حزب الله ما بعد عملية القنيطرة: صمت وهدوء وتوقعات ايجابية

حزب الله

رغم الخطورة الكبيرة لعملية القنيطرة التي نفذها الجيش الاسرائيلي ضد كوادر وضباط من حزب الله والحرس الثوري الايراني وادت لاستهاد ست من كوادر الحزب بينهم المسؤول العسكري الكبير محمد عيسى (ابوعيسى) وجهاد مغنية نجل الحاج عماد مغنية ومساعد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني العميد محمد دادي، فقد حرص حزب الله على اعتمد سياسة الصمت في التعليق على العملية واكتفت قيادة الحزب بالاعلان عن استشهاد المجاهدين وذكر اسمائهم وتشييعهم في مواكب مهيبة في الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب اللبناني.

وفيما كان المحللون والمراقبون وكل الجهات السياسية والدبلوماسية والاعلامية في لبنان والكيان الصهيوني ودول المنطقة يتحدثون عن كيفية رد حزب الله والمقاومة الاسلامية وتوقيت الرد ومكانه وانعكاسات العملية على الاوضاع السياسية والامنية والعسكرية في المنطقة، كانت قيادة حزب الله تتقبل التعازي بالشهداء وتشارك في مراسم التشييع ، فيما بقي امين عام الحزب السيد حسن نصر الله بعيدا عن الاعلام والاضواء بانتظار ذكرى اسبوع الشهداء حيث من المتوقع ان يحدد مواقف الحزب من التطورات الجارية وكيفية الرد.

مصادر مطلعة على اجواء قيادة حزب الله اوضحت ل”موقع عربي 21″ : ان القيادة تدرس ابعاد العملية ودلالاتها وكل التفاصيل المتعلقة بها من اجل تحديد الموقف النهائي وكيفية الرد على هذا العدوان الخطير الذي لم يستهدف حزب الله فقط لكن كل قوى المقاومة في المنطقة.

وتضيف المصادر : انه رغم الخسارة الكبرة التي حصلت من جراء العملية نظرا لعدد الشهداء ومكانتهم العسكرية والمعنوية فان قيادة الحزب بدأت تنظر الى الانعكاسات والتوقعات الايجابية لهذه العملية ان على صعيد دور وموقع قوى المقاومة او الصراع مع العدو الصهيوني او على كل الاوضاع في المنطقة.

فحسب المصادر: فان هذه العملية اعطت وستعطي زخما كبيرا لدور المقاومة في المرحلة المقبلة كما تركت انعكاسات ايجابية على العلاقة بين كل قوى المقاومة ولا سيما بين حزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية ومنهم حركة حماس التي شارك مسؤولوها في لبنان في تشييع الشهداء وتقبل العزاء الى جانب قيادة الحزب.

وترفض المصادر الاجابة على الاسئلة التقليدية التي يطرحها الكثيرون اليوم حول توقيت الرد وتحديد مكانه وزمانه وتؤكد ان كل هذه التفاصيل هي برسم قيادة المقاومة السياسية والميدانية وليس هناك تسرع في اتخاذ اي قرار لان المعركة مع العدو الصهيوني مستمرة وهي تشمل كل الجبهات ولا تقتصر على الجبهة اللبنانية وقد سبق للمقاومة الاسلامية ان ردت على عمليات القصف التي استهدفت مواقعها على الحدود اللبنانية – السورية ومن ثم على عملية زرع جهاز تنصت وعبوة ناسفة في احدى المناطق الجنوبية مما ادى لاستشهاد احد كوادر المقاومة، فقامت المقاومة بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها في منطقة مزارع شبعا وعلى الحدود اللبنانية – الفلسطينية مما ادى لمقتل وجرح عدد من الجنود الصهاينة وتم تبني هذه العمليات بوضوح وصراحة، واليوم لن تسكت المقاومة على هذا العدوان الجديد وسترد في التوقيت والزمان والمكان المناسب.

وتؤكد المصادر المطلعة على اجواء قيادة الحزب: ان حزب الله والمقاومة الاسلامية تنظران بثقة واطمئنان للمستقبل وان التطورات الجارية في لبنان والمنطقة هي لصالح قوى المقاومة وان العلاقات بين هذه القوى ستتعزز وتقوى في المرحلة المقبلة وخصوصا بين حزب الله وحركة حماس وايران وان التباينات التي كانت قائمة يتم معالجتها بهدوء وان العدوان الصهيوني الجديد ادى سيؤدي الى وضوح صورة الصراع في المنطقة وان الايام المقبلة ستحمل المزيد من الايجابيات لان دماء الشهداء تزهر نصرا وقوة كما حصل في كل مسيرة المقاومة منذ انطلاقتها.

 

السابق
نصرالله يتولى ترجمة تهديد روحاني لدول الخليج
التالي
تل أبيب – طهران: صدام الضرورة!