«كلور داعش» يؤخر تحرير تكريت

أحرزت القوات العراقية مدعومة بـ«الحشد الشعبي» ومقاتلي العشائر تقدما على عدة جبهات في العملية العسكرية التي تخوضها في تكريت، في ظل تقارير عن استخدام تنظيم «داعش» لمادة الكلور في العبوات التي يقوم بنصبها.

وبرز تطور آخر على المستوى الميداني، أمس، رفع من وتيرة التساؤلات حول مدى مصداقية الضربات الجوية لـ «التحالف الدولي»، حيث تزامنت هجمات تنظيم «داعش» على مدينة الرمادي في محافظة الأنبار مع استشهاد 22 جنديا عراقيا في ضربة شنتها طائرات «التحالف» على أحد مراكزه في المدينة، بينما استعاد التنظيم مناطق شرق الكرمة التي كان قد خسرها منذ ثلاثة أيام في المحافظة نفسها.
وتواصل الحكومة العراقية ضخ المزيد من الدعم للعملية العسكرية في تكريت، التي وصلها وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي معلناً أن المعركة ستكون «حاسمة» خلال الـ24 ساعة المقبلة، في حين عدد مصدر أمني في قيادة عمليات سامراء المراكز الأساسية التي تم طرد مسلحي «داعش» منها.
وأكد المصدر أن «القوات العراقية والحشد الشعبي سيطروا على الحي الصناعي وحي القادسية وساحة الاحتفالات وقيادة شرطة صلاح الدين الواقعة في الجانب الشمالي لمدينة تكريت.. وسيطروا أيضا على مستشفى تكريت التعليمي والعوجة الجديدة في الجانب الجنوبي الشرقي للمدينة وحيي الديوم والهياكل في الجانب الغربي لتكريت».
من جانب آخر حصلت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) على مقاطع فيديو صورها جنود عراقيون توضح استخدام مسلحي تنظيم «داعش» لغاز الكلور في المعارك، كما أكدت الحكومة العراقية أن كميات صغيرة من الغاز استُخدمت في قنابل تم زرعها على جانب الطريق لاستهداف القوات العراقية أثناء محاولتها إخراج مسلحي التنظيم من تكريت.
وذكر العنصر في فريق تفكيك القنابل حيدر طاهر لـ«بي بي سي» أنه تم تفكيك عشرات القنابل التي تحتوي على غاز الكلور خلال معارك تكريت، وقال إن التنظيم «بدأ في استخدام الكلور في القنابل محلية الصنع التي يزرعها على جانب الطريق وهو ما يسبب التسمم لمن يستنشقه».
وليست هذه المرة الأولى التي يظهر فيها استخدام تنظيم «داعش» لهذه المادة السامة، فقد ذكر القائد العسكري العام لـ«جبهة النصرة» أبو همام السوري الذي قتل في غارة على منطقة إدلب، الأسبوع الماضي، في شريط مصور له، مشاهدته لعبوات كبيرة من الكلور كان التنظيم قد فخخ بها أحد المباني بعد انسحابه منها.
وأعلنت القوات العراقية أنها سوف تعتمد عملية تقدم بطيء داخل تكريت بسبب أعمال القنص والعبوات الناسفة، من دون التسرع في انجاز عمليات الاقتحام للمرحلة الأخيرة من استعادة المدينة.
وفي هذا السياق لفت العبيدي إلى أن القوات العراقية «شرعت في الصفحة الثانية» من الخطة، وقال: «الوقت حقيقة ليس مهما أمام الخسائر التي قد تتكبدها القوات، ونحن حريصون جدا على ان تكون خسائرنا أقل ما يمكن، والوقت بيدنا، نحن أصحاب المبادرة».
وفي إشارة منه إلى محاولات اللعب على الوتر المذهبي، أكد العبيدي مشاركة عشائر تكريت في المعارك، وقال: «ما لفت انتباهي وكان علامة ايجابية مفرحة، التقيت بعدد من المقاتلين، كان عددهم يتجاوز 250 هم جميعا من ابناء مدينة تكريت وكانوا ملتحمين مع اخوانهم من الحشد الشعبي من ابناء المحافظات الاخرى العراقية».
بدوره نوه رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي بهذه المسألة، وقال خلال خطاب في الجامعة التكنولوجية في بغداد إن «أفضل الانتصارات التي حققناها اليوم هو وحدتنا من أجل الوطن… ودحر الارهاب»، وأضاف مشيراً إلى معركة الموصل: «العالم ينتظر انتصاراتنا في صلاح الدين والأنبار ونينوى.. تحرير الموصل سيكون نهاية داعش التي صنعها البعض لإرهابنا …ورميها في مزبلة التاريخ ستكون على أيدي العراقيين».
وأشار العبادي إلى الجدل الدائر حول وجود المستشارين الإيرانيين في تكريت، وتصريحات أحد مستشاري الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤكداً أن «الإنجازات المتحققة في المحافظات المحررة هي صناعة عراقية رغم وجود مستشارين من عدد من الدول»، مبدياً رفضه، «لأي تدخل في الشؤون الداخلية للبلد أو التجاوز على سيادته».
وشدد العبادي على أن «قوات الحشد الشعبي أصبحت جزءاً من منظومة الأمن الوطني والتي تعبر عن تلاحم المواطنين مع القوات الأمنية».
وكان تنظيم «داعش» قد شن هجوما كبيراً على مدينة الرمادي، أمس الأول، شمل تفجير 13 عربة مفخخة، سبع منها على الأقل قادها انتحاريون، وتحقق السلطات الاسترالية في صحة معلومات عن كون مراهق استرالي، كان وُضع تحت الرقابة والغي جواز سفره هو أحد هؤلاء، ووصفته حسابات مؤيدة للتنظيم على مواقع التواصل الإجتماعي بـ «أبو عبدالله الاسترالي».
وبالتزامن مع الهجوم، أكد ضابط في الجيش العراقي أن 22 جنديا عراقيا استشهدوا في قصف لطائرة تابعة لـ «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة، على مقر شركة تابعة للجيش على مشارف مدينة الرمادي، في وقت أكد متحدث عسكري باسم التحالف إن طائراته شنت غارة جوية في المنطقة، لكنه ذكر أنها أصابت موقعا يسيطر عليه مقاتلو تنظيم «داعش».

السابق
لجنة الرقابة مرَّت بتوزيع للكوتا السياسية
التالي
بوادر انفراج سعودي ـ إيراني: الترجمة في لبنان أولاً؟