كيف سترد ايران على «عاصفة الحزم»؟

ايران

بعد أن تُرك “اليمن السعيد” لمآسيه عقودا، ما الذي دفع دولا من مشرق العالم الاسلامي حتى مغربه، الى تشكيل تحالف إقليمي يشن غارات جوية عسكرية تقلب موازين القوى؟ وهل ستقتصر العملية العسكرية على الضربات الجوية أم أن التدخل البري وارد؟ وبذلك، هل تتحول “الحرب الاقليمية بالواسطة” هناك، الى حرب مباشرة؟

الاجابة على هذه الاسئلة، ليست منوطة فقط بمن قام بالفعل ( التحالف العشري )، بل أيضا برد فعل الجهة التي طالتها الغارات، والاطراف الاقليمية الداعمة لها ( إيران تحديدا)، والدولية التي كانت تحاول امساك العصا من المنتصف لحسابات أخرى (الولايات المتحدة).

الحوثيون قالوا “إن السعودية ستدفع الثمن” وقاموا باطلاق صواريخ باتجاه أراضيها. فيما إكتفت إيران، في رد فعلها الأولي، بالتنديد بالضربات، قائلة على لسان خارجيتها انها ستزيد الامور تعقيدا. أما الولايات المتحدة الاميركية، فقد أعطت “مباركتها” للتحالف، وتم تشكيل خلية أزمة مشتركة تؤمن الدعم اللوجستي والاستخباري. وذلك على الرغم من أن الضربة تأتي في وقت تمر به المفاوضات النووية الايرانية في مرحلة حرجة، كثرت فيها التكهنات حول امكانية التوصل الى اتفاق، يُقال إن سيد البيت الابيض يدفع باتجاه اخراجه من عنق الزجاجة.

على الضفة الأخرى، تزامن إطلاق “الصواريخ الحوثية” على المملكة، مع انطلاق غواصات باكستانية باتجاه بحر العرب ومضيق هرمز. وذلك على وقع تصريحات لوزارة الدفاع الباكستانية قالت فيها، إن أي اعتداء على السعودية، هو بمثابة الاعتداء على باكستان. وفي موازاة ذلك، كانت السفن الحربية المصرية بدورها، تقطع قناة السويس، متجهة الى خليج عدن. بعد أن أبدت مصر استعدادها لارسال قوات برية اذا تطلب الامر.

تفاعلات الضربات الجوية اذا بدأت، وبقوة، منذ اليوم الأول. من التدخل الباكستاني والمصري المباشر، الى المواقف العلنية الداعمة لعملية “عاصفة الحزم”. وقد يكون أبرزها الموقف التركي المؤيد للعملية، والذي طالب الحوثيين ومن أسماهم ب”داعميهم الأجانب” بالكف عن التصرفات التي تهدد الامن والسلام في المنطقة، بحسب بيان صدر عن الخارجية التركية، أعلنت فيه أن الرياض أطلعت أنقرة مسبقا على الأمر.

هذه المواقف الآنفة الذكر، تشكل على الارجح رسالة قوية اللهجة، إن لم نقل إنذارا، الى إيران للدفع باتجاه العودة الى طاولة الحوار. فكيف ستقرأ طهران الرسالة؟ وهل يعود الحوثيون وحلفاؤهم، بعد أن انقلبت موازين القوى على الأرض لغير صالحهم، إلى طاولة حوار رفضوها عندما كانوا في موقع أقوى؟

الاجابة على هذا السؤال في باطن الأيام المقبلة. ومعها تتحدد ملامح المرحلة: إما العودة الى “حرب الواسطة” التي أشرنا اليها بداية، أو التحول الى حرب إقليمية مباشرة قد تشعل المنطقة كلها. ما ليس بالامكان العودة اليه على ما يبدو، هو “ترك الحبل على غاربه” أمام تمدد النفوذ الايراني. نفوذ قد تكون الولايات المتحدة الاميركية قد غضت الطرف عنه لحساباتها الخاصة، إلا أنه أزعج الدول الإقليمية ( وعلى رأسها المملكة العربية السعودية). ما “أخرجها عن طورها” ودفع بها الى تشكيل “تحالف سُنّي دولي”، يقف بمواجهة نفوذ “هلال شيعي” حذر منه ملك الاردن قبل عقد من الزمن.

إذا، القصة تبدأ من اليمن وواقعه المثخن بالجراح، وقد لا تنتهي الا بالتوافق على تقاسم نفوذ في منطقة الشرق الأوسط. منطقة أعلنت أميركا صراحة عن نيتها الانسحاب جزئيا منها جراء استدارتها الباسيفيكية المزمعة، ما أسال لعاب بعض القوى الاقليمية، والكثير من الدماء.

المصدر: مدونة جمانة نمّور

السابق
مسؤولة أميركية ستشرف على الانتخابات في نيجيريا
التالي
المعجزة الوحيدة: إيران وحّدت مليار سنيّ… ضدّها