سعد الحريري باقٍ في بيروت.. على رأس المعركة

يبدو أنّ الرئيس سعد الحريري باقٍ في بيروت هذه المرّة ولن يغادر كما فعل في المرّة الفائتة. عاد وبات مؤكّداً، كما يقول عارفوه الذين التقوه أكثر من مرّة خلال الأيام الماضية، أنّ مقرّ إقامته السياسية بات في بيروت، وليس في باريس ولا الرياض.

يبدو أنّ الرئيس سعد الحريري باقٍ في بيروت هذه المرّة ولن يغادر كما فعل في المرّة الفائتة. وإذا صحّ هذا الخبر فإنّه سيكون مقدّمة لتغيير كبير في السياسة السعودية، مترافق مع التغيير في رأس السلطة السعودية وفي أركان نظام الحكم في المملكة.

هذا القرار لا يحتاج إلى تأكيد، ولا يحتمل النفي. فالحريري قد “عاد” قبل أشهر إلى بيورت، في “مهمّة سياسية محدّدة”، هي تقديم هبة مليار دولار عاجلة إلى القوى الأمنية اللبنانية، لوقف تقهقر الجيش اللبناني أمام هجمات “داعش” و”جبهة النصرة” في البقاع. كانت يومها مهمّة “كوماندوس” سياسية ووطنية.

أما اليوم فقد عاد إلى الحياة السياسية اللبنانية، وليس إلى بيروت فقط، وهذه المرّة من وسط بيروت، في البيال، وفي ذكرى سياسية، ومن خلال خطاب مدّته 45 دقيقة، أدخله إلى نادي “الخطباء” الذين يقفون على المنبر لساعة وأكثر. وهو نادٍ ضيّق في بيروت، لا يتعدّى عدد أعضاؤه أصابع يد واحدة، وأبرزهم الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، ورئيس الوزراء السابق رئيس كتلة “المستقبل” النيابية فؤاد السنيورة.

عاد وبات مؤكّداً، كما يقول عارفوه الذين التقوه أكثر من مرّة خلال الأيام الماضية، أنّ مقرّ إقامته السياسية بات في بيروت.

لكن هل سيكون “جسدياً” موجوداً في بيروت لسبعة أيّام في الأسبوع، 24 ساعة يومياً؟

الإجابة هي التالية: بات مقيماً سياسياً في بيروت. لكنّ “حضوره” الجسدي رهن بالمحاذير والمعطيات والأخطار الأمنية، وبشبكة أعماله الجديدة. هو الخارج من أزمة مالية امتدّت لخمس سنوات تقريباً، والذي يعيد هيكلية بعض شركاته الأساسية، ويديرها بشكل شخصيّ ويوميّ ومباشر. وهذا يحتاج منه إلى الكثير من الأسفار والتنقّلات بين العواصم.

الأكيد أنّ بيروت باتت هي مقرّ إقامته السياسية، وليس باريس ولا الرياض. وسقف خطابه السياسي العالي في البيال ألزم نصر الله بإطلالة مفاجئة اليوم للردّ عليه.

كما أنّ حضوره السياسي في بيروت سيعيد الزخم إلى تياره السياسي الغارق في أزمات حزبية وإعلامية وسياسية. وعودته ستساهم في وقف تمدّد “المنطق الداعشي” في البيئة السنية اللبنانية.

وهذا التغيير سيجعل من الحريري رأس حربة في المواجهة المفتوحة التي تخوضها المملكة العربية السعودية من بيروت إلى سورية واليمن والعراق وغيرها من الدول، ليس آخرها البحرين ومصر ودول في المغرب العربي.

إذ أنّ بيروت، على ما يبدو، ستعود لتكون مختبراً سياسياً واجتماعياً، لإعادة صياغة كبيرة تحصل في المنطقة. مختبرٌ كما كانت قبل سنوات، وكما ستظلّ لاحقاً.

 

السابق
بالأسماء.. 18 قناة إعلامية تحت سيطرة داعش
التالي
صليبا: ما حصل في ليبيا أفظع مجزرة في التاريخ