الاشتباك الكلامي الايراني – الاسرائيلي تقابله عوامل داخلية مطمئنة

أرخت الغارة الاسرائيلية على القنيطرة في الجولان السوري، ظلالا غير مطمئنة على الأوضاع في المنطقة. واذا كان الاشتباك الكلامي بين ايران والدولة العبرية منذ الاحد، بدا أشبه بقرع طبول الحرب، خاصة بعد تأكيد مسؤولين ايرانيين رفيعي المستوى كوزير الدفاع، ومساعد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة ان “العدوان لن يمر من دون رد، والمجاهدين سينتقمون للشهداء بقوّة”، في مقابل جزم تل أبيب ان “جيشها جاهز ومستعد لكل الخيارات”، الا ان المراقبين أجمعوا على استبعاد خيار اقدام الجمهورية الاسلامية عبر ذراعها “حزب الله” على اي تصعيد دراماتيكي يشعل المنطقة، خاصة في المدى المنظور، حيث تخوض مفاوضات ناجحة مع الغرب في الملف النووي.

عوامل مطمئنة: أما داخليا، وفيما لا يزال ترقب طبيعة رد “حزب الله” على مقتل 6 من كوادره في القنيطرة سيد الموقف، يبعث اكثر من عامل الى الاطمئنان ويوحي ان “الستاتيكو” الامني الحالي مستمر ولن يجنح نحو السلبية. وتقسّم أوساط سياسية مستقلة عبر “المركزية” هذه العوامل الى ثلاثة: أولا، بقاء لبنان تحت المظلة الدولية التي حمته الى الآن من الانزلاق نحو الفلتان الامني المتحكم بدول الجوار، ثانيا: التعويل على ادراك قيادة “حزب الله” مخاطر فتح جبهة الجنوب، في حين ان الغارة الاسرائيلية استهدفت اراضي سورية لا لبنانية. ثالثا، ترجيح اتجاه عدم مقابلة الحزب، الاجماعَ اللبناني على ادانة غارة القنيطرة والذي تجلى أخيرا في اتصال رئيس “كتلة المستقبل” فؤاد السنيورة بقيادة الحزب معزيا بشهدائه، بقرار منفرد ومتهور يدفع لبنان بأكمله ثمنه، بل بايجابية مماثلة.

السابق
دعارة نضال الأحمدية وفيصل القاسم: صراع درزي – درزي
التالي
مجلس الوزراء يجتاز مطبّي القنيطرة والبحرين بسلاسة..ويتمسك بالحياد