عرسال تحاصر العابثين بأمنها وتنحاز إلى «الاستقرار مع الجوار»

عرسال

برز لـ”المستقبل” أمس الأحداث الميدانية المستجدة على ساحة عرسال مع انطلاق موجة خطف وخطف مضاد افتعلها عدد من المسلحين من بلدة قارة السورية من خلال إقدامهم على خطف المواطن حسين سيف الدين من بلدة حوش الرافقة أثناء قيامه بتوزيع مواد غذائية على بعض المحال التجارية في عرسال.

وبدت امس بلدة عرسال وفق “النهار” كأنها على مشارف “انتفاضة” اهلية على المجموعات المسلحة التي تختطف امن البلدة وتمعن فيها ترهيباً بممارسات الخطف والقتل والسرقة. واتخذت هذه الانتفاضة طابع مواجهة خطيرة بين الاهالي ومجموعات من النازحين السوريين المتعاونين مع المسلحين، الامر الذي يخشى معه ان تنفجر الاوضاع على نطاق واسع.

وبعدما نجحت الوساطات والاتصالات الهادفة إلى وأد الفتنة بين عرسال وجوارها في إطلاق ثلاثة من أبناء عرسال كان أقارب سيف الدين قد اختطفوهم للضغط باتجاه تحرير إبنهم، بادر أهالي عرسال وفق “المستقبل” إلى استلام زمام المبادرة وعمدوا تحت وطأة الانحياز إلى الاستقرار مع الجوار إلى احتجاز عدد من السوريين من أقارب خاطفي سيف الدين الموجودين في عرسال بغية الدفع باتجاه تحريره.

وعلمت “الأخبار” أن مسلحين من عائلتي عز الدين ونوح أقاموا حواجز داخل أحيائهم، بالقرب من مخيم النازحين، وخطفوا 23 سورياً من قارة غالبيتهم من عائلة وردة. وهدد الخاطفون بإحراق خيم النازحين إذا لم يطلق المخطوف سيف الدين “الموجود في منزل شخص من آل وردة في حي الحصن في عرسال” بحسب مصدر في عرسال.

وعلمت “المستقبل” أنّ مفاوضات بدأت قرابة الثالثة والنصف من بعد ظهر أمس بين فاعليات عرسال وممثلين عن الخاطفين من بلدة قارة السورية وسط تفاؤل بقرب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى إطلاق سراح سيف الدين في مقابل إقدام العراسلة على إطلاق المحتجزين لديهم من أقارب الخاطفين.

كتبت سعدى علوة في “السفير”: عرسال “تنتفض” على مستبيحي أمنها

.. رسمت عرسال أمس مشهداً طغى على ما عداه. بدا، للوهلة الأولى، وكأن البلدة التي استباح المسلحون أمنها، بعدما احتلوا جرودها، قد انتفضت على من تعاملت معهم كـ«ضيوف» ودفعت من أجلهم ثمناً باهظاً في علاقاتها مع الجوار، كما في الاقتصاد والأمن والسياسة، منذ اندلاع الأحداث في سوريا. دخلت عرسال، أمس، مرحلة جديدة بإقدام نحو سبعين مسلحاً من أبنائها على خطف نحو 35 سورياً من بلدة قارة السورية، رداً على إقدام أفراد من بلدة قارة على اختطاف حسين سيف الدين، ابن حوش الرافقة، من عرسال. ربما من المبكر وضع ما حصل، على أهميته، في إطار استرداد عرسال لقرارها وأمنها في مواجهة المسلحين، ولكن الأكيد أن ما قبل أمس لن يكون كما بعده في البلدة التي قفز أهلها، برد فعلهم، فوق الاصطفافات المذهبية. أرسلت البلدة أكثر من رسالة، الأولى إلى محيطها وترفض فيها النيل من أي فرد من أهلها وجوارها مهما كان انتماؤه. والثانية إلى القوى الأمنية وتطالبها فيها بدخول عرسال فعلياً والتمركز فيها والإمساك بأمنها. حتى لهجة رئيس بلدية عرسال علي الحجيري تغيرت. قال الرجل لـ«السفير» إنه «آن الأوان لتحييد عرسال وجوارها عما يحدث في سوريا، وليذهب من يريد القتال إلى هناك». وأكد ان لا حياة لعرسال ومحيطها من دون بعضهم البعض، مشددا على انه «لا يمكننا العيش منقطعين عن ابن اللبوة أو الهرمل أو غيرها من محيطنا، وأن عرسال كلها لن تسمح بأي حادث مشابه للخطف والقتل بعد اليوم»..

السابق
بيك المختارة المتقلّب: «النصرة» حليف ثابت
التالي
خليّة الأزمة: إجتماعات دورية للوصول الى الحل