لقاء عون – جعجع جزء من المسار وليس هدفاً

ميشال عون وسمير جعجع

يبلغ قطار الحوار بين “حزب الله” وتيار “المستقبل” اليوم محطته الرابعة فيما الحوار المسيحي بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” لم يتوج بعد مرحلته الاولى باللقاء المنتظر بين رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، والذي يرتقب ان يتخلله اعلان بيان النيات، عصارة افكار ومناقشات اوراق العمل على مدى الجلسات المتتالية بين أمين سر تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ومسؤول جهاز الاعلام والتواصل في القوات ملحم رياشي اللذين اجتمعا مجددا في الرابية يوم الجمعة الفائت بحسب معلومات “المركزية”.

وتشير مصادر المعلومات الى ان الحوار المسيحي ينطلق نحو ثلاث محطات على مراحل ثلاث يتضمن كل منها جزءين، وانه ما زال راهنا في المرحلة الاولى التي انتهى جزؤها الاول المرتكز الى تبادل اوراق النقاش بهدف استخلاص المتفق عليه بين الجانبين وتحديد استنتاجات عامة، في حين يتضمن الجزء الثاني من هذه المرحلة الجاري العمل على اساسها اليوم تحديد الخلاصات النهائية لنقاط الاتفاق ووضع النقاط الخلافية جانبا لمعالجتها في مرحلة لاحقة، كل ذلك وسط تكتم شديد وتحصن الجانبين خلف جدران الصمت والكتمان حرصا على نجاح الخطوة وتحقيق الهدف وقطع الطريق على المتضررين من الانفتاح والتواصل العوني – القواتي حتى داخل الفريق المسيحي نفسه.

وتضيف المصادر ان الحوار المسيحي انطلق من اربع مسلمات اساسية اعتبرت معايير متفقا عليها من الطرفين تتلخص بالآتي:

– تحصين آداب التخاطب بين الفريقين والتزام معايير احترام رأي الآخر.

– التزاوج بين المصلحة والمصالحة.

– تثمير الاتفاق وعدم تحويل نقاط الاختلاف الى خلاف.

– اعتماد المصارحة في كل المواضيع والملفات.

ويقول رياشي لـ”المركزية” في معرض سؤاله عن اسباب عدم انعقاد اللقاء بين عون وجعجع حتى الساعة على رغم ان عدد الجلسات بين الجانبين يكاد يلامس الخمس عشرة جلسة، ان هذا اللقاء يشكل جزءا من المسار وليس هو الهدف بحد ذاته وانعقاده سيتوج المرحلة الاولى التي سيصدر في اعقابها بيان اعلان النيات على ان تستكمل اللجنة الثنائية مهمتها نحو انجاز المرحلتين الباقيتين تحت عنوان استرجاع حقوق المسيحيين في المجالات كافة اضافة الى قانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية.

ويشير الى حرص الطرفين على العمل بوتيرة سريعة من دون تسرّع خصوصا ان ثمة هوة كبيرة بين المجموعتين السياسيتين اللتين لا تتقاسمان المشروع السياسي نفسه، غير ان انطلاقتنا الحوارية ارتكزت الى مسلمة ان الاختلاف في اي موضوع لا يجب ان يؤدي الى خلاف ينعكس مباشرة على الوضع المسيحي في لبنان والخارج خصوصا ان التشنج بين القوى السياسية المسيحية تسبب منذ ما يزيد عن 30 سنة بالكثير من التداعيات على المسيحيين في لبنان في شكل خاص وانسحب على الحالة المسيحية في المنطقة عموما.

من هنا يؤكد مسؤول جهاز الاعلام والتواصل في القوات قررنا ان نمضي في حوارنا نحو تعميم المصلحة والفائدة على الوضع المسيحي عبر تحسين آداب التخاطب السياسي والانفتاح بكل موضوعية وصراحة على الراي الآخر بحيث توضع الملاحظات وتوجه الانتقادات مع احترام معيار خصوصية كل طرف ورأيه، وسط اصرار على المصالحة وفتح صفحة جديدة من التعاطي البناء والايجابي من بوابة النقاش المعمق لكل الملفات.

ويختم رياشي بالاشارة الى انفتاح العماد عون والدكتور جعجع على الحوار بعدما بادر الاخير الى الموقف الشجاع باطلاق الدعوة الى الحوار عاكسا رغبة قوية في طي صفحة الماضي المحفوفة بالخلافات السياسية.

وفي السياق، توقعت مصادر المعلومات المستقاة من جانب الفريقين المسيحيين ان يتابع كنعان ورياشي مسيرتهما الحوارية من ضمن اطار امانة عامة مصغرة للثنائية المسيحية.

السابق
خليل احال على النيابة العامة ملف إدخال قريدس فاسد
التالي
تل ابيب سترد بضربة قاسية اذا استهدفها حزب الله