10 سنوات على اغتيال الحريري: لبنان من محور سورية إلى محور إيران

مرّت أحداث ومتغيرات كثيرة خلال السنوات العشرة الأخيرة، منذ اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري. فالسياسة في لبنان ما قبل 2005 إختلفت عما بعده. فما هي أبرز التطوّرات؟ وهل كان سيغيّر شيئا عدم اغتياله؟

يطوي لبنان في الرابع عشر من الشهر الجاري 10 سنوات على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، عقدٌ كامل مرّ وحمل معه الكثير من المستجدات والمتغيرات السياسية في لبنان ودول المنطقة والعالم.

أحداث عديدة مرّت على لبنان والمحيط بدلّت المشهد السياسي في المنطقة، من إنهاء الوصاية السورية على لبنان، الى خوض حرب تموز، استيقاظ فتنة مذهبية «سنية – شيعية»، تحالفات سياسية جديدة، سقوط أنظمة عربية، نشوب ثورات عربية، بروز تنظيمات متطرفة… فكيف انعكست هذه الأحداث على النظام السياسي في لبنان؟ وماهي أبرز المتغيرات في المشهد السياسي اللبناني من لحظة 14 شباط 2015؟

مستقبل لبنان إنضم أيضاً إلى المستقبل السائد في المنطقة

الكاتب والصحافي اللبناني سعد محيو أجاب عن المتغيرات في السياسة اللبنانية منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري إلى اليوم في حديث لـ «جنوبية» قائلا: «أولاً النفوذ السوري زال تقريباً من لبنان وحلّ محلّه النفوذ الإيراني، إضافةً إلى تعميق علاقة لبنان بأزمات الشرق الأوسط».

وتابع محيو: «أيام العهد السوري كان الربط موجداً بين لبنان وأزمات المنطقة، لكنّ حدوده كانت تقف على مشارف مرتفعات الجولان، أي أنّ سوريا ربطت بين استقرار لبنان وبين حلّ مشكلة الجولان. الآن حدود هذا الربط باتت تمتد في قوس شاسع يصل من طهران الى جنوب لبنان، لأن إيران دخلت بقوة على المنطقة لمحاولة بناء نظام شرق أوسطي جديد».

وأضاف: «أمّا التغير الثاني والذي يرتبط بالتغير الأول، وهو أنّ مستقبل لبنان انضم أيضاً إلى المستقبل السائد في المنطقة، بسبب وجوده في المحور الإيراني الداخل في مجابهة عنيفة مع القوى الإقليمية الكبرى المتنازعة على طبيعة النظام الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط».

حتّى لو لم يتم إغتيال الرئيس رفيق الحريري فإن هذا لم يكن ليغير أي من هذه المعادلات المتطورة

وعن سلبيات وإيجابيات هذا التغيير قال محيو: «هذا التغيير أدّى إلى تجميد أو تعليق الدولة اللبنانية ومعها المشروع الوطني لهذه الدولة وهذا أمر خطر، لكن هناك بعض الإيجابيات أهمّها إستبعاد خطر الحرب الأهلية في لبنان لأن مشروع حزب الله – إيران في هذه المرحلة إقليمي ولا يتضمن بعداً لبنانياً وطنياَ. ربما يحدث ذلك لاحقاً».

وأكمل: «الخلاصة أنّ التغييرات خلال السنوات العشر الأخيرة كانت عميقة بمعنى الإيغال بربط مصير لبنان بمصير الإقليمي الإيراني. ما سيجعل البلد معلقًا بمصير هذا المشروع سلبًا وإيجابًا، حربًا وسلمًا»، قال محيو.

وختم: «حتّى لو لم يتم إغتيال الرئيس رفيق الحريري فإن هذا لم يكن ليغير أي من هذه المعادلات المتطورة».

السابق
تفكيك عبوة على طريق يسلكها الجيش في جرود عرسال
التالي
لهذه الأسباب اغتالوه