2284 سعودياً بصفوف «داعش» كقنابل موقوتة

كشفت وزارة الداخلية السعودية أن عدد السعوديين الذين يقاتلون مع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، في العراق وسورية، بلغ 2284 سعودياً، عاد منهم 645 إلى البلاد.

وكشف المتحدث الرسمي في وزراة الداخلية اللواء منصور التركي، أن الوزارة لا تملك أدلة كافية للتحقق من مصداقية مقتل سعوديين في مناطق الصراعات، وقال:”وزارة الداخلية تتابع ما يتم الإبلاغ عنه، أو تداوله عن مقتل سعوديين في الدول التي تشهد صراعات”.

وأكد اللواء التركي الذي كان يعلّق على أنباء ترددت عن مقتل السعودي محمد النوفل في سورية، على الرغم من أنه كان مبتعثا لدراسة الهندسة الكهربائية في الولايات المتحدة العام الماضي، على أنهم لا يملكون أدلة كافية تؤكد الخبر.

وكان الشقيق الأكبر للنوفل كشف أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من خارج السعودية، يؤكد له خبر وفاة شقيقه أبوحمزة البالغ من العمر 28 عاماً وهو متزوج، ولديه طفل عمره 10 أشهر، ولم يعطه المتصل أية تفاصيل إضافية عن طريقة التحاق شقيقة بالجماعات المتطرفة في سورية.

وكانت تقارير غير رسمية ذكرت أن عدد السعوديين الموجودين في العراق وسورية، يتجاوز العشرة آلاف مقاتل، غير أن بيان الداخلية أكد على أنهم لا يتجاوزون 2284 مقاتلاً فقط.

تضخيم العدد

من جهته، أكد رئيس حملة السكينة عبد المنعم المشوح، أن “تضخيم “داعش” وغيره لأعداد السعوديين بين صفوفهم، نوع من الحرب الإعلامية لمحاولة جرّ الكثير من الشباب والتغرير بهم”.

وشدد رئيس الحملة التي تهتم بمحاربة فكر التطرف والعنف، على أن السعوديين في داعش أقل بكثير مما يُعتقد، ويقول:”أكثر المنضمين لداعش هم من تونس والمغرب، وحتى القادمين من أوروبا عددهم أكبر من أعداد السعوديين”، مضيفاً “السعوديون المقاتلون مع داعش غير مؤثرين وليسوا قادة أو مخططين، أعدادهم قليلة جداً ولا تقارن بالأعداد التي انضمت إلى القاعدة، أو التي ذهبت للقتال مع بداية الأزمة في سورية”.

وكان أحد المنشقين عن “داعش” من الذين عادوا من سورية، قال في حوار بثه التلفزيون السعودي الرسمي، إن السعوديين الموجودين في الرقة في سورية، ولا يشاركون في عمليات القتال داخل التنظيم، وإنما يتم إعدادهم من قبل التنظيم، حتى يصبحوا قنابل موقوتة لتنفيذ عمليات انتحارية فيما بعد، داخل السعودية بعد عودتهم إليها”.

وكان تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” قد نشر يوم الثلاثاء الماضي، تسجيل فيديو لمحاضرة يلقيها أحد قادته، يدعو فيها أنصار التنظيم والمتعاطفين معه في السعودية، إلى (البراءة) من أهلهم وذويهم، ومن ثم قتلهم قبل الانضمام لصفوف التنظيم، معتبراً أن هذا العمل (يقوّم الدين).

كما تضمنت المحاضرة التي لم يكشف عن هوية من ألقاها، تحريضاً صريحاً على قتل الأقارب والأهل بدعوى “المعروف والنصرة، وتطبيقاً لشريعة الولاء والبراء”، ونقلا عن صحف سعودية، قال المتحدث: “إلى الإخوة في جزيرة العرب ممن حبسهم العذر، تبرؤوا من أقرب الناس إليكم، فذلك هو المعروف والأقربون أولى به، تبرأ من والدك وأخيك وعمك، فأعظم المعروف الولاء والبراء، وإن كان أحدهم يعمل في السلك العسكري فتبرأ منه أولاً واقتله ثانياً، وحرض من تعرف على البراء والقتل”. وأضاف “بهذا العمل يقوم الدين، إن رأيت أحداً يود النفير قل له لا تنفر، اقتل جنديين أولاً ثم انضم إلى صفوف التنظيم”.

وانتقد عدد من المختصين الخطاب التحريضي الذي انتهجه “داعش”، معتبرين أنه أسلوب إجرامي من الدرجة الأولى. ويقول أستاذ علم الاجتماع الدكتور محمد المشوح لـ “العربي الجديد” إن “الطريقة التي أنتهجها إرهابيو داعش وصلت لأقصى درجات الأجرام”، مضيفاً “وصل إرهابيو داعش إلى أقصى درجات الإرهاب، الدعوة لقتل الأب والأم والأخوة هو أكبر دليل على كم الإجرام الذي في قلوبهم، وهم ينسفون كل الأحاديث والآيات التي تحض على الرفق بالوالدين والأقرباء”، معتبراً أن “أي تنظيم أجرامي لم يصل لهذا المستوى من الانحطاط والإجرام”.

من جهته، اعتبر المختص في الجماعات الإرهابية الدكتور راشد الشمراني، أن “داعش” يقدم رؤية غريبة وغير مسبوقة لمبدأ الولاء والبراء، بدرجة غلو غير معقولة. ويقول لـ “العربي الجديد” :”بات داعش يدعو للبراءة من الأب والأم والعائلة، لهذا لا نستغرب عندما يسعون لقتل رجال الأمن، لأن إجرامهم يتجاوز العائلة، وللأسف هناك حمقى مغرر بهم ينفذون ما يقوله التنظيم لهم”.

ويضيف”أغلب من يُغرر بهم من صغار السن الذين يسهل غسل أدمغتهم، ولهذا من المنطق أن يتساءلوا لماذا لا يقوم كبار قادة التنظيم بقتل عائلاتهم أولا؟ للأسف لا ينفذ عملياتهم القذرة سوى صغار السن الذين تحولوا، بفضل هذا الخطاب التكفيري الذي تجاوز القيم الدينية والشرعية لآلة تدمير”.

وتعاقب السعودية كل من يتم القبض عليه وهو يقاتل مع الجماعات التكفيرية في أي مكان، بالسجن من 3 سنوات إلى 20 سنة. وبناء على أمر ملكي أصدره العاهل السعودي العام الماضي، باتت المشاركة في أعمال قتالية خارج السعودية جريمة كبرى يعاقب عليها القانون، وحتى الانتماء للتيارات أو الجماعات سواء كانت دينية أو فكرية متطرفة، أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو تأييدها أو تبني فكرها أو منهجها بأي صورة كانت.

وشمل الأمر الملكي تجريم كل من يفصح عن التعاطف مع الجماعات والتيارات المتشددة بأي وسيلة كانت، أو تقديم أي من أشكال الدعم المادي أو المعنوي لها، أو التحريض على شيء من ذلك أو التشجيع عليه أو الترويج له بالقول أو الكتابة بأية طريقة.

السابق
بالصورة: هذا هو حبيب كريستينا صوايا
التالي
النظر الى الشمس وقت الكسوف يؤدي إلى تلف في العين