المراوحة الرئاسية تنتظر تفاهمًا سعوديًا ايرانيًا لانهائها

كرسي الرئاسة

كتبت صحيفة ” الشرق” تقول : بدا اكيدا تأثير الاجواء الاقليمية والمتغيرات في بعض الدول العربية على مسار الاحداث والتطورات الداخلية في لبنان، لاسيما ان الجهات الديبلوماسية المعتمدة في لبنان وبالتنسيق والتشاور مع المراجع الرسمية حاولت جاهدة عدم ربط لبنان بالازمات الخارجية او جره الى منعطفات ومطبات تؤشر سلبا على وضعه الامني والسياسي.

وبحسب قراءة لديبلوماسي اجنبي معتمد في لبنان فان نظرته للاوضاع تشير الى ان اتفاق العراق لم يسقط انما لم توزع مفاعيله على المنطقة، كما ان الوضع في اليمن ما زال متوترا ويشهد متغيرات سريعة على الارض عبر الحوثيين ما يعطي رغبة ايرانية واضحة في استمرار نفوذها وقوتها هناك، اضف الى ان الوضع في دولة البحرين ما زال عرضة للانتقادات الحادة واخرها ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي اثار حفيظة الدول الخليجية والذي قد تصل مفاعيله الى تهديد الجاليات اللبنانية في الخليج بشكل عام …

كل ذلك يشير الى عدم وجود رغبة واضحة بمسايرة المملكة العربية السعودية بالنسبة الى هذا الملف، اي البحرين البالغ الحساسية بالنسبة اليها كما ان مشاريع الحلول الدولية والاقليمية في سوريا لا تسير نحو الانفراج في استثناء نقطة واحدة ووحيدة تم التفاهم عليها مواجهة ارهاب داعش الذي يهدد الانظمة العربية من دون استثناء كما ايران، اضافة الى التفاهم الذي تم في العراق على حل سياسي يسير سيرا مقبولا ولو بطيئا والذي ما يزال في حاجة الى ترسيخ لكن مفاعيله لم تنسحب على ما يبدو على بقية المنطقة العربية.

السؤال المطروح اليوم هل هناك امكانية لتحييد لبنان عن هذا الوضع والتسريع في انتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقدت؟

يؤكد السفير المعني ان الكنيسة اي الفاتيكان تحديدا سعت على ما يبدو خلال الاشهر الماضية الى تشجيع ايران والسعودية للتحاور معا، كما تيار “المستقبل” و “حزب الله” على المضي قدما في حوار من اجل التوصل الى اتفاق على انتخاب رئيس مقبول بمواصفات معقولة، بعدما عجزت ويئست في امكان تفاهم القيادات المارونية في ما بينها.

واشار الى ان الفاتيكان يرى انه في حال لم يؤد الحوار بين عون وجعجع الى تفاهم على رئيس محدد فلا بأس لكنها تأمل في ان يتوصل حوار حزب الله والمستقبل الى انتخاب رئيس بمهلة قصيرة.

لكن المصدر المذكور يؤكد انه وعلى الرغم من الموقف التفاؤلي الى حد ما، فان الواقع يشير الى ان ايران و “حزب الله” لن يختلفا مع عون ولن يتراجعا عن تأييدهما له لمصلحة رئيس اخر، مخافة ان يخسروا الغطاء المسيحي الجزئي الذي يحظون به ويجدو انفسهم في حالة مواجهة او عداء مع معظم السنة والدروز والمسيحيين، كما انه من المفيد ان لا توافق ايران على التخلي عن ترشيح عون قبل حصول تفاهم استراتيجي واسع بينها وبين المملكة على مجمل المشاكل في المنطقة، وتحديدا في دولة البحرين كحد ادنى، وفي سوريا كحد اقصى، وهذا لا يبدو متوفرا حتى الساعة.

من هنا فان المصدر يترقب كل الخطوات واللقاءات والمشاورات الخارجية والدولية التي تحصل هنا وهناك، والتي حتى الساعة لم تفض الى تسوية داخلية اقله في لبنان على المستوى الرئاسي.

فما يمكن ان ينقذ الوضع القائم اليوم هو التوافق الاقليمي الجدي والشامل بين السعودية – وايران على قضايا متعددة من بينها الرئاسة اللبنانية، او تفاهم عون – جعجع “مسيحيين في ما بينهم على شخصية يتم التوافق عليها غيرهما، والا فان المراوحة ستكون الفائزة، والوطن سيكون الخاسر الاكبر.

السابق
الحكومة تجمع على إدانة إعتداء القنيطرة .. وردّ حزب الله يرتبط بأهداف العدوان
التالي
الكازينو وفنادق أهداف للانتحاريين