البنزين يرتفع… ولا أحد ينتبه

بدأت صفيحة البنزين بالإرتفاع تدريجياً في ظل إرتفاع برميل النفط عالمياً، لأسباب يعتقد الخبراء أنّها جيوسياسية وإقتصادية. وبدأ المواطن اللبناني يشعر بهذا الأمر دون معرفة السبب. مما يسببّ ثقلاً إضافياً على كاهله بعدما بدأ بالانتعاش قليلاً، ولكن الإنتعاش ممنوع في لبنان.

يبدو أنّ سعر البنزين بدأ يعود إلى سيرته الأولى، حيث تشعر أنّ في يوم الأربعاء من كل أسبوع يرتفع رويداً رويداً بخفّية مطلقة، علماً أن المواطن يشعر بتغيير ما بالأسعار ولكنّه لا يعرف السبب.

وعن سبب هذا الإرتفاع التدريجي لسعر صفيحة البنزين، إتصلنا بالصحافية الاقتصادية محاسن حلبي التي شرحت في حديث لـ «جنوبية» عن سبب عودة إرتفاع أسعار المحروقات: «إنعكس إنخفاض أسعار النفط عالمياً والذي تجاوز نسبة الـ35 بالمئة على مدار ستّة أشهر على السوق المحروقات اللبناني، وبطبيعة الحال المستفيد الأول كان المواطن اللبناني». وعلّلت حلبي الأسباب التي تقف وراء هذا التراجع إلى جيوسياسية، وإقتصادية ، أبرزها على سبيل المثال لا الحصر ووفقاً لأهميتها، «تباطؤ في نمو الإقتصاد الأوروبي الذي وصل إلى درجة الجمود، وانخفاض نسبة النمو في الصين إلى حوالى الـ7 بالمئة، وتعتبر هذه الدولة من أهم البلدان المستوردة للنفط الخام».

وتضيف حلبي: «حال الصين إنتقل إلى حلفائها في دول البريكس، فزيادة إنتاج النفط الصخري من قبل الولايات المتحدة الأميركية،  ورفض دول أوبك تخفيض إنتاجها، ويرجع الخبراء هذا الرفض إلى أنّه سبب جيوسياسي بهدف الضغط الإقتصادي على كل من روسيا وإيران وفنزويلا، وهذه الدول الثلاث هي منتجة للنفط، وهي غير منضوية في منظمة أوبك. ويعتبر النفط الخام من أهم صادراتها، وبالتالي فإن أي هبوط بأسعار النفط الخام سيؤثر بالطبع على المردود الخاص بها».

وتزيد حلبي: «لا يترجم هذا الانخفاض بشكل فوري على أسعار المحروقات في لبنان، والسبب في ذلك وزارة الطاقة التي تجري عملياتها الحسابية لأسعار المشتقات النفطية داخلياً بالإعتماد على معدّل الأسعار العالمية في آخر أربعة أسابيع، وبهذه الطريقة لن يكون التراجع كبير داخلياً إلا بشكل تدريجي. فمثلاً إذا تراجعت أسعار النفط عالمياً 20 بالمئة لن تتراجع أسعار المشتقات النفطية داخلياً بنفس النسبة، بل ستتراجع 4 إلى 6 بالمئة تقريباً».

وتشرح حلبي: «السياسة نفسها تعتمد إذا ارتفعت أسعار النفط عالمياً، فمثلاً مع معاودة ارتفاع سعر برميل نفط برنت من 46 دولار إلى حوالى 63 دولار شهدنا ارتفاعاً تدريجياً لكل من سعر صفيحتي المازوت والبنزين، وصل إلى قرابة الـ3000 ل.ل».

وهنا أسعار صفيحة البنزين خلال الأسابيع الأخيرة: في 25 شباط 2015 ارتفع سعر صفيحة البنزين 700 ليرة لبنانية من النوعين 98 و95 أوكتان. فأصبحت الصفيحة بنزين 98 أوكتان 23700 ليرة لبنانية، و95 أوكتان 23100 ليرة لبنانية. وكان سعر برميل النفط الخام البرنت الأميركي يتراوح بين 58 و60 دولاراً أميركياً قابلاً للارتفاع وبالتالي ارتفاع صفيحة البنزين من جديد. وفي 4 آذار 2015 ارتفع سعر الصفيحة بمعدل 800 ليرة لبنانية من النوعين 98 و95 أوكتان. لتصبح سعر الصفيحة على الشكل التالي: بنزين 98 أوكتان 24500 ليرة لبنانية، و95 أوكتان 23900 ليرة لبنانية. علماً أن برميل النفط الخام البرنت الأميركي يتراوح بين 60 و62 دولاراً أميركياً في هذا اليوم.

وفي ويوم الأربعاء الماضي ارتفع سعر البنزين 500 ليرة لبنانية من النوعين 98 و95 أوكتان. لتصبح سعر الصفيحة 98 أوكتان 22200 ليرة لبنانية، و95 أوكتان 21600 ليرة لبنانية. ومن المتوقع أن يستمر الإرتفاع الأسبوع المقبل بالمعدل ذاته وخصوصاً أن سعر برميل النفط الخام البرنت الأميركي يتراوح بين 57 و58 دولاراً أميركياً.

 

السابق
#حكيم_الجمهورية الرقم 1
التالي
الجامعة الأميركية افتتحت مركز تعزيز السياسات الصحية