تحرّكان أممي وأوروبي نحو الأزمة الرئاسية،الجولة الثامنة تُعيد تثبيت إطار الحوار

تيار المستقبل وحزب الله

كتبت “النهار” تقول : فيما تجاوز فريقا حوار عين التينة، “تيار المستقبل” و”حزب الله “، ما اعتبر اخطر المطبات التي واجهت هذا الحوار وعقدا مساء امس الجولة الثامنة منه برزت في افق الازمة الرئاسية طلائع تحركين اممي واوروبي اكتسبا دلالة مهمة في تزامنهما علما ان الاول يأخذ وجهة اقليمية والثاني ينحو في وجهة مسيحية داخلية.

في التحرك الاول، أفاد مراسل “النهار” في نيويورك علي بردى ان أعضاء مجلس الأمن يستعدون لإصدار بيان رئاسي جديد تأكيداً لإجماعهم على حماية استقرار لبنان ودعمه في مواجهة التهديد الذي يمثله “تفشي الوباء الإرهابي”، كما أعلن رئيس المجلس للشهر الجاري المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر، بينما أعلنت المنسقة الخاصة للمنظمة الدولية في لبنان سيغريد كاغ أنها ستزور قريباً السعودية وايران في إطار جهودها لكسر جمود العملية السياسية في لبنان. وجاء ذلك عقب جلسة مغلقة لأعضاء مجلس الأمن أول من أمس استمعوا خلالها الى احاطتين، الأولى من الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أدمون موليه وسيغريد كاغ عن التقرير الأحدث للأمين العام بان كي – مون الخاص بتنفيذ القرار 1701.

وعلمت “النهار”، أن مشروع البيان الرئاسي الذي تقترحه فرنسا يتسم بالشمول ويتألف من أكثر من أربع صفحات فولسكاب. ويتضمن سبعة عناوين رئيسية، يركز الأول على اهتمام مجلس الأمن بـ”استقرار الخط الأزرق” ويعبر عن “القلق العميق” من الحوادث الأخيرة في منطقة عمل “اليونيفيل”. ويلاحظ ثانياً أن “الفراغ الرئاسي” يؤدي الى “تقويض قدرة لبنان على التعامل مع التحديات” المحدقة به. ويضيف ثالثاً أن “أثر الأزمة السورية” يبعث على “قلق عميق” لانعكاسها على استقرار لبنان، مشدداً رابعاً على الترحيب بـ”الدور الحيوي” الذي يضطلع به الجيش اللبناني في مواجهة “التحديات الأمنية المستجدة” وفي مقدمها الإرهاب. ويرحب خامساً بتجديد التفويض الممنوح للمحكمة الخاصة بلبنان لوقف الإفلات من العقاب، لكنه يدعو الى دعم “السلطات القضائية والأمنية اللبنانية” في الوقت ذاته. وإذ يشيد سادساً باستضافة لبنان نحو 1,2 مليون من اللاجئين السوريين المسجلين، يطالب المجتمع الدولي بزيادة الدعم للبنان، معرباً سابعاً وأخيراً عن تقديره “عمل مجموعة الدعم الدولية للبنان”.

ورداً على سؤال لـ”النهار” عن رأيها في الدورين الايراني والسوري في لبنان، قالت كاغ: “كنت أخيراً في القاهرة حيث اجتمعت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي) ومسؤولين مصريين بالتحديد من أجل المناقشة والبحث عن فرص لتقديم المزيد من الدعم للبنان. ونتحدث في نيويورك مع العديد من الشركاء وأنا أتطلع الى زيارة قريبة لإيران وكذلك للسعودية لمواصلة هذا النقاش”. .

وفي سياق أممي آخر، ناشد المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتعليم العالمي رئيس الوزراء البريطاني السابق غوردون براون أمس المجتمع الدولي تقديم 163 مليون دولار بصورة عاجلة للبنان من أجل ادخال مئات الآلاف من الأطفال السوريين اللاجئين الى المدارس، مشيداً بموافقة الحكومة اللبنانية على انشاء نظام الدوامين في المدارس لهذه الغاية.

أما بالنسبة الى التحرك الاوروبي، فبرز مع جولة قامت بها رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان السفيرة أنجلينا إيخهورست في 17 و18 آذار الجاري على رؤساء الأحزاب المسيحية الرئيسية، رئيس حزب الكتائب الرئيس أمين الجميل، ورئيس تيار “المردة” النائب سليمان فرنجية، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ورئيس “التيار الوطني الحر” النائب العماد ميشال عون.

وناقشت السفيرة إيخهورست مع هؤلاء “ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، “حيث أنه بعد ثلاثة أيام، يكون قد مر 300 يوم على لبنان من دون رئيس”. وشددت على “أن منصب الرئيس مهم للكثير من الأسباب التي أفضل من يعرفها هو شعب لبنان”. وأضافت أن “الاتفاق على مرشح يمثل مصالح لبنان الداخلية والخارجية على السواء ويدافع عنها من شأنه أن يرسل إشارة مهمة من الوحدة والمسؤولية والسيادة والاستقلال”.

الجولة الثامنة
أما جولة الحوار الثامنة بين “المستقبل” و”حزب الله” التي انعقدت مساء في عين التينة فاستمرت زهاء أربع ساعات في حضور المعاون السياسي للامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن تيار المستقبل. كما حضر الوزير علي حسن خليل.
وبعد الجلسة صدر البيان الآتي: “أكد المجتمعون جدّية الحوار واستمراره، باعتباره ركيزة اساسية للحفاظ على استقرار لبنان وحمايته مما يجري في المنطقة.
واتفقوا على استمرار البحث في المواضيع المقررة بالزخم والاندفاع نفسهما اللذين سادا الجلسة الاولى”.
وأفادت المعلومات المتوافرة لدى “النهار” عن الجولة انها شهدت نقاشا مستفيضا للسجال الحاد الذي حصل بين الفريقين في الايام الاخيرة، وخصوصا عقب مؤتمر قوى 14 آذار، وتبادل ممثلو الفريقين اثارة نقاط ومواقف طرحت في السجالات، كما تبادلا الايضاحات والتبريرات لها. ولم تطرح في الجولة الثامنة مواضيع أخرى، فيما انتهى النقاش الى تأكيد الفريقين استمرارهما في الحوار. واتفق على عقد الجولة التاسعة في الثاني من نيسان المقبل.

السابق
مصادر لـ «الأنباء»: عون طلب دعم جنبلاط لتعيين قائد جديد للجيش
التالي
«حزب الله» ـ «المستقبل»: حماية الحوار