ هناك من يَدفع لافتعال مشاكل بين الشعب الفلسطيني وبينها لإقفالها، وهي الشاهد الدولي على أحقّية قضيتكم. ودعاهم الى تسليم جميع المطلوبين والخارجين عن القانون الذين يهدّدون أمنَ المخيّم، وآخرهم مرتكبو جريمة قتل مروان عيسى، لأنّهم معروفون بالأسماء.

بدوره، أكّد وفد الفصائل وفق معلومات “الجمهورية” أنّ القوة الأمنية ستعزّز إجراءاتها وستضاعف تدابيرَها من أجل الحفاظ على أمن المخيّم، وهي ستقوم بواجباتها تجاه الدولة اللبنانية لجهة تسليم المطلوبين، ولكن في المقابل طالبَ الوفد بحلّ ملف المطلوبين الفلسطينيين للقضاء اللبناني بجرائم إمّا سَقطت مع مرور الزمن وإمّا تجاوزَتها الظروف، وهم بحدود 90 مطلوباً، منهم مَن كان ضمن عداد الوفد الذي شاركَ في الاجتماع، بينهم أمير عصبة الأنصار الشيخ ابو طارق، وقائد القوّة الأمنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح. كما طالبَ الوفد بتسوية أوضاع نحو 50 فلسطينياً انتهت مدّة إقامتهم وباتوا مطلوبين للقضاء اللبناني لهذا السبب، وكذلك مساعدة مخيّم عين الحلوة بتحَمّل أعباء النازحين الفلسطينيين وتأمين مستلزمات حياتية لهم. ووعدَهم اللواء ابراهيم بالمساعدة، كاشفاً لهم أنّ الأمن العام سيُصدر العام المقبل قانوناً جديداً يتيح لهم حيازة جوازات سَفر جديدة وهويات مختلفة.

وعلمَت “الجمهورية” أنّ الاجتماع تناولَ أيضاً ملف مخيّم نهر البارد وإعادة إعماره، خصوصاً أنّ هناك 10 آلاف فلسطيني في عين الحلوة ينتظرون العودة إليه. وفي المعلومات كذلك من مصادر فلسطينية نافذة في المخيم أنّ العمل يجري لتسليم المطلوب شادي المولوي في مدّة لا تتعدّى نهاية الشهر الجاري.

السابق
«عاصفة الحزم» تتقدم.. إيران تتوتر
التالي
عظمة عصام بريدي وتفاهة ريمون جبارة