عالقون في عصر إباحة الجنس والموت !

الجنس والموت

يتداول متصفحو الأنترنت في لبنان والعالم العربي بحماسة بالغة فيديوهان حققا أرقاما قياسية بالمشاهدة تجاوزت الملايين، الفيديو الأول حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي، والثاني هو فيديو كليب لإحدى فتيات الليل تدعى “زيزي أم” تغني للموز البلدي والصومالي وتقوم بإيحاءات جنسيّة صارخة مرافقة لها.

الأرقام الخيالية التي حققها هذان العملان “اللافنيان” المقززان بغض النظر عن موافقة المتصفحين عليهما أم لا، تنبىء بانزياح مجتمعاتنا نحو مجاراة التطرف والوقوع في فخّه مرغمين، عن طريق ما تساهمه تلك المشاهدات من بث دعاية مجانيّة من شأنها شحذ العصبيات وستدرار الغرائز ما يجعل الأمور تنفلت عن عقالها لدى كثير ممن يحمل قابليتي التعصّب والإنحراف، وتذهب باتجاه المجهول.

فبين إباحتي الجنس والموت، والإنبهار بالمشهديات العاطفية الصاعقة، نجد أنفسنا عالقين بمشاهدة سباق يتقدّم فيه العنف المتوحّش على الجنس المتفلّت تارة، ليعود الثاني ويتقدّم على الأوّل، رافعين بسباقهما هذا نسبة هرمون الإثارة في دماء هذه الجماهير المستلبة الى أقصاه، وكلّه على حساب قيم اجتماعيّة عائليّة تربينا عليها، نقدناها كثيرا، ولكننا سنترحّم عليها بعد أن تصبح من مخلفات التاريخ.

السابق
رحيل الكاتب الفلسطيني نواف ابو الهيجاء
التالي
بايدن يؤكد ان اوكرانيا «تكافح من اجل بقائها»