بعد عودة الحريري: تيار المستقبل يعزز حضوره

قاسم قصير

شكلت مشاركة الرئيس سعد الحريري في الذكرى السنوية العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري دافعا كبيرا لتيار المستقبل لتعزيز حضوره الشعبي والسياسي ولتوضيح مواقف التيار من كافة التطورات الداخلية والخارجية.

ومع ان المسؤولين في التيار لم يؤكدوا اذا كانت عودة الحريري الى لبنان ستكون مؤقتة او دائمة، فان حضوره الشخصي في الاحتفال ومشاركته في اللقاءات القيادية للتيار قد ساهم في تفعيل عمل مؤسسات التيار السياسية والنيابية والاعلامية واكد عدم وجود تيارات متصارعة داخل التيار وان جميع القيادات المستقبلية ملتزمة بالسقف الذي حدده سعد الحريري في الاحتفال.

وافادت مصادر مطلعة في التيار ل”الامان”: ان ما اعلنه الشيخ سعد الحريري في الاحتفال قد حسم موقف التيار من جميع التطورات واكد وحدة الموقف الداخلي وعدم صحة كل التكهنات التي تشير الى وجود تباينات داخل التيار حول الاوضاع السياسية.

فماهي دلالات مشاركة الشيخ سعد الحريري في احتفال تيار المستقبل ومواقفه التي اعلنها خلال الاحتفال؟ وما هو مستقبل التيار في المرحلة المقبلة؟

بداية ماهي دلالات مشاركة الشيخ سعد الحريري والمواقف التي اعلنها في احتفال تيار المستقبل في الذكرى العاشرة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري؟

تقول مصادر مطلعة في تيار المستقبل ل ” الامان”: ان الشيخ سعد الحريري يتابع اوضاع التيار بشكل دائم حتى لو لم يكن موجودا في لبنان وهو على صلة دائمة بقيادات التيار ويتابع اوضاعه التفصيلية ولكن حضوره الشخصي للاحتفال ومتابعته للاجتماعات القيادية تساهم في تعزيز العمل داخل التياروتحدد مواقفه الواضحة من مختلف التطورات وتؤكد عدم صحة كل ما يقال عن وجود تباينات او اختلافات داخل التيار.

وتضيف المصادر: لقد كانت مواقف الشيخ سعد الحريري واضحة من كل التطورات الداخلية والخارجية فهو في الوقت الذي اعلن فيه حرصه على الاستمرار في الحوار مع حزب الله لان الحوار حاجة اسلامية ويساهم في معالجة الاوضاع الداخلية ويخفف من الاحتقانات المذهبية، فان الحريري اكد رفض مشاركة الحزب في القتال في سوريا والاعتراض على سياسات الحزب ومواقفه من الاوضاع والتطورات في المختلفة.

مصادر مراقبة لاوضاع التيار تشير الى ان عودة الحريري ولو كانت مؤقتة فانها تساهم في اعادة لململة الاوضاع داخل التيار واعادة ضبط الجمهور الذي يبدي حالة من عدم الارتياح للحوار مع حزب الله ، كما ان الحريري يؤكد ان القرار والامر يعود اليه في تحديد مواقف التيار بعد ان برزت بعض المعلومات التي تشير الى وجود خلافات او تباينات من الحوار مع الحزب وان الرئيس فؤاد السنيورة مع بعض نواب وقيادات التيار غير موافقن على هذا الحوار.

لكن ماهو مستقبل تيار المستقبل على ضوء ما يجري في لبنان والمنطقة وبروز الاتجاهات المتطرفة واضطرار التيار لاتخاذ قرارات واضحة في مواجهة هذه التيارات ودعم الخطة الامنية في كل المنطقة اللبنانية؟

تقول المصادر المطلعة في تيار المستقبل ل” الامان” : ان تيار المستقبل وعلى لسان الشيخ سعد الحريري ومواقف كتلة المستقبل ونوابه ووزرائه ومسؤوليه قد حدد مواقفه الرافضة للتطرف والانحياز للاعتدال في الداخل والخارج وان القرار بقبول تجميد عضوية النائب خالد الضاهر في كتلة المستقبل يؤكد هذا الاتجاه والتيار سيستمر في دعم الخطط الامنية وسيدعم الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية التي تواجه كل اشكال التطرف والارهاب.

وتطمئن المصادر الى مستقبل التيار ودوره في المرحلة المقبلة وعدم صحة المعطيات التي تشير الى تراجع شعبيته وقوته في مختلف المناطق وان الاحتفال الحاشد في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري يؤكد هذا الحضور.

وعن علاقة التيار بقوى 14 اذار تقول المصادر: العلاقة جيدة ومستمرة وهناك ثوابت اساسية يلتزم بها الجميع دون ان يعني ذلك عدم وجود بعض التباينات والخلافات في بعض الملفات وان التحضيرات قائمة حاليا للتحضير لاحياء ذكرى 14 اذار المقبلة.

اذن فان اوساط المستقبل تبدو مطمئنة لاوضاعه الداخلية ولوضوح مواقفه ومواجهته للتطرف ولاستمرار الحوار مع حزب الله رغم الخلاف معه في المواقف، فهل سيحافظ التيار على هذا الزخم الشعبي والسياسي ، ام ان الامور اصبحت مرتبطة باستمرار وجود الشيخ سعد الحريري في بيروت وانه بعد مغادرته ستعود التباينات في المواقف ولذلك سيحرص الحريري على البقاء لاطول فترة ممكنة رغم المخاطر الامنية التي يواجهها في بعض الاحيان.

(الامان)

السابق
«اللبناني» يكتسح «القطري» ويتأهل الى تصفيات «كأس العرب»
التالي
لا أسباب سوسيولوجية للداعشية