أين دور الاعتدال الشيعي في مواجهة تطرف إيران المذهبي؟

الاعتدال الشيعي

الاعتدال ثقافة وتنشئة وتربية، تتطلب جهداً ورعايةً وتوجيهاً وحضانةً، ومسار اجتماعي وثقافي وفكري وديني وسياسي.. تحت هذه الخطوط العريضة فقط نستطيع ان نتحدث عن الاعتدال كنهج ومسار..! كما أن الاعتدال يجب ان يتم غرسه عميقاً في وجدان الجمهور والمواطن والتابعين…! وإلا فإن الحديث عن الاعتدال كما المطالبة بالاعتدال لا يعتبر او يكون سوى محاولة سياسية للخروج من ازمة حالية، او العبور من ضائقة امنية مؤقتة ..

وهذا ينطبق أيضاً على التطرف، وإن صح انه وليد ممارسات ظالمة واحقاد موروثة وسياسات همجية وتسلط ديكتاتوري وكبت الحريات والفساد السياسي والاقتصادي، إلا ان أيضاً قد يصبح نتاج فكري له نهجه ومساره ويحظى بتربية كما يتمتع برعاية، ويسري بين الجمهور في كافة المجالات التي سبق ان اشرنا إليها وخاصة الديني منها…
من يزرع الريح يحصد العاصفة، هذه هي حقيقة الواقع في العالمين العربي والإسلامي اليوم والمسؤول عن هذه الموجة وهذا الواقع المؤلم هو الفريق الذي قام بتسميته بالاسم ودون مواربة وباعتراف اثار حفيظة البعض، الشيخ هاشمي رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران، والرئيس الإيراني الاسبق الذي انتقد شتم الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، وقال ان هذه التصرفات غير المسؤولة ادت الى ظهور الجماعات المتشددة مثل تنظيم “القاعدة” و”الدولة الاسلامية”….هذه الثقافة والممارسات والتربية الدينية ليست موجودة في ايران فقط بل في مختلف الدول العربية والإسلامية.. والمسؤول الاول عن تاجيجها وتنميتها وتطوير سلوكها والتحريض على نموها وتعاظم حضورها هو إيران وكافة القوى والأحزاب والتيارات الدينية التي نمت برعاية إيرانية..واستلهمت مسارها من حكام إيران وآياتها ومرجعياتها الدينية..
سنوات من الظلم والقهر والتسلط والإجرام في كلٍ من العراق وسوريا وإيران ولبنان، واخيراً في اليمن..؟ ولم يلحظ البعض ان هناك خطراً حقيقياً على الوحدة الإسلامية والاستقرار في العالم العربي والإسلامي.. تدخل إيران الوقح في مختلف الدول العربية والإسلامية، لم يلحظه البعض مطلقاً… ولكن عندما بدأ المشروع الفارسي يتهاوى بانكشاف أهدافه الحقيقية، وخرج النظام العربي الرسمي من عباءة التردد ليواجه هذا المشروع بقوة في اليمن حالياً.. أصبحت الوحدة الإسلامية في خطر..؟؟ عندما قاتل النظام العربي الرسمي إلى جانب الحشد الشيعي الشعبي في العراق ولا يزال..؟؟؟ هل كان النظام العربي الرسمي حينها وربما للآن مدركاً لواجباته حريصاً على وحدة الأمة…ولا يشكل تدخله العسكري إلى جانب قوى ومشروع فارسي مذهبي أي خطر على وحدة الأمة…؟؟ فلم ينتقد أي مرجعية سياسية او صحافية مؤيدة لإيران هذا التدخل..؟؟؟
الان فقط.. الخطر يحدق بهذه الأمة..؟؟؟ الصحيح هو أن الاعتدال ليس لباسأ نخلعه حين نريد ونرتديه حين نشاء…!!! إنه ثقافة وتربية..!! ومن يتحدث عن الاعتدال اليوم ولم يشر إليه في السابق، بل لم يطالب الجميع دون استثناء بان يكون نهجهم، إنما هو يمارس سياسة النفاق، بحيث يكون مع المشروع الإيراني وهو في حالة تقدم، ويحاول شراء المزيد من الوقت له وهو في حالة تراجع… لذلك لم نسمع من هذه القيادات أية مواقف ولا قرأنا لهذه الأقلام في السابق أية مطالعات، تتحدث عن خطأ ارتكب هنا أوهناك.. بل فقط عن أخطاء ترتكب في جانبٍ واحد..ومن قبل فريقٍ بعينه…التعاون على وأد الفتنة ضرور ومهم واساسي، ولكن ما هي مقدماته وأهم شروطه.. وهل من الممكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وألغاء بل محو ثقافة وتربية تم تدريسها وترسيخها في أذهان الناشئة منذ عام 1979…عام انتصار الخميني على شاه إيران… حتى لا نذهب في التاريخ ابعد من ذلك..! لذا بدايةً يجب وقف استعمال الشعارات الدينية في كافة الجبهات المفتوحة والامتناع عن إطلاق النعوت والأوصاف الدينية، والقتال تحت رايات دينية…واتهام الخصوم باتهامات دينية وتاريخية …؟ وعدم تدخل رجال الدين والمرجعيات الدينية في الشؤون السياسية والاقتصادية وغيرها…؟ والعمل على معالجة المشاكل التي تعاني منها الدول العربية وغير العربية سياسياً وإعطاء الشعوب حق تقرير مصيرها دون تدخل خارجي…؟
ما جرى ويجري في اليمن اليوم، كان رد طبيعي على ما جرى فيه منذ اشهر بل منذ سنوات..؟ وللخروج من ازمة اليمن كما ازمة سوريا والعراق وسائر الدول العربية والإسلامية وازمة العلاقة بين الأمة الإسلامية والطائفة الشيعية، هو في ان يتخذ الاعتدال الشيعي الحقيقي والفاعل على الساحة الشيعية دوره بشكل جدي، في مواجهة تطرف إيران المذهبي وادواتها المتطرفة في المنطقة..؟؟ بإدانته ورفضه والخروج عليه ومحاربته..؟ تماماً كما اخذت قيادات عربية وإسلامية دورها في مواجهة التطرف الإسلامي…؟؟ وإلا فإن الاصوات الشيعية التي تطالب بالاعتدال سواء كانت سياسية او دينية او صحفية وإعلامية.. إنما هي تعمل على شراء الوقت للمشروع الإيراني ليس إلا..؟

السابق
واشنطن مستعدة لتزويد طائرات «عاصفة الحزم» بالوقود في الجو
التالي
ساويرس يفاوض باسم يوسف في حلف ضد السيسي