وفي الثمانين: ميشال عون رئيساً

التيار الوطني الحر
لا بد من علاقة حميمة تجمع العماد ميشال عون بالرقم "8"، فقد تزوج عام 1968، وأصبح قائداً للجيش عام 1984، قم رئيساً للحكومة العسكرية عام 1988، نُفي إلى فرنسا في 28 آب، زيارته "التاريخية" إلى سوريا كانت عام 2008، وأيضاً، إنضوى تحت راية التحالف العريض لقوى 8 أذار !

تشبه علاقة العماد عون بالرقم “8” إلى حد كبير علاقة المعتصم بالله بالرقم عينه، فالمعتصم، أو الخليفة المثمّن، إرتبطت حياته الشخصية والسياسية بالرقم “8” على نحو لا يُصدّق، كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفي وهو ابن ثمانية واربعين عاماً !

هذا الأسبوع، إحتفل “الجنرال” باتمام عقده الثامن، أبرز المعايدين كان “صديقه” سمير جعجع عبر تغريدة لافتة في توقيتها ومضمونها، تبعه الرئيس سعد الحريري عبر مأدبة عشاء من طراز: “على شرف الفخامة”.

ميشال عون

اليوم الأول، بعد ثمانية عقود، كان حافلاً بالنسبة للعماد عون، فهو يشعر بالفعل أنه قاب قوسين أو أدنى من بعبدا، يتلمس كل الإشارات السياسية التي تجعله متفوقاً ومتقدماً بأشواط عن منافسيه. لقد بات يدرك بأنه يقف على عتبة حُلم رواده منذ نعومة أظافرة.

ففي غمار الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، والذي يرتكز إلى معادلة ربط النزاع وتخفيف الإحتقان المذهبي، تلقف العماد عون زمام المبادرة وراح يبعث برسائل إيجابية في كل الإتجاهات، هذه الرسائل ترتكز إلى قدرته الإستثنائية على ربط النزاع الداخلي وتدوير الزوايا الإقليمية والوصول إلى حياة سياسية طبيعية يحكمها، إلى حد بعيد، الدستور والمؤسسات.

كثيرة هي عواصم القرار التي باتت ترى أن ميشال عون هو ضرورة المرحلة، الموفد الفرنسي إلى لبنان جان فرانسوا جيرو تحدث عن رغبة فرنسية بوصول رئيس قوي يستطيع التعامل مع الأوضاع الدقيقة، السعودية، بدورها، تريد تحييد لبنان بالمطلق عن أي مغامرة قد تهدد وضعه الهش، فالفراغ الرئاسي، مضافاً إليه الشلل في عمل المؤسسات، يُشكل بداية الإنزلاق نحو المجهول، وبالتالي، لا بد من تدارك سريع للوضع الراهن يبدأ عبر إنتخاب رئيس جديد قادر على تأمين الحد الأدنى من الإستقرار السياسي والأمني، وهنا تماماً يرد إسم العماد عون.

وبالعودة إلى المعتصم، يقال بأن أبرز ما ميّز حياته السياسية وتجربته الناجعة، كان نجاحه في الحد من المنافسة الشديدة بين العرب والفرس داخل صفوف الجيش والحكومة آنذاك، وهو الدور المطلوب حالياً من أي رئيس جمهورية جديد في لبنان، وتحديداً من العماد عون، لإخراجه من حالة الإنهيار عبر محاولة تحييده عن مسار الصراعات الإقليمية والدولية، لا سيما عن مسار الصراع السني – الشيعي الذي يلتهم، أو يكاد، المنطقة برمتها.

“ميشال عون يهرول نحو قصر بعبدا”، يقول صديقي مُعلقاً، ويضيف: “لا علاقة للرقم “8” ولا للمعتصم بالله, إبحث عن المصالح, مصالحٌ ستجعل ميشال عون رئيسأ .. وإن في عقده الثامن”!

السابق
انفجار سيارة مفخخة استهدفت فندقا بالقرب من القصر الرئاسي في مقديشيو
التالي
اجتماع عند سليمان ضم مقبل و5 وزراء: للتواصل مع سلام والدفع لانتخاب رئيس