مهدي مقلد: مشروع بطل لاستعادة أمجاد لبنان برفع الأثقال

«سأكرر أمجاد وإنجازات الأبطال جدي الراحل أحمد، وعمي الراحل خالد، والدي حسنين، التي حققوها في بطولات لبنان والعرب وآسيا، كذلك، سأسعى للتفوق عليها وتجديد مسيرة آل مقلد في عالم رفع الأثقال».

بهذه الكلمات، أطل البطل الواعد مهدي حسنين مقلد، ابن السنوات العشر، الذي يظهر خلال حديثه أنه في عز الشباب، ويضيف: «عندما شجعني والدي على ممارسة رياضة رفع الأثقال، شعرت بأنني مؤهل لخوض التحدي، فهذه الرياضة ليس بالسهل على أي كان ممارستها، نظراً لما تتطلبه من قوة إرادة وصبر وتدريبات شاقة، بعكس الرياضات الأخرى ككرة القدم وكرة السلة مثلاً، وأحلم منذ الآن بأن أعلق على صدري المزيد من الميداليات المحلية والعربية والآسيوية، وصولاً إلى العالمية والأولمبية، عندما أبلع الـ 17 من عمري، فطريق البطولات بالنسبة لي بدأ منذ الآن».

كلام أكبر من عمره

قد يكون كلام ابن السنوات العشر اكبر من عمره بكثير، ويخال للوهلة الأولى أن والده هو من لقنه إياه لكي يقوله، لكن إصرار مهدي السير على طريق رفع الأثقال بثقة ملؤها التحدي للوصول إلى منصات التتويج، جعل كلامه أمراً واقعاً وصادراً من ذاته، ويقول: «كل رفاقي في المدرسة يمارسون كرة القدم وكرة السلة، وعندما عرفوا أنني مولع برفع الأثقال تفاجأوا وقالوا لي (شو هاللعبة التعبانة هيدي، شو يعني رفع الأثقال، بدنا نصير متل رونالدو وميسي)، وكلاهم الساخر هذا منحني المزيد من قوة التحدي وجعلني أزداد إصراراً على السير في طريقي الصعب، وأنا مصمم على أن أرد عليهم عندما أصعد على منصات التتويج، بينما هم سيبقون يحلمون في الهواء».

ظاهرة لبنانية وعربية

ويشكل مهدي ظاهرة في عالم رياضة رفع الأثقال التي بدأ بممارستها قبل سنوات، إذ لم يسبق لأي لبناني أو عربي أن مارسها في مثل هذا العمر، بعكس الدول الأوروبية والأميركية التي تبدأ في تأهيل لاعبيها في سن مبكرة.
يقول رئيس «الاتحاد اللبناني لرفع الأثقال» سهيل القيسي: «بداية استعادة اللعبة لأمجادها ستنطلق عبر مهدي، ونحن ندعو الأهل إلى حث أطفالهم على ممارستها في سن مبكرة كما هو معمول به في أوروبا وأميركا، ونخضع مهدي لفحوصات متواصلة من قبل اختصاصيين رأوا فيه المواصفات الجسدية والعضلية المؤاتية لممارسة اللعبة إلى النمو الطبيعي الذي سيجعل من قوته تؤهله لتحقيق الأرقام والألقاب».

مواصفات مؤهلة

أما مدرب منتخب لبنان حسان القيسي، فيقول عن مهدي: «تحتاج اللعبة إلى مواهب في سن مبكرة لتأهيلها، وقد وجدنا في مهدي كل المواصفات التي تؤهله ليكون نجماً فوق العادة في عالم رفع الأثقال، ونحن نبذل قصارى جهودنا لمتابعته بشكل يومي مع فريق الاختصاصيين لأننا نرى فيه المستقبل الواعد للعبة».

يرفع أكثر من وزنه

من جهته، يعبر والد مهدي البطل حسنين (أمين السر في اتحاد رفع الأثقال»، عن سروره الكبير في تعلق مهدي باللعبة، ويقول: «لن أتكلم عن مهدي كوالد، بل كبطل وخبير برفع الأثقال. نعم أرى فيه منذ الآن البطل الذي سيعيد إلى اللعبة أمجادها، فابن السنوات العشر البالغ طوله 151 سم ووزنه 50 كلغ، يرفع أكثر من وزنه حالياً، وبرغم صعوبة مشواره نحو النجومية، إلا أنه يتحلى بإرادة التحدي والتصميم على فرض نفسه نجماً لامعاً. الاتحاد يضع كل إمكاناته الفنية والمادية بتصرف مهدي لتحقيق طموحاته، كذلك نبحث عن أطفال من عمره كي يشاركوه المنافسة، وستكون أول إطلالة دولية له قريباً في بطولات الفئات العمرية الآسيوية والعالمية».
في كل بلدان العالم المتقدمة رياضياً، تبدأ ممارسة الألعاب كافة في سن مبكرة وفق أصول علمية متبعة على أيدي مدربين واختصاصيين يستطيعون عبر تشريح العضلات اكتشاف قدرات كل لاعب على ممارسة اللعبة التي يريد، فهل نصل يوماً في لبنان إلى مثل هذه المعادلة التي توفر إضاعة الوقت والفرص على الأطفال؟

 

السابق
بالصورة: باتريسيا داغر تعلن طلاقها.. ولكن!
التالي
جيوسيبي مورابيتو : الكل قلق من الفراغ