«الزعيم» ميشال سليمان يحفر موقعه بين عون وجعجع

ميشال سليمان
لم ينزوِ ميشال سليمان، ليكتب مذكراته السياسية كما هي عادة الرؤساء السابقين. بل لا زال مصرّا على الخوض في العمل الوطني الى أبعد حدّ. وجديده أنّه جمع منذ أيام عددا من الوزراء للخروج بتشكيلة سياسية لمواجهة خطر الفراغ والتعطيل. فماذا جرى؟

رغم خروجه من قصر بعبدا في 25 أيار 2014، بعد ولاية كاملة، لم يتخلَّ رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان عن حركته التي كانت تظهر قوية خلال قيادته الجيش اللبناني، قبل الرئاسة، وظلّت واضحة بعد خروجه من قصر بعبدا وعودته إلى منزله في اليرزة.

فقد لفت الرئيس السابق نظر المتابعين إليه بقوة بعد انتهاء ولايته. هو الذي ترأس الجمهورية بعد توافق الطرفين الأساسيين في لبنان، أي 8 و14 آذار عليه في الدوحة بعد أحداث السابع من أيار 2008.

لفت النظر إليه كونه كان مرضيّا عنه من جانب قوى الثامن من آذار، بسبب تصريحاته الداعمة لخط المقاومة، الى ان فجّر في العام الأخير لولايته تصريحاته النارية ضدّ حزب الله، اعتراضاً على تدخّل حزب الله العسكري في الأزمة السورية. وقد سخر حينها من معادلة الجيش والشعب والمقاومة وسماها “المعادلة الخشبية”.

كما انتقد حركة حزب الله وتدّخله في الحرب السورية، ليتلاقى هنا مع قوى 14 آذار.

وما حمى “حركته السياسية” هو إعلانه أنّه يرفض طرح تمديد ولايته الرئاسية، ما حرّره من القيود التي ارتبط بها في مؤتمر الدوحة 2008، فأطلق، بعد انتهاء ولايته، العنان لمواقفه السياسية الخاصّة. الا ان ما يميّزه حاليا هو تحرّكه ونشاطه بُعيد خروجه من السلطة، وذلك من خلال لقاءاته وإطلالاته الاعلاميّة ومشاركاته في المنتديات العربية والعالمية، وآخرها كان منتدى الشارقة الذي انتقد عبره المرشح الرئاسي النائب ميشال عون وصهريه العميد شامل روكز والوزير جبران باسيل قائلا: “الرئيس الضعيف هو الذي يريد مصلحة أصهرته على حساب مصلحة الوطن”.

كما جمع عددا من الوزراء المحسوبين عليه في دارته في اليرزة، وهم نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، والوزراء بطرس حرب، وميشال فرعون، وسجعان قزي، وأليس شبطيني، وعبد المطلب حناوي والوزير السابق خليل الهراوي… ساعيّا من وراء ذلك الى تشكيل كتلة وزارية لا تزال تعمل باسمه في الحكم كاعتراض على تعطيل المنصب المسيحي الاول في الدولة اللبنانية. وحاول بذلك الإيحاء بأنّ المسيحيين ليسوا فقط ميشال عون وسمير جعجع. وهو الأمر الذي يعرف كثيرون أنّ الشارع المسيحي يتعطّش له. وقد تلاقى بذلك مع الرئيس السابق أمين الجمّيل الذي تواصل وإياه من اجل مزيد من التنسيق في سبيل الحفاظ على الموقع الأخير للمسيحيين في الشرق.

إلى ذلك معروف عن “أبي شربل” خدماته الكثيرة لمدينته العريقة جبيل. فقد أنجز شقيق صهره، أي شقيق زوج ابنته، زياد حوّاط،زياد حواط رئيس بلدية جبيل، مستشفى خدماتيا لمدينة جبيل، مسقط رأسه. وكان لحوّاط وسليمان اليد الطولى في إخراج مدينة جبيل إلى العالمية، مؤخّرا، وانتخابها في عدد من المهرجات كواحدة من أفضل المدن السياحية العربية في العام 2013، علما أنّها كانت أُدرجت على “لائحة التراث العالمي”.

إضافة لكونها مدينة السهر والفن والمهرجانات الدولية بفضل المجلس البلدي، الذي يرأسه حوّاط، افتتح بعد تسلّمه رئاسة بلديتها حديقة “بيبلوس بارك” النموذجية، ونال جائزة في “المسابقة الثانية للمدن المتوسطية”، وعمل على تأهيل واجهات سوق جبيل التجارية، كما اطلق مشروع “مجمع ميشال سليمان الرياضي” ومشروع “المجمع البلدي”. وبهذا العمل الجاد يكون للرئيس سليمان ولمن حوله يدا في التنمية بعيدا عن طلب السلطة والخدمات الشخصية. كما جعل سليمان من فريق كرة السلة الخاصّ بجبيل، “فريق عمشيت”، واحدا من أقوى الفرق في لبنان. وأنشأ “مدينة ميشال سليمان الرياضية” في جبيل على مساحة 25 ألف متر مربع، على أرض قدّمتها الرهبنة المارونية ببدل إيجار رمزيّ.

وبهذا يكون سليمان قد ربط الملف الانمائي مع الملف السياسي والوطني، مع الكتلة الوزارية والحركة السياسية، ليكون ميشال سليمان أحد أبرز الشخصيات السياسية في لبنان، ومرشّح ليكون زعيماً مسيحياً من الصفّ الأوّل، شعبيا وسياسيا، خلال المرحلة الآتية.

السابق
رغباتها الجنسيّة دفعتها الى طلب الطلاق
التالي
المرشد الأعلى لـ«جمهورية» الحزب الإشتراكي الدرزي