بكركي تُحذّر من ربط لبنان بالمحاور الإقليمية لقاء تشاوري وزاري

كتبت صحيفة “النهار” تقول : تبدأ العاصفة الثلجية “ويندي” التي كلّلت لبنان بالثلوج الكثيفة المصحوبة بصقيع قياسي بالانحسار اليوم، فيما ترتفع سخونة التحركات السياسية التي شهدت كثافة لافتة في اليومين الأخيرين وتمحورت على الدفع نحو انهاء أزمة آلية عمل مجلس الوزراء التي لا تزال تبدو على قدر غير قليل من التعقيدات بدليل الشكوك الماثلة في امكان معاودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء الاسبوع المقبل. لكن ذلك لم يحجب تصاعد المواقف البارزة المتصلة بالأزمة الرئاسية باعتبارها “أم الازمات” الداخلية.
واكتسب بيان مجلس المطارنة الموارنة الذي صدر أمس دلالة لجهة اصرار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على عقد اجتماع المجلس متأخراً عن موعده بسبب سفر الراعي الى الفاتيكان وتضمين البيان موقفاً جديداً متشدداً من ازمة الفراغ الرئاسي بما يعكس فحوى المواقف التي ابلغها الراعي لسائر المعنيين والوسطاء. وهو الامر الذي برز في اعتبار المجلس ان اي بحث في مخارج للازمة الحكومية “بعيداً من انتخاب رئيس للجمهورية ليس سوى اخذ للبلاد الى مستقبل مجهول”. لكن المجلس رحب في المقابل بجو الحوار القائم بين الافرقاء السياسيين “على ان يكون هدفه التوصل الى انتخاب رئيس للدولة”. ولعل الموقف اللافت الآخر برز في اعلان المجلس ان “ربط لبنان بالمحاور الاقليمية وانخراطه في ما يجري فيها من احداث انما ينمّان عن اختزال للبنان بخيارات لا تتوافق والميثاق الوطني في فهمه الاصيل”.
وتجدّد في هذه الأثناء الحوار الجاري بين “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” بلقاء عقده امس في معراب رئيس الحزب سمير جعجع والنائب ابرهيم كنعان موفداً من العماد ميشال عون في حضور النائبة ستريدا جعجع ورئيس جهاز الاعلام والتواصل في “القوات” ملحم رياشي. وعلم ان البحث تواصل في النقاط العالقة في مسودة “اعلان النيات” التي يتوقف على بتها وإنجازها تقرير الخطوة التالية في مسار هذا الحوار.
وأكد الرئيس سعد الحريري مجدداً ان مكافحة الارهاب “لا تكتمل الا بوجود رئيس جديد للجمهورية”، مضيفا انه “من المعيب الا يتم انتخاب رئيس”.
وليل أمس زار الحريري رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة في حضور وزير المال علي حسن خليل ومدير مكتب الحريري الاستاذ نادر الحريري وجرى عرض للأوضاع من مختلف جوانبها.
وفي أجواء “بيت الوسط” حيث تلاحقت اللقاءات أمس أيضاً، أن الرئيس الحريري “يؤكد اعتباره قوى 14 آذار حاجة وطنية أكثر من أي وقت مضى نظراً إلى أهمية التجربة اللبنانية في التعايش، وأنها لا تزال على موعد مع مستقبل لبنان، كما أنها مؤهلة لتكون نموذجا يوفر الحلول لأزمات دول المنطقة وشعوبها، وهو لذلك يبدي كل الاستعداد لتفعيلها ودفعها إلى الأمام”، على ما قال لـ”النهار” منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد الذي زار الحريري مع النائب السابق سمير فرنجية، وجمعتهم مائدة غداء.
وعلمت “النهار” أن أجواء “بيت الوسط” تشدد على أن “الوسيلة الصحيحة لضرب الإرهاب الذي يشكل عنوان المرحلة يكون بالاعتماد على الجيوش النظامية والشرعيات الوطنية والعربية والدولية، وليس من خلال الخروج على هذه الشرعيات الثلاث، واللجوء إلى قبائل وعشائر وتنظيمات مسلحة مذهبية، على غرار ما يدعو إليه الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تحت شعار قتال “داعش” لأنها تقود إلى نزاعات وحروب أهلية ومذهبية”.
لقاء تشاوري
في غضون ذلك، عقد امس للمرة الاولى اجتماع في منزل الرئيس ميشال سليمان ضمه والوزراء الثلاثة القريبين منه سمير مقبل وأليس شبطيني وعبد المطلب حناوي والوزير الكتائبي سجعان قزي والوزيرين المستقلين في 14 آذار بطرس حرب وميشال فرعون. وشكل الاجتماع انطلاقة للتنسيق بين وزراء الافرقاء الثلاثة بعدما سبق ذلك تشاور بين الرئيسين سليمان وامين الجميل والوزيرين حرب وفرعون على قاعدة “وحدة موقف المجتمعين لناحية عدم الوقوع في فخ التطبيع مع الفراغ الرئاسي والدفع في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية مطلقة”، كما ورد في بيان المجتمعين.
وعلمت “النهار” ان الاجتماع الوزاري اتخذ الطابع التشاوري في ضوء الحديث عن تغيير أو عدم تغيير آلية عمل مجلس الوزراء. وتركز البحث على العطل الدستوري نتيجة غياب رئيس الجمهورية مما ينتج عطلا في كل المؤسسات بما فيها الحكومة. وتوافق المجتمعون على أن المشكلة ليست في آلية عمل الحكومة بل في عدم وجود رئيس للجمهورية، والآلية الحالية على شوائبها تحفظ روح الدستور والميثاق، وإذا ما تغيّرت الآلية فلا شيء يضمن ان تتحسن إنتاجية الحكومة لأنه إذا كان هناك قرار بتعطيل الحكومة فلا ينفع معه قرار تغيير آلية عملها التي أثبتت في العام المنصرم من عمل الحكومة نجاعتها في معالجة كل المشكلات التي واجهتها والتي تواجهها الحكومات حتى في ظل وجود رؤساء الجمهورية. ورأى المجتمعون انهم يشعرون مع الرئيس سلام بأن هناك من يريد تعطيل عمل الحكومة مع الحرص على عدم إعطاء انطباع أن هناك سعياً لواقع بديل من رئيس الجمهورية. لذلك فمن الافضل إبقاء الامور على ما هي الآن. وخلال الاجتماع جرى اتصال بين الرئيس سليمان والرئيس الجميّل ليصدر بعد ذلك البيان الذي صدر على ان يكون هناك لقاء مماثل الاسبوع المقبل في منزل الرئيس الجميل مع الحرص على أن هناك انتماء لـ14 آذار على المستوى العام.
أبو فاعور
على صعيد آخر، برز تطور لافت مساء امس في مسار حملة وزير الصحة وائل ابو فاعور لإصلاح الواقع الاستشفائي من خلال اتخاذه اجراء ضد أحد اكبر المستشفيات في لبنان وهو مستشفى اوتيل ديو، اذ اوقف الوزير عقد الاستشفاء مع هذا المستشفى “لمخالفته بنود العقد ورفضه استقبال مريضة تحمل بطاقة اعاقة”. وأحدث الاجراء ضجة واسعة، فيما أشارت مصادر قريبة من الوزير ابو فاعور لـ”النهار” الى ان الاجراء اتخذ على إثر اخفاق الوزارة في حمل ادارة المستشفى على ادخال مريضة يتيمة تحمل بطاقة اعاقة وعمرها 27 عاماً على رغم التفاوض في شأنها أسبوعاً كاملاً، وقالت ان قيمة العقد بين الوزارة والمستشفى تبلغ مليارات الليرات سنوياً.

(النهار)

السابق
المجلس العدلي اصدر احكامه في فضية متفجرة عين علق
التالي
«داعش» و«النصرة» يحضّران لهجوم ما بعد الثلج