ماذا وراء اغتيال المؤهل أول غسان عجّاج؟

خطَفت جريمة اغتيال المؤهّل أوّل في فرع المعلومات غسان خالد عجاج في مرياطة (قضاء زغرتا)، الأنظار، وفتَحت الباب على أكثر من تحليل، فيما أكّد مصدر أمني أنّ القتل لم يكن لأسباب شخصية.

في وقت يستمرّ التحقيق لمعرفة أسباب اغتيال عجاج ومَن يقف وراءه، أكّد مصدر أمني أنّ «أسلوب تنفيذ الإغتيال برصاصة واحدة في الرأس، إنما يدلّ على احتراف كبير وأنّ التحقيق الأوّلي يُظهر أنّ هناك مخطّطاً مرسوماً لقتل الشهيد»، مستبعداً الأسباب الشخصية.

مرياطة المذهولة بالجريمة لم تُصدّق أّن ابنها المعروف بدماثة أخلاقه وديبلوماسيته قد يكون ضحية جريمة قتل، في وقت يؤكّد المشاركون في تشييعه أنّ استهدافه «هو استهداف لأمن المنطقة ولفرع المعلومات».

ويَروي أحد أقربائه أنّ «غسان كان يُعتبر مسؤولاً عن الامن في المنطقة الممتدّة من البداوي الى أعالي الضنية خلال انتقال أيّ مسؤول سياسي على هذه الطريق»، معتبراً أنّها «رسالة سياسية بامتياز، ونأمل ألّا يكون هناك أيّ متورّط من أبناء مرياطة، والجميع يعرف أنّ الشهيد لم يكن لديه مشكلات مع أحد، وكان مشهوراً بديبلوماسيّته على رغم إصراره الدائم على تطبيق القانون وأداء واجبه المهني على اكمل وجه».

ويضيف: «الله يسترنا من الاعظم، فغياب غسان قد يشكل فراغاً أمنياً في هذه المنطقة إذا لم تتدارك القوى الامنية الموضوع، وتكشف ملابسات الجريمة وتقبض على القاتل الذي تجرّأ على الوصول الى امام منزل المغدور، منتصف الليل، وأطلق رصاصة متفجّرة على رأسه مباشرة لحظة وصوله الى المنزل».

بدوره، يؤكد رئيس بلدية مرياطة محمد عجاج أنّ غسان «لم يكن لديه أعداء، وإن شاء الله تنجح القوى الامنية في القبض على القاتل، ولا أدري إذا كان الموضوع أمنياً لأنْ ليس لغسان اعداء وما من مشكلة بينه وبين احد، وفي الأمس تناولت الغداء معه، وهو رجل أمن ويقوم بواجبه لحفظ امن المواطنين».

طارق عجاج، أحد اقرباء الشهيد، يلفت من جهته إلى أنّ «مقتل غسان فاجأ الجميع، وهذا عمل اجرامي مدان، ومرياطة لم تشهد مثل هذا الامر سابقاً، على رغم أنّ عدد المقيمين فيها يتخطّى الستة عشر الف نسمة، بينهم خمسة آلاف نازح سوري»، رافضاً استباق التحقيق وتوزيع الاتهامات، «فالقوى الامنية ستكشف ملابسات الجريمة».

ووسط مظاهر الحزن، شيّعت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ومرياطة، الشهيد، في مأتم حاشد اقيم في مسجد البلدة، في حضور آمر سرية درك زغرتا العميد مروان سليلاتي ممثِّلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقائد الدرك، المقدم اسكندر يونس ممثلاً المدير العام لأمن الدولة اللواء جورج قرعة، الملازم أول إدوار يمين ممثلاً المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، وممثلين عن سياسيّي المنطقة، ورؤساء بلديات ومخاتير، وحشد من ابناء البلدة والبلدات المجاورة.

وأدّت ثلة من عناصر قوى الامن الداخلي، التحية لجثمان الشهيد، وعزفت موسيقى قوى الامن لحن الموت. بعد ذلك، القى سليلاتي كلمة قوى الامن الداخلي لفت فيها الى أنّ «الشهادة كانت وتبقى تتبوّأ أعلى المراتب الانسانية والدينية والعسكرية التي لا ينالها إلّا الأبطال».

وقال: «هذه الجريمة المروعة لا منطق يُبرّرها، ولا معنى يُفسّر وحشيتها، وهذا ما يدفعنا بمهمة أكبر لكشف مرتكبها، وسوقه الى القضاء، لينزل به اشد العقاب».

وبعد الانتهاء من كلمته، وضَع سليلاتي شارة ترقية الشهيد عجاج الى رتبة ملازم أوّل بعد الاستشهاد. ثم سار الجميع خلف نعش الشهيد، وصولاً الى جبانة البلدة حيث تُليت الفاتحة على روحه وووري الثرى.

وكانت المديرية العامة للأمن الداخلي، نعت الشهيد ووزّعت نبذة عن حياته، لافتة الى أنّه من مواليد 23/5/1968 مرياطة، متأهل وأب لأربعة أطفال. دخل السلك في 4/5/1992، وتدرّج حتى رتبة مؤهل أول في 1/7/2012.

رقيَ الى رتبة ملازم بعد الاستشهاد. خدم في مراكز عدة منها: معهد قوى الأمن الداخلي، مفرزة طوارئ طرابلس، فوج الطوارئ، جهاز أمن السفارات – مجموعة الداخلية – مفرزة طوارئ زغرتا، مجموعة حماية الشخصيات – السيار الرابع، وشعبة المعلومات.

وهو حائز على وسام الاستحقاق اللبناني درجة رابعة وثالثة، والميدالية العسكرية. وقد مُنح بعد الاستشهاد أوسمة هي: الأرز الوطني من رتبة فارس، الحرب والجرحى، ميداليتا الجدارة والامن الداخلي، و3 تنويهات صادرة عن اللواء المدير العام.

http://www.aljoumhouria.com/news/index/206633

(الجمهورية)

السابق
Shiite cleric says atheism is old and less dangerous than sectarian conflicts
التالي
محكمة التمييز الجزائية تدين عوني الكعكي