عملية شبعا: نعم.. حزب الله يخجل من دوره في سورية

يخجل حزب الله من دوره في سورية. ويفتخر بمقاتلته إسرائيل. وهذا يكفي لنعرف ويعرف أنّنا على حقّ في خصومته ورفصنا قتاله الشعب السوري.

نحو ألف قتيل، إذا صحّ العدد، وبين ألفين وثلاثة آلاف جريح، هي حصيلة خسائر “حزب الله” في سورية. لم نشهد تشييعاً واحداً يفتخر به “حزب الله” أو بيئته. لكنّ ستة شهداء في مواجهة إسرائيل وبنيرانها في القنيطرة رفعهم “حزب الله” إلى مصاف القدّيسين… و”يليق بهم”، فعلاً.
يعرف “حزب الله” تماماً أنّ الموت في مواجهة الشعب السوري، داعشيا كان أو “نصرة” أو “جيشاً حرّا” أو مواطنين عزّلا ومدنيين، هو عار على جبينه وعلى جبين المقاومة، وأنّ الاستشهاد في وجه إسرائيل هو فخر وعزّة، إخلاقياً وشرعياً ومنطقياً…بعد عملية شبعا التي قتل فيها جنوداً إسرائيليين وجرح آخرين، يفتخر “حزب الله” ويصدر “البيان رقم واحد”. كما لو أنّه يعتبر كلّ ما سبق “عاراً” لا يستحقّ بياناً ولا ترقيماً. البيان رقم واحد ردّا على عملية القنيطرة التي أخذت منه إسرائيل خلالها حياة جهاد عماد مغنية والمسؤول أبو عيسى وأربعة شبّان، إضافة إلى مسؤول إيرانيّ رفيع.
يعرف “حزب الله”، وتعرف بيئته، أنّ الردّ على اعتداء القنيطرة هو فخر وعزّة، لكن حين يصطاد بقعة من بقاع “البيئة الحاضنة”، في ضاحية بيروت الجنوبية، أحد الانتحاريين الإرهابيين، لا يستطيع أن يردّ بفخر. لا يصطحب الكاميرات حين يداهم القصير، ولا يصدر بيانات حين يقتل من يقتل في حمص أو في حلب أو في الشام. يعرف “حزب الله”، كما نعرف نحن، أن تورّطه في الدم السوري عيب أخلاقيّ وتاريخيّ وشرعيّ ودينيّ ومنطقيّ وسياسي وجغرافيّ… لذلك لا يعرف كيف يردّ على استهدافه في الضاحية أو القلمون. لا يجيّش الناس ولا يأخذهم إلى معارك واضحة كما فعل في شبعا.
عملية شبعا، رغم أنّ البعض قد يعتبرها لذرّ الرماد في العيون، إلا أنّها تحتاج إلى شجاعة. ربما شجاعة “أن يغامر” حزب الله بعسكره وناسه، وباللبنانيين كلّهم، لكنّها شجاعة نادرة. شجاعة الردّ على الاعتداء بالاعتداء. في حين يخجل من دوره العسكريّ الأكبر والأكثر دموية في سورية.
خجل حزب الله من دوره السوريّ هو “ربط النزاع” بيننا وبينه في لبنان. وفخره بعملية شبعا تجعلنا، وتجعله، نعرف سويا أنّنا لسنا أعداءً، بل خصوم، ونختلف على الكثير، ونتفق على الكثير.

السابق
خوري وشهوان طالبا إدارة الكازينو بالعودة عن قرار الصرف
التالي
البحرين: الشيخ سلمان ينفي «الترويج لقلب النظام بالقوة»