سهام موقف عون – جنبلاط الرئاسي تصيب الحوار المسيحي

ميشال عون وسمير جعجع

منذ منتصف كانون الثاني الماضي، يغوص فريقا الحوار في “التيار الوطني الحر” و”حزب القوات اللبنانية” في البحث عن قواسم مشتركة لسبعة عشر بندا هي مضمون ورقة النيات المفترض اعلانها في وقت قد لا يكون بعيدا بعدما تم الاتفاق على معظمها وباتت في مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عبر تبادل الاوراق بين الرابية ومعراب.

وعلمت “المركزية” ان البند الثامن عشر الذي اضيف الى ملفات الحوار المختلفة على الصعيد الوطني يتناول اعطاء الجنسية للمتحدرين من اصل لبناني وهو مشروع كان عرابه النائب نعمة الله ابي نصر منذ سنوات، الا انه لم يحظ بفرصة ابصار النور نسبة للتعقيدات السياسية والاعتبارات الطائفية التي تتحكم بهذا الملف، على رغم الحقوق المشروعة بالجنسية لمن هم من اصل لبناني بفعل رابط الدم، وكان مجلس الوزراء اقر في 12/12/2011 اقتراح قانون استعادة الجنسية اللبنانية للمتحدرين من اصل لبناني لكل شخص اذا كان هو موجودا او أحد أصوله لابيه او اقاربه لابيه حتى الدرجة الرابعة على الاراضي اللبنانية.

والموضوع ذاته حضر بقوة على طاولة مباحثات المؤسسة المارونية للانتشار الاثنين الماضي في بكركي فكان اجماع على اعتباره اولوية وضرورة وضع المشروع على جدول اعمال اول جلسة لمجلس الوزراء باعتباره يندرج ضمن “تشريع الضرورة” نسبة لاهميته على المستوى الوطني، وللغاية وجه رئيس المؤسسة الوزير السابق ميشال اده كتابا في هذا الشأن الى كل من عون وجعجع على ان يجول وفد من المؤسسة على القيادات المسيحية اولا من اجل خلق بيئة سياسية داعمة للمشروع تكفل اقراره في مجلس النواب.

واوضحت مصادر المعلومات لـ”المركزية” ان مسار الحوار اجتاز مراحل عدة وتراوح بين السرعة حينا والبطء احيانا وتجاوز الكثير من المطبات بفعل ارادة فريقي الحوار وقيادتيهما، واقترب راهنا من خواتيمه في ضوء الاجواء التفاؤلية المحيطة بالنقاش حول بنود ورقة “اعلان النيات”، غير انها تحدثت عن اجواء مستجدة غير مريحة سببها ما نقل من اصداء عن لقاء عون – جنبلاط وتحديدا لجهة الموقف السلبي المشترك من رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ما ترك اصداء سلبية في الاوساط القواتية واستغرابا واسعا لتزامن الموقف مع الحوار الذي شهد اندفاعة قوية في المرحلة الاخيرة يؤمل معها ان تتوج باعلان بيان النيات ولقاء الزعيمين المسيحيين ميشال عون وسمير جعجع، على رغم ان جهات سياسية متابعة تعتبر ان الحديث عن هذا اللقاء ما زال مبكرا وتربطه بالمرحلة الثانية من الحوار وما يجري خلالها من توافقات في شأن بند الاستحقاق الرئاسي.

في مطلق الاحوال، تذكر هذه الجهات ان اللقاء، ايا كان موعده فان اولى ثماره ستحصد على مستوى التقارب في الشارع المسيحي الضاغط على الرجلين من اجل حل ازمة الرئاسة الاولى علما ان مسار رئاسة الجمهورية في لبنان منذ نشأته حتى اليوم يوحي بغير ذلك.

السابق
من يسنّ القوانين لإزالة الحشرات والصراصير من خبز اللبنانيين؟
التالي
4 مخارج لتذليل عقدة التمديد لقادة الاجهزة الامنية