من وراء إغتيال مجموعة حزب الله بالقنيطرة؟

عملية الاغتيال التي حصلت عبر طائرة مروحية، وفق ما كشف إعلام العدو، يظهر النيّة المبيّتة لتنفيذ هذا الاغتيال، خصوصاً وان العدو يلجأ لاستخدام سلاح المروحيات في تنفيذ عمليات الاغتيال المباشرة، كما يحصل في قطاع غزة. العدو، ووفق مصادر “الحدث نيوز”، يستعين في عمليات الاغتيال على عدة عوامل لانجاح المهمة، ففضلاً عن عمليات الرصد والتتبع الالكترونية، يلجأ في عاملٍ أهم إلى “الرصد الميداني” عبر عملاء يستقي من خلالهم حركة الهدف الذي يلاحقه وتمركزاته، ويبني على هذه العوامل ويتتبع صحتها، ويستخدم سلاح طائرات الاستطلاع للتحقق من المعلومة عبر تتبع الهدف او كشف المكان الذي ومن المتوقع ان يتوجه نحوه لدراسة طبيعة البيئة الميدانية، كما رصد حركته المبنية على المعلومات الميدانية.

وبحسب مصادر “الحدث نيوز”، فإن هناك عدة عوامل في قضية إغتيال مجموعة حزب الله يمكن الركون إليها في تحليل ما حصل، خصوصاً الضربة التي أدت إلى هذا الكم من الشهداء. وتعتبر المصادر، ان هذه الضربة مُخطّط لها مسبقاً، وهي ليست محض صدفة أبداً، بل هي مبنية على معلومات وعلى رصدٍ دقيق، وعلى تتبع حركة ودراسة ميدان وأهداف قبل تنفيذها، وهذا يتضح من سياق مجرى الاحداث وإستخدام طائرة مروحية وإيقاع العدد المذكور من القادة.

وتخلص المصادر، إلى دور ما لعملاء ميدانيين فيما جرى، هؤلاء الذين وفّروا المعلومات للاسرائيلي كي يبني عليها ويتتبع عبر طائراته الاستطلاعية الاهداف، وإختيار الزمان والمكان المناسبين لتوجيه الضربة مع تجمع عددٍ وافر من القادة في نفس النقطة، اي ان إختيار هذا يوم الاستهداف مدروس حتماً، وأدى لحصول ما حصل.

وكان واضحاً الاعتراف الاسرائيلي انه إستهدف ما اسماه “قائد الحرب المقبلة، ومسؤول إقتحام الجليل ابو علي طبطبائي”، بالاضافة إلى نخبة قادة، حيث أخذ الاعلام العبري حيّز واسعاً لتحليل ما جرى، هذا يدل على مدى الدقة الصهيونية ومدى قوة المعلومات التي تمتلكها لرصد هذا التحرك وتنفيذ هذه الضربة التي اسماها إعلامها بـ “الأشد دقة وخطورة”.

وفي تفاصيل ما حدث، ان الغارة حصلت في منطقة “مزرعة الامل”، وأغلب الظن إستهدفت منزلاً كان يجمع قيادات ميدانية لدراسة أمر عسكري في المنطقة، هؤلاء إستهدفوا بشكلٍ جماعي ما أدى لاستشهاد بالاضافة لصف القادة والمساعدين، عدداً من مرافقي الشخصيات المذكورة، فيما بات مصير “ابو علي طبطبائي” غامضاً بعد عدم نعي الرجل من قبل الحزب، والحديث الاسرائيلي عن إستهدافه وان الاستهداف حصل له بشكلٍ مباشر.

وفي غمرة هذا كله، يبرز إلى الواجهة دور ميليشيات المعارضة السورية، خصوصاً “جبهة النصرة” وما يسمى “لواء تحرير اليرموك”، لكن الأبرز “لواء الحرمين الشريفين”، هذا الاخير، ووفق التسريبات، يقوده ضابط منشق عن الجيش السوري يدعى “شريف صفوري”. يعتبر هذا الاخير وجماعته العسكرية يداً ميدانياً للعدو الاسرائيلي، وبات شبه “جيش لحد” كمثيله السابق في لبنان، حيث يعمل أفراد هذه الجماعة العسكرية كعملاء رصد ميداني خدمة للاسرائيلي.

وعلى الجهة الاخرى، هناك دور “جبهة النصرة” التي تسيطر مع “لواء اليرموك” على جزءٍ واسع من ريف القنيطرة، هذه الاخيرة تستفيد من التقديمات الطبية من قبل العدو الاسرائيلي عبر العون الطبي ومعالجة الجرحى داحل مستشفيات الاحتلال، بالاضافة إلى العون اللوجستي – الناري والذي تجلى بإستهداف عدد من نقاط الجيش السوري في المنطقة من قبل مدفعية العدو، التي مهدت نارياً لتقدم مجموعات عسكرية من “النصرة” والهجوم عليها.

السابق
بالفيديو: مذيع بريطاني يلقن متصلاً طالب المسلمين بالاعتذار عن حادثة «شارلي» درساً لن ينساه
التالي
احالة 4 اشخاص الى المحكمة مع احتمال توجيه التهم اليهم في قضية اعتداءات باريس