مؤتمر ادارة النفايات المنزلية ومعالجتها في الحدث

افتتح مدير مختبر الابحاث للمواد والبيئة والتحفيز في الجامعة اللبنانية العميد تيسير حمية المؤتمر العلمي الثالث لمشروع “شبكة البحر الابيض المتوسط” عن “الادارة المستدامة للنفايات المنزلية الصلبة وطرق معالجتها”، في قاعة محاضرات المعهد في الحدث، برعاية عميد معهد الدكتوراه للعلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية البروفسور فواز العمر، وحضور منسقة المشروع من بلدية ديسيموبوتزو الإيطالية الدكتورة ماريا لورا فوديس، رئيس بلدية زبدين محمد قبيسي وممثلين للجهات المشاركة في المشروع من أساتذة الجامعة اللبنانية وبلدية حارة صيدا وشركة المقاولات والنفايات في الجنوب، وعبر السكايب اساتذة من جامعة كالياري في سردينيا ومسؤول العلاقات الخارجية في المشروع أونطونيو ميرا وأعضاء في المشروع من بلدية ديسيموبوتزو ومديرة المشروع في تونس الدكتورة فاطمة الطرابلسي وأعضاء في المشروع من الكلية العليا لمهندسي المعدات الريفية وبلدية مجاز الباب في تونس.

وأكد حمية في كلمته الإفتتاحية “أهمية هذا المشروع الذي يشارك فيه باحثون من لبنان وتونس وايطاليا، ويهتم بالارض والطبيعة والانسان عبر تعليم الناس طريقة معالجة النفايات بشكل سليم وكيفية التعامل مع مشكلتها والحفاظ على الطبيعة عبر منع أي تلوث للبيئة فيها”. وأوضح أن “دول البحر الأبيض المتوسط وخصوصا لبنان، تواجه الكثير من التحديات البيئية والصحية وسلامة الغذاء، مما ينعكس بشكل سلبي على صحة المواطنين ويساهم في كسر التوازن الطبيعي والبيئي ويهدد فعليا بتدمير ممنهج للتراب والهواء والمساحات الخضراء، ويشكل كارثة بشرية وبيئية لم يعرف الكون مثيلا لها عبر التاريخ، وذلك لسوء إدارة ملف النفايات بشكل عام والصلبة منها بشكل أخص وعدم إيلائه الأهمية الكافية التي ينبغي إعطاؤها له من السلطات المختصة”.

وقال: “هذا المشروع الذي يعنى بالإدارة المستدامة للنفايات المنزلية الصلبة وطرق معالجتها والمدعوم من الإتحاد الاوروبي ضمن برنامج (ENPI CBC MED) عبر مكتب الجوار والشراكة الاوروبي، يعتبر مشروعا من أهم المشاريع التي تهتم بتغيير سلوكيات الفرد والمجتمع لجهة كيفية التعامل النافع والناجح مع النفايات الصلبة وكيفية إدارتها والسبل العلمية للاستفادة منها عبر تدوير ما يمكن إعادة تدويره، والذي قد يصل إلى نسبة 45 بالمئة من مجمل النفايات التي ينتجها لبنان سنويا على سبيل المثال، والتي تتجاوز حاليا المليوني طن. أما النسبة الباقية والبالغة تقريبا ال 55 بالمئة والتي تتشكل من النفايات العضوية، فإن مشروعنا يعرض لطريقة علمية حديثة ومتطورة جدا تستعمل مبدأ التفكك الميكروحراري والذي ينتج الفحم البيولوجي مع صفر تلوث بيئي. ويمكن استخدام هذا الفحم البيولوجي الصديق للبيئة كسماد مفيد للتربة والأراضي الزراعية أو كمنتج فاعل للطاقة عبر الوسائل المعروفة عمليا من مفاعل حرارية أو مولدات مستخدمة في المرافق العامة”.

وأكد أن “هذا اللقاء العلمي الثالث لأعضاء وباحثي مشروع LANDCAREMED حول الإدارة المستدامة للنفايات المنزلية الصلبة يتزامن، كالعادة، مع الحاجة الملحة لوطننا لبنان للبدء بمعالجة فعلية لملف النفايات وتنفيذ استراتيجية مدروسة لوضع حد لهذه الكارثة البيئية، خصوصا أن جامعتنا الوطنية تذخر بوجود باحثين وأخصائيين متميزين ذوي كفاءة عالية قادرين على مساعدة الوزارات المعنية لإيجاد أفضل السبل والحلول لإدارة مستدامة للنفايات ولمعالجتها بشكل يساهم في حل جزء من مشاكل الطاقة التي يعاني منها بلدنا، مما يساهم في جعل لبنان في مصاف الدول المتقدمة بيئيا ويجعل فعلا من الشجرة الخالدة رمزا له”.

وتحدث عن “المؤتمرين السابقين اللذين عقدا برعاية معالي رئيس الجامعة اللبنانية بتاريخ 20 و21 تشرين الثاني 2014 الأول عن الادارة المستدامة للنفايات المنزلية الصلبة في لبنان في مجمع نبيه بري الثقافي في الرادار والثاني في الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية عن معالجة النفايات الريفية الصلبة – الجوانب العلمية ورسملتها، وشكلا مناسبة رائعة لالتقاء الخبرات وتوظيفها من أجل إيجاد أفضل الطرق والوسائل لإدارة ومعالجة مشاكل النفايات في لبنان. ويأتي انعقاد هذا المؤتمر اليوم بعد انقضاء عام كامل على البدء بتنفيذ هذا المشروع وقد قام الفريق الذي نديره في الجامعة اللبنانية بسلسلة محاضرات حول الطريقة المثلى التي يجب اتباعها لإدارة النفايات المنزلية عبر فرزها بدءا من المنزل بالتنسيق مع بلدية حارة صيدا المتمثلة بشخص رئيسها سميح الزين، وبالتنسيق كذلك مع المدارس الرسمية والأهلية الموجودة في حارة صيدا، حيث قام عدد من الأخصائيين في الجامعة اللبنانية بإلقاء عدد من المحاضرات لطلاب المدارس وسيقومون قريبا بلقاءات قريبة مع الأهالي من أجل تنفيذ باقي الخطة التي تفضي إلى تغيير الممارسات اليومية في إدارة النفايات الصلبة من أجل أن يكون المواطن شريكا أساسيا في إصلاح وحسن إدارة ملف النفايات المهمل منذ سنوات من ذوي الشأن. كما أن فريق الجامعة اللبنانية سوف يتواصل مع كل من بلديات كفرحتى وكفربيت والمجيدل وكفرملكي من أجل تنظيم محاضرات هادفة لتوعية المواطنين والمزارعين وضرورة فرز النفايات المنزلية والزراعية ومعالجتها في المرحلة اللاحقة. كذلك سيقوم فريقنا بالتواصل مع بعض المدارس الرسمية والخاصة في بيروت وضواحيها من أجل القيام بمحاضرات توعية للطلاب في هذا المجال، ذاك لأن الطلاب يشكلون العصب الأساس في تطبيق فرز النفايات في المنازل”.

أضاف: “من جهة أخرى، بادر بعض الباحثين في فريقنا المعني بهذا المشروع بإعطاء محاضرات لطلاب الجامعة اللبنانية، نظرا لما في ذلك من أهمية قصوى على صعيد النظام التعليمي، الذي يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات البيئية للأفراد المهتمين بالبيئية وقضاياها. ولا شك أن للجامعة اللبنانية دورا كبيرا بالمساهمة بحل هذه المعضلة التي تحطم بيئتنا وجمال وطننا، عبر دعم الأبحاث العلمية الهادفة إلى إيجاد حلول لمشاكل المجتمع والتأسيس لهيكليات جديدة للبحث العلمي في لبنان ودعم المشاريع المشتركة مع دول حوض البحر الأبيض المتوسط ودول الإتحاد الأوروبي”.

وختم حمية بتوجيه الشكر لعميد معهد الدكتوراه للعلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية لاستضافته المؤتمر “ولجميع المشاركين في هذه التظاهرة البيئية والعلمية، من لبنان وإيطاليا وتونس وللاتحاد الأوروبي الذي يدعم لبنان عبر تمويل الكثير من المشاريع الإنمائية والبيئية في لبنان”.

وتوالت جلسات العمل بعد ذلك عبر محاضرات ومداخلات لكل المشاركين في المشروع والأخصائيين من الجامعة اللبنانية وجامعة كالياري الإيطالية وكلية الهندسة التونسية وبلديات ديسيوبوتزو الإيطالية ومجاز الباب التونسية وحارة صيدا وزبدين.

السابق
الصدر يطالب بجمع تواقيع مليونية لاستنكار زيارة السفير الاميركي لمرقد الإمام علي
التالي
مصر: القوات المشتركة والحل السياسي